خمسة و تسعون في المائة من منتخبينا يفشلون في نيل شهادة الدروس الابتدائية في اللحظة التي يؤسس فيها المغرب مشروع الجهوية : أستاذ الجهوية الموسعة رهان مستقبل المغرب ، قاطرة ينتظر منها أن تنقل المغرب إلى عهد الحداثة في التسيير و التدبير ، و الديمقراطية الحقة ، على الرغم من أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه هذا المشروع المجتمعي من قبيل انعدام التوازن بين الجهات في الموارد البشرية و الطبيعية و الصناعية ، و هذا ما يدفع نحو التفكير في البدائل الجادة التي تمكن من تطويع كل التحديات ، ليكون كل المغاربة على موعد مع الجهوية كخيار استراتيجي لتجاوز التخلف ، لكن أكبر تحد لا زال مطروحا بحدة هو دمقرطة الانتخابات الجماعية و تخليصها من التزوير و التشويه الذي يخول لمترشحين لا يتوفرون على أدنى قدر من التعليم يجدون أنفسهم على رأس جماعات دورها تسيير و تدبير الشأن العام. الانتخابات البرلمانية و الجماعية ، تفرز صنفا أو أصنافا من المنتخبين يسيرون أمور المواطنين بالغريزة أو المزاج أو بمنطق المصالح الخاصة ما ينعكس سلبا على علاقة المواطنين بالشأن المحلي و الوطني ،و حسب المعطيات المتاحة فإن ثلثي أعضاء مكاتب الجماعات المحلية القروية بالمغرب، بمن فيهم رؤساؤها، "لا يعرفون القراءة والكتابة"، للحد من الكارثة صدر حكم قضائي على كل الذين لا يتوفرون على الشهادة الابتدائية من المنتخبين أن يتقدموا خلال الموسم الدراسي 2009 / 2010 لاجتياز شهادة الدروس الابتدائية بمراكز الامتحانات بالأكاديميات الجهوية للتعليم بالمملكة وهم يجتازون الامتحان سواء بموجب حكم قضائي للحفاظ على مناصبهم، أو من تلقاء أنفسهم، استعدادا للتنافس على رئاسة جماعة محلية، خلال الاستحقاقات المقبلة. و قد عملت وزارة التربية الوطنية الجهة المنظمة لهدا الامتحان أن يجرى في سرية تامة: لم يكن منتخبونا الأميون في الموعد ، لم يحضروا دروسهم جيدا ، لهذا كانت النتائج كارثية ، النقط العليا في بعض الأكاديميات لم تتجاوز 2.44 بينما أكثرية المترشحين لم يحصلوا إلا على نقطة واحدة و وصلت النقطة إلى صفر على عشرين أي أن هناك من المنتخبيين الذين يسهرون على تسيير شؤوننا امتحنوا في اللغة العربية و الفرنسية و الاجتماعيات و القرأن ....إلخ و لم يحصلوا على أية نقطة ، أرقام قياسية يجب أن تدون على كتاب غينيس للأرقام القياسية ،على الرغم من جهلهم و أميتهم يستطيعون الوصول إلى المجالس الجماعية و القروية بل هناك منهم من يرأس مجلسا جماعيا أو قرويا ، ربما هي العبقرية المغربية