وجدة زيري:عبدالقادر كترة تناقلت جلّ الصحف السعودية والعديد من المواقع الإلكترونية احتجاجات نساء سعوديات ضد اعتزام شركات توظيف الخادمات المزمع إنشاؤها قريباً استقدام عمالة منزلية من المغرب، وأبدين معارضتهن الشديدة لذلك معبرات عن مخاوفهن من تشغيل الخادمات المغربيات في بيوتهن وطالبت بعضهن مجلس الشورى بالتدخل وتعطيل هذا التوجه وعدم تنفيذه أو السماح به، فيما هددت أخريات بالاستقالة من أعمالهن والتفرغ للبيوتهن خوفا من انفراد العاملة بالزوج خاصة إذا كان متقاعدا. وحسب صحيفة "الوطن" السعودية في عددها ليوم السبت 10 شتنبر الجاري "بررت سعوديات عاملات وربات منازل معارضتهن لهذا التوجه بالخوف من المرأة المغربية، مشيرات إلى أنهن يسمعن كثيرا بأن المغربية امرأة فاتنة وجميلة وربما يقع الزوج في فتنتها أو ربما تغويه هي في ظل انشغال الزوجة عن زوجها تحت وطأة الضغط وعدم القدرة على التوفيق بين العمل والبيت. فيما أشارت أخريات إلى أنهن سمعن كثيرا أن المغربيات يحبكن الأعمال السحرية". واختارت بعض الصحف بانتقاء عناوين مقالتها حول الموضوع تصف المغربيات ب"الساحرات" أو ب"الفاتنات الجميلات"، عناوين مثل "السعوديات يرفضن تشغيل المغربيات .. خايفين من السحر" و"أصوات نسائية تعارض استقدام مغربيات والحد الأدنى للراتب ألفي ريال" و"لأنهن ساحرات...السعوديات يرفضن استقدام عاملات من المغرب" و"السعوديات يطالبن بمنع استقدام المغربيات للعمل بالمنازل"، فيما نعتت بعض النساء السعوديات المغربيات ب"الساحرات" و"خرابات البيوت"، واستنكرن القرار واعتبرن له تبعات خطيرة على الأسرة السعودية. وخلال عملية سبر للرأي قامت بها الصحيفة، رفضت ربة بيت أن تصدق خبر استقدام العاملات المغربيات للعمل في المنازل ودعت الله أن لا يتم ذلك حتى "لا ينخرب بيتها" بحسب قولها، وعلى عكسها تحدثت بلهجة ساخرة موظفة في بنك وقالت "هذا عين الصواب، بهذا القرار سيكون زوجي أمام عيني في المنزل بدل سفره كل شهر للمغرب"، في سخرية واضحة، ورفضت أيضاً قرار السماح باستقدام عاملات من المغرب، وصرحت سيدة سعودية أخرى "سمعتي قبل كل شيء وأنا لدي بنات وشباب في سن الزواج وأخشى عليهم"، وقالت معلمة إنها ستضطر لتقديم استقالتها من العمل لتبقى في المنزل لمراقبة زوجها المتقاعد، مشيرة إلى أنها مع الخادمة الإندونيسية لم تسلم فكيف مع المغربية؟!، وترى معلمة بالمرحلة الثانوية أن أسوأ القرارات استخدام المرأة المغربية للعمل في بيوت سعودية، وتؤكد على هذا برواية قصة وقعت مع صديقتها. وفي ظل هذه الأجواء الصادمة وخاصة بين أوساط النساء، فقد كشف بعض مستقدمي العمالة المنزلية المغربية في حديثهم إلى جريدة "الوطن" أنهم جلبوا عمالتهم بأنفسهم من المملكة المغربية دون تدخل مكاتب الاستقدام الأهلية، وتفاوضوا مباشرةً مع الخادمات، مشيرين إلى أن الحد الأدنى للراتب الذي تطلبه العاملة ما بين ألفي ريال إلى ألفي و500 ريال (ما بين 5 ألاف و6 ألاف درهم). وأوضح صاحب مكتب استقدام أن مكتبه كان يستقدم في السابق العمالة المنزلية المغربية تحديداً قبل 8 سنوات، قائلاً: "إن عدم وجود مرجعية وآلية منظمة وقلة الطلب على الاستقدام من المغرب أدى إلى عزوف أصحاب المكاتب للاستقدام من هناك"، موضحاً أن أجور العمالة المنزلية كانت في السابق تتراوح مابين ألف إلى ألفي ريال.