تعرف مدينة تارودانت خلال الآونة الأخيرة تنامي مجموعة من الظواهر الخطيرة التي أصبحت تهدد جميع مكونات المجتمع من رجال ونساء وأطفال من هذه الظواهر نذكر على الخصوص بيع الخمور – ماء الحياة – والمخدرات والسرقة والنشل والاعتداء على المارة .....هذه الأخيرة سنأخذها كمثال لاعتبارات عدة نظرا لما تخلفه من أثر على نفسية الضحية. فهذه الظاهرة أصبحت الأكثر تداولا في الأوساط الرودانية لكثرة الجناة والضحايا في نفس الوقت ومعه عمليات الاعتداء التي تتزايد بشكل رهيب خاصة في الأحياء التقليدية العتيقة, فالمتتبع لهذه الحالات يقف مصدوما نظرا للوسائل المستعملة في عمليات الاعتداء ( ساطور – أسلحة بيضاء كبيرة وصغيرة الحجم – سلاسل –كلاب – عصي ..) وكذا الفئة التي تنفذ هذا الاعتداء حيث يتراوح أعمارهم ما بين 15 – 24 سنة . حيث يشكلون عصابات أحياء ودروب يتقاتلون فيما بينهم ويكون بذلك المواطن هو الضحية , لكن المثير في هذه الظاهرة هو عندما يتعرض احد المارة للاعتداء فغالبية المواطنين يكونوا متفرجين فقط ولا يبدي أي أحد رد فعل تجاه ذلك وأي أحد يحاول ذلك يكون مصيره الضرب والجرح إن لم نقل أكثر من ذلك التهديد بالقتل. العلامة السلبية التي يسجلها المتتبع لهذا الحدث هي كون جمعيات المجتمع المدني بالمدينة لم تحرك ساكنا ولم تقم بأي تدخل في هذا الصدد بل تكتفي بدور المتفرج فقط فإلى متى سيستمر هذا الصمت الرهيب من طرف الجمعيات والساكنة ؟ وهل سيكتفي السكان عند حدوث إعتداء بجمع توقيعات المواطنين فقط؟