قامت الشرطة القضائية لأمن أكادير بتفكيك عصابة خطيرة متخصصة في التزوير والنصب والاحتيال وانتحال هوية أشخاص آخرين، وخلق شركات وهمية. وأفادت مصادر أمنية أن الشرطة القضائية اعتقلت شخصين بمراكش مبحوث عنهما، وأحيلا على استئنافية أكادير بتهمة تكوين عصابة إجرامية متخصصة في التزوير واستعماله، واستعمال وثائق مزورة مع العلم بذلك، والنصب واستعمال سيارتين متحصلتين من السرقة، مع تزوير وثائقها، وانتحال هوية أشخاص آخرين بخلق شركات وهمية وحالة العود. ويجري البحث عن ثلاثة عناصر أخرى ضمن العصابة الإجرامية. وعلمت الجريدة أن الشرطة القضائية لأمن أكادير تمكنت بتنسيق مع شرطة مراكش، من التعرف على مكان تواجد المتهمين"محمد- ح"الذي تقمص اسم"علي الصحراوي"، وهو من ذوي السوابق القضائية من أجل النصب، حيث قضى عقوبتين سجنيتين، مدة الأولى ستة أشهر، والثانية ثلاثة أشهر نافذة، وكذا شريكه"عبد الله- ر" الذي تبين للشرطة القضائية إثر عملية التنقيط أنه مبحوث عنه من قبل أمن أكادير والبيضاء، بموجب عدة برقات على الصعيد الوطني من أجل النصب والاحتيال متعلقة بسرقة محررات بنكية وإصدار شيكات بدون رصيد، كما سبق له أن قضى عقوبة حبسية بالسجن المدني عكاشة بالبيضاء من أجل النصب والتزوير. وقد اعترف المتهمان أنهما قاما بخلق أربع شركات وهمية بمراكش، تحمل الإسم التجاري"سانيطير أٌُسوس"و"دروكري أُسوس"و"عابد اُوسوس"و"التغدية العامة"، وأخرى بأكادير. وحجزب من مكتب الشركة مجموعة من الوثائق المحاسباتية ، كما عثرت بداخل المستودع مجموعة من السله المتحصلة من النصب، وتتمثل في 15 مكيف هواء ومولد كهربائي وسخانتي ماء كهربائية وأربع حمامات. كما حجزت الشرطة القضائية من داخل مقر الشركة سيارة من نوع "مرسيديس"190 حمراء اللون تحت رقم 1/ألف/ 46739 يحوزها المسمى محمد الحمداوي باسم عادل وهلي، والسيارة الثانية من نوع"مرسيديس"270 ذات اللوح الحاملة للرقم 20/ألأف/37993 وهي باسم رشيد بن عيسى. وتفيد مدونات محاضر الاستماع أن الشرطة القضائية حجزت بمنزل المسمى محمد الحمداوي مكيف هوائي ووثائق تخص على الصحراوي، وكذا بطاقات مجموعة من الشركات، إضافة إلى نسخة من بطاقة التعريف الوطنية باسم"عابد أُسوس"تحمل صورة فوتوغرافية للمتهم"محمد- ح". وتمكن هؤلاء من فتح حوالي أربع حسابات بنكية، بكل من مصرف المغرب والبنك المغربي للتجارة الخارجية والقرض الفلاحي والشركة العامة المغربية باسم علي الصحراوي. وحصل بموجب كل حساب دفتر شيك به 50 شيكا، أي ما يبلغ 150 شيك. وقدرت المصالح الأمنية أن يكون هذا الشخص قد تعامل على الأقل بتلك الشيكات بقيمة 05 مليون درهم للشيك الواحد، أي أن معدل المعاملات الافتراضية قد توق 750 مليون درهم، علما أن غالبية الشيكات التي قدمها"الصحراوي"خلال تعاملات التجارية والمالية للزبناء، تفوق قيمة الواحد منها حوالي 20 مليون درهم. وتوضح المبالغ المالية التي تعامل بها المتهمين