اجتثاث أشجار النخيل بجماعة تافنكولت مافيا التهريب تستغل عوز الفلاحين وجهلهم مقابل مبلغ لا يتعدى250 درهم للنخلة الواحدة تستغل مافيا اجتثاث أشجار النخيل الظروف الاجتماعية، من عوز وتأثير سنوات الجفاف وظروف الطقس الصعبة بداية هذا الموسم، عند سكان بعض المناطق بسوس، خاصة بسفوح جبال الأطلس الكبير بجماعة تافنكولت بإقليمتارودانت، وتقوم بشراء أشجار النخيل بمبالغ مالية لا تتعدى250 درهم للنخلة الواحدة ، وتبيعها في المدن بمبالغ تصل بين 5000 و10000 درهم للنخلة لتزايد الطلب عليها قصد تحويلها إلى ديكورات لتزيين الشوارع ومداخل الفيلات والفنادق بمختلف. وتصر هذه المافيا على تهريب أشجار النخيل وتدمير الواحات كمكون مجالي وبيئي من خلال توسيع عملياتها لتشمل كل الواحات لتحقيق ربح سريع في وقت قياسي على حساب هذه الأشجار التي تتحول من مورد عيش آلاف العائلات بمجموعة من الواحات على امتداد الوطن ، فبعد بوعرفة ، فكيك ، زاكورة ، ورزازات ، مراكش وغيرها من الواحات التي شهدت نفس الظاهرة، والتي تعبأت فعاليات مدنية بيئية للتصدي لها ، يزحف "لصوص النخيل" إلى واحات سوس التي تشهد عمليات تدمير وصفها نشطاء بيئيون ب"الممنهجة" على وثيرة قياسية جعلت هاته الواحات تفقد جزءا كبيرا من ثروتها من النخيل في بضعة أشهر أمام لامبالاة وصمت رهيب للمسؤولين . وذكرت مصادرمن إقليمتارودانت أن عملية إقلاع أشجار النخيل تتم قي واضحة النهار وتحت عيون أعوان السلطة وسماسرة محليين، يحصلون على مقابل من أفراد هذه المافيا ، وأكدت نفس المصادر أن السلطات المحلية والمنتخبين ومصالح وزارة الفلاحة بإقليمتارودانت على علم بما يحدث ولكن لا احد من هذه الجهات تحرك من اجل منع مثل هذه التصرفات التي قالت مصادرنا أنها بالإضافة إلى اجتثاثها لأشجار النخيل تقوم بالاعتداءات على أراضي الغير وأشجار اخرى باستعمال آليات مثل الجرافات والجرارات والشاحنات التي تستعمل لإقلاع أشجار النخيل ونقلها. أمام هذا الوضع الذي يهدد تدمير واحات النخيل بسوس التي عمرت لقرون ، تستغرب العديد من الفعاليات الجمعوية بالمنطقة من موقف السلطات المحلية والمنتخبين الذين اختاروا موقف المتفرج، بل يتم الحديث عن تواطؤ مكشوف مع عصابات التهريب ، ويتساءل هؤلاء ، هل يتم الترخيص لهذه المافيات من طرف السلطات ؟ ، ففي الوقت الذي تراقب فيه السلطات بهذه المنطقة "كل صغيرة وكبيرة عندما يتعلق الأمر ببعض الأنشطة البسيطة التي يقوم بها السكان ، تتدخل في الحين وبسرعة قياسية ، بينما تتغاضى عن هذه الجريمة البشعة في حق ثروة تلعب دورا هاما في التوازن الايكولوجي والاقتصادي لساكنة عريضة . وإذا استمرت الأوضاع على ما هو عليه اليوم، فإنها ستؤول لا محالة إلى الاندثار والزوال ، لذلك يعتبر انقاد هذه الواحات مسألة استعجاليه يجب أن تحظى بالأولوية المطلقة" يقول عضو إحدى الجمعيات بجماعة تافنوكلت، بمرارة وحسرة.