تعيش الصحافة الالكترونية المحلية أحلك أيامها ، ما يجعلها غير قادرة على أن تكون في الموعد مع انتظاراتنا و تطلعاتنا المستقبلية ، انتظارات شعب بكامله يبحث عمن يساعده على الانخراط في المشروع المجتمعي الذي بدأت ملامحه تلوح منذ بداية الألفية الثالثة ، أمام هذا التحدي الكبير ، لا زالت صحافتنا تبحث عن موقع في الظل بالتقرب دون موجب حق من السلطة المحلية و التغطية على أخطائها و لقد سبق أن نبهت الشرق المغربية الورقية من خلال عمود " شوف آش واقع " الذي كان يشرف عليه شهيد الصحافة الجهوية المرحوم الشيخ مبطيل إلى الأخطاء الجسيمة التي وقعت فيها العديد من الجرائد الوجدية سواء الورقية أم الالكترونية عندما أعلنت ولاءها غير المشروط للوالي الإبراهيمي طبلت له و تغاضت عن أخطائه و تجاوزاته و جعلت منه شخصية كاريزماتية فدفعت إلى إقناع سكان وجدة إلى أنهم عاجزون على تسيير أمورهم من دونه و كان العمود الذي حمل عنوان : "ناري خلانا يتامى "بمثابة إدانة للصحافة التي تبيع نفسها من أجل فتات موائد المسؤولين المحليين إن تكالب بعض الصحافيين على أبواب المسؤولين المحليين يضر بالصحافة الوجدية و يجعلها عاجزة على أداء دورها و قد بلغ ببعض مدراء الجرائد الإلكترونية و الورقية إلى أن جعلوا منابرهم الإعلامية المزيفة وصية على الساكنة الوجدية يتكلمون بلسانها و يفترون عليها مما يؤدي إلى عرقلة التنمية بالمدينة . في الحقيقة لم أكن أرغب في إثارة الموضوع من جديد ، لأنني اقتنعت أن هناك منابر لا تهمها أداء رسالتها المقدسة و المساهمة في التنمية الجهوية بقدر ما تهمها الاستفادة الشخصية و إن على حساب قيم الصحافة ، و لقد كانت لي فرصة الحديث مع بعض أعضاء مكتب النقابة الجهوية إبان مرور سبعة أيام على وفاة الشيخ مبطيل و أشرت إلى أن المكتب الجديد تواجهه تحديات و أمامه انتظارات و عليه أن يفتح نقاشا حرا و نزيها و ديمقراطيا بين كل الفاعلين في الحقل الصحفي الجهوي حتى تتضح الرؤيا و تتم مواجهة الصحافة المزيفة.قلت لم أكن على استعداد للحديث في الموضوع مرة ثانية قبل معرفة ما ستقدم عليه النقابة و لكن ما حفزني للكتابة هو أنني تلقيت بجريدة الشرق المغربية رسالة لا يمكن أن تصدر إلا عن أولائك الذين يسعون إلى عرقلة الصحافة الهادفة ، كتبت الرسالة بلغة ساقطة و ركيكة ، لا تحمل أية قيمة أخلاقية تعبر عن مستوى صاحبها الذي لا يملك الجرأة على الإفصاح عن هويته ، ينتسب إلى هيئة التعليم و هي براء منه ، صاحب الرسالة يتهمني بأنني صاحب تعليقات مغرضة كتبت ضد زميلي و صديقي عبد الرحيم بريج الذي تربطني به علاقة احترام و تعاون متبادل ، ذلك أن صاحب الرسالة المغرضة نسب إلي نصا أو رسالة أستعملت فيها أسقط الكلمات التي لا يمكن أن تصدر عني حتى في حالة التوتر و الغضب لأنني من أشد الناس حرصا على اختيار و انتقاء الكلمات التي استعملها أثناء تواصلي مع الآخرين ، و أظن أن مهنة التدريس التي أزاولها منذ 1982 جعلتني أترفع عن استعمال الكلمات الساقطة سقوط صاحب الرسالة المغرضة .أقول لصاحب الرسالة ، لن تنال مني و من صداقتي للزميل عبد الرحيم بريج و لن تنال من إيماني بالرسالة المقدسة للصحافة و ستبقى الشرق المغربية وفية لروح الشهيد الشيخ مبطيل و الشرفاء من الصحافيين و ستستمر على نفس الدرب في معانقة آلام و آمال الفقراء و فضح كل من تسول له نفسه العبث بطموحاتنا و انتظاراتنا و سنكون دوما شوكة في حلق الصحافة المزيفة و المرتزقة