طيلة سنوات مدى خطورتها على المالية العامة، وزعزعتها لثقة المتعاملين مع الشركات والمؤسسات المالية والبنكية. وكانت الشرطة القضائية اعتقلت"نو الدين- ب"، وقدم إلى المحكمة بموجب مسطرة سابقة، قد اعترف بكونه يتوصل من"عبد الرحمن-أ"ببطاقة وطنية تخص الغير، والتي هي موضوع ضياع أو سرقة، وكان يتقمص هويتهم بتضمين صورته الشخصية. وقد تقمص، حسب إفادته للشرطة القضائية هوية الضحايا الحسين ص. وعمر ب. وتاقي أو. وأو.محمد. واعترف"نو الدين- ب" بكونه فتح حسابات بنكية بأبناك مختلفة، وكان يستفيد من دفاتر الشيكات وبطاقات الائتمان، يستغلها لإجراء عملياته الاحتيالية للنصب على الشركات والتجار، وإيهامهم بكون الشيكات صادرة من ساحب حقيقي، لكن بمجرد تقديم زبنائه تلك الشيكات من أجل استخلاصها، ترجع إليهم بدون مؤونة وأداء. وأقر أنه كان يقوم بهذه العمليات لوحده أو بمشاركة"محمد- ح"و"عبد الله- ر". وأفاد"نو الدين- ب"للشرطة بأن من بين عمليات النصب التي نفذها بمشاركة"محمد- ح"وشخص آخر مبحوث عنه، بتاريخ 27 نونبر 2007 في حق مسير محل بالمركب التجاري"مرجان". وقد تمكن المتهم"محمد- ح"الذي تقمص اسم علي الصحراوي من تأسيس شركة تحمل الإسم التجاري"تجهيز الصحراوي"، وكان مقرها الاجتماعي بحي تيليلا أكادير. واستغلها كغطاء لعملياته الاحتيالية، بمجرد حصوله على دفتر الشيكات التي تسحب لفائدة الشركات المستهدفة بالنصب، مقابل منفعة عينية. واعترف أن من بين عمليات النصب التي كللت بالنجاح، هي اقتناؤه سيارة من نوع"توارك"من شركة"فوزفاكن"الكائن مقرها بشارع الحسن الثاني بأكادير. وقد اشتراها مقابل ثلاث شيكات باسم شركة"تجهيزات الصحراوي". كما أقر بأنه تعامل مع شركة"داف"التي اشترى منها شاحنة أدى قسط قيمته بشيكات علي الصحراوي، فيما تكلف قرض من بنك سلف بالبيضاء تأدية باقي الأقساط. هذا وقد صرح كل من علي الصحراوي وعابد أُسوس الذين تم النصب بانتحال هويتهما أنهما تعرضا للنشل. وأثناء الاستماع إلى إحدى موظفات بنك مصرف المغرب بتالبرجت الذي قد فتح فيه أحد المتهمين حسابا بنكيا، أكدت أن المسمى نور الدين أ. هو من انتحل شخصية الحسين ص. باستعمال بطاقته الوطنية، ضمن فيها صورته الشخصية، وأنه فتح حسابا بنكيا وحصل على بطاقة ائتمانية. وقالت أنه قام بسحب 2000 درهم باستعمال عمليات الاستحقاق بين السحب من الوكالة والشباك الأوتوماتيكي. أما ممثل شركة"فولزفاكن"فقد أكد أثناء عرض المتهم الأول"محمد- ح"عليه، أنه الشخص الذي تقدم إلى الوكالة التجارية واقتنى سيارة من نوع"توارك"بقيمة 660.000.00 درهم باسم شركة"علي الصحراوي"وسلم نصف قيمتها بثلاث شيكات باسم الشركة، في حين تكلف بنك بالبيضاء بتأديتها، غير أن الشيكات أرجعت بدون مؤونة بعد تقديمها للبنك. وتبين أثناء التحقيق أن حسابا واحد فتح بأحد الأسماء صرف بموجب شيكاته 400 مليون درهم، وتقمصه نور الدين ب.، المقدم بموجب المسطرة الأولى إلى العدالة.