عرفت قاعة العروض التابعة لمندوبية الشبيبة والرياضة بأكادير يوم الأحد المنصرم تنظيم اقصائيات المهرجان الإقليمي لمسرح الشباب، والذي شاركت فيه أربع فرق مسرحية تمثل كل من مدينتي إنزكان وأكادير، وهي نادي المناهل للمسرح، والتي عرضت مسرحية "مواويل"، ونادي نوميديا للإبداع المسرحي بمسرحية "تاوادا إجلان"، ونادي الدراما للمسرح بمسرحية "الكراي الجديد"، ثم نادي الفرجة للمسرح بمسرحية "سيد المدفون". وتميزت العروض المسرحية المشاركة بالتباين الواضح من حيث الآداء، سواء فيما يتعلق بالسينوغرافيا والكوريغرافيا والحوار بالإضافة إلى الآداء. وظهر ذلك جليا من خلال تجاوب الجمهور، المتكون من نسبة كبيرة من ممارسي المسرح بالمنطقة وفنانين بالإضافة إلى عشاق المسرح، مع بعض العروض، وانسحابه من البعض الآخر. وعرف المهرجان، أيضا، تذمر بعض الفرق المشاركة من التمييز والتفاضل الذي تعاملت به لجنة التحكيم مع بعض الفرق المسرحية على حساب أخرى. إذ رغم تخلف أحد الفرق المسرحية عن موعد العرض، والمحدد في الثالثة بعد الزوال، مما يعرضها للإقصاء، حسب ما هو معمول به في مثل هذه المهرجانات، إلا أنه تم السماح لها بتقديم عرضها على الساعة السادسة، بل ويتفاجئ الجمهور بكونها من الفرق المتأهلة إلى الإقصائيات الجهوية. كما سجل متتبعو الشأن المسرحي العديد من الهفوات التنظيمية، خصوصا أن توقيت المهرجان تزامن وإجراء الامتحانات، مما ضيع على الكثير من الفرق إجراء تداريب كافية والاستعداد بشكل جيد. واشتكت فرق أخرى من عدم الاستفادة من الدعم الممنوح عادة للفرق من أجل إعداد الديكور، وعدم توفير الإنارة من طرف منظمي المهرجان. من جانبهم، يطرح المسرحيون الأمازيغيون سؤالا كبيرا حول السر وراء إقصاء المسرحيات الناطقة بالأمازيغية وذلك للسنة التاسعة على التوالي، وخير مثال ما وقع يوم الأحد لنادي نوميديا للإبداع المسرحي. إذ بالرغم من أنهم تلقوا التهاني من الفرق الأخرى المشاركة بكون عرضهم أحسن عرض، كما نالوا إعجاب الجمهور الحاضر، وصفق لهم بعد نهاية المسرحية لأزيد من خمس دقائق، إلا أنهم تفاجؤوا بإقصائهم من التأهل. ويتساءل متتبعو الشأن المسرحي بالإقليم عن المعايير المعتمدة من أجل اختيار أعضاء لجنة التحكيم، خصوصا أن أحد أعضائها كان مخرجا لإحدى المسرحيات المشاركة الفائزة، قبل أن يترك مهمة الإخراج لزميل له بعد أن تم اختياره ضمن أعضاء اللجنة. ويطالبون بفتح تحقيق في الموضوع، وكذا البحث عن أوجه صرف الميزانية المخصصة للمهرجان، خاصة أن الشروط الضرورية للتنظيم غير متوفرة، وأبسطها عدم تعليق أي لافتة للإعلان عن المهرجان.