إذا ما قارنا وضعية الأمازيغية قبل عشر سنوات سنلاحظ أن هنالك تغيير كبير على مختلف المستويات: فعلى المستوى الاعتراف الرسمي، شكل خطاب اجدير نقطة تحول على مستوى النفسي بالنسبة للمغاربة، اذ لم بعد الحديث عن الامازيغية باعتبارها طابوها وشيئا غير مرغوب فيه. اذ أصبحت أجهزة الدولة والمسوؤلين يعتبرون الامازيغية مسالة وطنية كما أن عامة الناس أصبحوا منشرحين عند الحديث عن الامازيغية كما أن الامازيغ الذين يخفون دفاعهم عن الامازيغية أصبحوا يعلنون ذلك جهارا وخاصة رجال الأعمال وذوو المصالح ولم يعودوا يخافون على مصالحهم كما كان الأمر. وقد شكل إزالة هدا الحاجز نقطة مهمة في الدفع بالامازيغية إلى التقدم. على مستوى الإنتاج الأدبي والفني والعلمي، شكلت عشر سنوات الماضية مرحلة تاريخية بالنسبة للامازيغية فقد اعترف فيه المغرب ولأول مرة في تاريخ الامازيغية أن تكون تيفيناغ هي الحرف الرسمي لكتابة هذه اللغة وهذه مسألة في غاية الأهمية، كما عرفت المرحلة إنتاجا هائلا من الإنتاج الأدبي والفني والسينمائي والمسرحي ودلك بفضل تشجيع المعهد الملكي للثقافة الامازيغية وبإحداث جوائز لدلك لذلك أنتجت العديد من المسرحيات والكتب التاريخية والأدبية من دواوين شعرية وقصص وروايات. وهدا يعتبر ثورة حقيقية في مجال تطوير الأمازيغية. وعلى مستوى المعيرة، عمل المعهد الملكي للثقافة الامازيغية مجهودات مضنية من اجل أن يسابق الزمن في إنتاج المعاجم وكتب النحو وغيرها من المؤلفات المرتبطة بالمعيرة ويشكل هذا العمل إنجازا تاريخيا لم تعرفه الأمازيغية من قبل رغم وجود تراكم معرفي مهم في هذا المجال في الجزائر ودراسات جامعية معروفة. وشكل هدا التراكم أداة مكنت من تشجيع الكتاب والمؤلفين في الكتابة باللغة الأمازيغية. على مستوى الإعلام، اعتبر إحداث التلفزة الأمازيغية انجازا هاما وبالرغم من تعطلها ولم تنطلق إلا في السنة الماضية إلا أن دورها في تطبيع الامازيغية وسط المجتمع المغربي يشكل بداية ثورة حقيقية في مجال الإعلام اذ بدأ الناس يغيرون رؤيتهم عن الامازيغية سواء ناطقين بالعربية او الامازيغية وبدأوا يكتشفون مزايا الامازيغية ودورها في الثثقيف المعرفي والتوعية والتأطير وتوحيد اللغة الأمازيغية. بعد كل ذلك جاء الدستور الجديد الذي أضاف إلى كل ذلك تغطية دستورية وحماية قانونية وأصبحت اللغة الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب العربية بالرغم من الطريقة التي صيغت بها. للأمازيغية آفاق واعدة إذا ما تم تنزيل حقيقي للقوانين التنظيمية وإقرار تمييز ايجابي لصالح الامازيغية لتلتحق بمستوى اللغة العربية في مجالات التعليم والإعلام والحياة العامة لتصبح وسيلة فعالة في قاطرة التنمية والتلاحم الوطني.