يشرفنا نحن الموقعون أسفله هيئات المجتمع المدني بأكادير الكبير أن ننهي إلى كريم علمكم. أننا تلقينا باستغراب كبير إقدام القناة الثانية على إعطاء الانطلاقة لمسابقة استوديو دوزيم في نسختها التاسعة، لاختيار نجوم المستقبل في مجال الأغنية العربية و الغربية دون الأغنية الامازيغية المغربية. إن ما تقوم به القناة الثانية 2M، التي تتبنى الجانب السلبي للعولمة، خطر على هويتنا الثقافية وتميزنا الحضاري وخطر على ذوق جمهورنا وكفاءة مواهبنا، وكذلك على فواتير كهربائنا، حين تحل بمدينة اكادير لانتقاء المواهب في مجال الغناء وتقصي عمدا من يتقدم للغناء باللغة الامازيغية، في ظل دستور جديد يعترف باللغة الأمازيغية لغة رسمية للبلاد الى جانب اللغة العربية. أن هذا البرنامج فشل في اكتشاف مواهب الغد ولا نعتقد أن هناك من هو مقتنع بأن البرنامج يبحث عمن يؤدي الأغنية “المغربية، رغم أنه ينتج في المغرب وبأموال مغربية لجمهور مغربي. ويستحق فعلا كل هذا النقد لأنه لم يجب على التساؤلات والرهانات التي طرحها منذ البداية ولعل أهمها البحث عن من يحمل مشعل الأغنية المغربية، رغم أن مفهوم الأغنية المغربية الذي صاغه المشرفون على البرنامج منذ الدورة الأولى مازال ملتبسا مادام أنهم يقصدون به فقط الأغنية ذات الصفات الشرقية و الغربية وكأن باقي الأشكال الغنائية (أمازيغية، ملحون، عيطة، الحسانية، أغاني المجموعات...) أبدعها شعب آخر غير المغاربة. أما الأغنية الأمازيغية فهي مقصية نهائيا ورسميا من المسابقة، ونذكر كيف تم إقصاء الفنان لحسن أنير في الدورة الأولى والفنان عبدالله بوزنداك سنة 2006 وآخرون لأنهم لم يجدوا في مطبوع المشاركة مكانا للأغنية الأمازيغية التي يرغبون في تقديمها لأن المطبوع يقتصر على “موسيقى عربية / موسيقى غربية” وتحجج المنظمون بأن اللجنة لا تتوفر على فرقة متخصصة لمصاحبتهم، ليَتأكد بذلك أنه مبرر آخر يتضمن نية الإقصاء. إن هدا البرنامج يشجع ثقافة الاستهلاك وتنميط الأذواق والعادات والإقتداء بالنموذج الذي تهب به رياح العولمة التي تحاصرنا. فالعولمة تفتح جبهة رئيسية في حرب السيطرة العالمية وهي جبهة المواجهة الثقافية، هادفة إلى التخفيض من قيمة الثقافات المحلية و روح المواطنة والدفع بثقافة نمطية عالمية تربط بين أفرادها بمظاهر معينة (ملابس، ذوق، موسيقى...).إنها محاولة مدروسة لنزع السلطة الرمزية لثقافة الشعوب التي يمكن أن تنطلق لمواجهة الاستلاب وإعدادها للدخول في فلك الثقافة المُعَولمة، وتتجلى خطورة هذا الخيار في كون أية جماعة فقدت هويتها كجماعة مستقلة تصبح خاضعة لثقافة المُسيطِر.