وجهة نظر - أعتبر أنه من الخطأ الكلام عن "موت السياسة" وما يمكن الكلام عنه هو انحطاط السياسة المخزنية ولا أدل على ذلك من المقاطعة العارمة للانتخابات وأزمة النخب المخزنية التي يؤشر عليها صعود أشخاص من شاكلة شباط ولشكر وبنكيران. كما أن هناك انحطاط لما يسمى بالحركة الوطنية لعل مرده التوافقات الغامضة والانتهازية مع القصر من أيام الحماية (الصراع ضد الاستعمار) ثم حكومة عبد الله ابراهيم حيث استغلها الحسن الثاني لبناء أجهزته الأمنية والعسكرية بينما الحكومة منشغلة بالقضايا الاقتصادية. ثم الإجماع حول الوحدة الترابية وحكومة التناوب المخزني باسم مواجهة خطر السكتة القلبية. ويأتي ذلك من تبني مفاهيم حول الوحدة الوطنية والمصلحة العليا للوطن مجردة من مضمونها الطبقي. بعد ذلك انتقلت إلى إعطاء خطوط عريضة حول الوضع الراهن ومهام اليسار. الوضع الراهن * دوليا: • بداية بروز عالم متعدد الأقطاب: - إيجابي بالنسبة للنضال ضد الامبريالية بقيادة الولاياتالمتحدة للأمم وبناء جبهة مناهضة للإمبريالية. • - أزمة هيكلية عميقة للرأسمالية - إعادة البريق للفكر الاشتراكي - خطورة الرأسمالية على استمرار البشرية. * العالم العربي: • استمرار السيرورات الثورية: الشعوب لن تقبل الرجوع إلى الاستبداد تحت غطاء ديني. • الإسلام السياسي ليس نهاية التاريخ. • الصراع لازال على أشده. • انبعاث اليسار، خاصة في تونس. • اختلاف المسارات. * المغرب : المغرب يعيش أيضا سيرورة ثورية بإيقاع مختلف. إقتصاديا : أزمة خانقة : نسبة النمو لا تتجاوز 3 في المائة بينما الحاجة إلى 7 في المائة لمواجهة البطالة. • عجز الميزانية 7 في المائة. • الديون: 60 في المائة. • حجر من طرف المؤسسات المالية. • اقتصاد الريع وموقع متخلف في قسمة العمل على المستوى الدولي. • فلاحة غير قادرة على تلبية الحاجيات الأساسية. • سياسيا : رغم إستطاعة النظام إضعاف حركة 20 فبراير ورغم لجوئه المتزايد للقمع، مازالت الحركة النضالية للجماهير الشعبية مستمرة. - حركة 20 فبراير. - الحركات الاجتماعية. - انكشاف حقيقة الإجراءات: - الدستور - الحكومة الجديدة (PJD). - اللجوء إلى القمع لتوفير الشروط لتمرير إجراءات لا شعبية خطيرة وخاصة تصفية صندوق المقاصة وحل أزمة صناديق التقاعد التي تعرضت للنهب على حساب الشغيلة. - أزمة النخب المخزنية : وصول مجموعة من الرموز لقيادة بعض الأحزاب دليل على ذلك (شباط – لشكر – عبد الاه بن كيران). ما العمل بالنسبة لليسار: أولا من هو اليسار : - الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية خارج اليسار. وذلك كتتويج لصيرورة من التراجعات والاستسلام للمخزن. - المسألة ليست مرتبطة بالأساس بدهاء الحسن الثاني. - الخط السياسي هو المسؤول على إفلاس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية : تواجد إتجاهان: - اتجاه إصلاحي يعبر عن مصالح الشرائح المتعلمة من البرجوازية الصغرى (المحامون، رجال التعليم، مهندسين..). - اتجاه جذري يعبر عن مصالح الفئات البرجوازية الصغرى المهددة بالاندحار (تجار صغار، حرفيون، فلاحون صغار ...). - الاتجاهان يشتركان في احتقار الجماهير (إما المفاوضات مع القصر أو الشبكات المسلحة). - التعامل مع المنظمات الجماهيرية: الالحاقية والتحكم أو الانسحاب. - من الخطأ الرهان على اش ق ش (usfp) وح ت ش (pps) لبناء الحزب الاشتراكي الكبير. - خطأ الوهم بتغيير اش ق ش (usfp) وح ت ش (pps) من الداخل : الانسحاب منهما هو الحل. اليسار هو اليسار المناضل: - تجمع اليسار. - التروتسكيون - المناضلون المنحدرون من تجربة القاعديين. اليسار لم يكن في مستوى القيام بمهامة إزاء حركة 20 فبراير والحركات الاحتجاجية. - اليسار لابد أن يؤهل نفسه لأن الأوضاع مرشحة للانفجار والتغيير لصالح الشعب لازال مطروحا على جدول الأعمال. - الاستعدادات النضالية قوية والشعب أصبح ينزل إلى الشارع للمطالبة بحقوقه. تراجع الخوف وتنامي الوعي بعبثية المؤسسات المخزنية (البرلمان، الجماعات، المجالس المختلفة). - التغيير تقوم به الملايين : ضرورة بناء الجبهة – ضرورة أن يكون اليسار المناضل قاطرتها. حركة 20 فبراير يمكن أن تشكل جنين جبهة الطبقات الشعبية. ضرورة تأهيل اليسار المناضل لنفسه من خلال: - العمل السياسي المباشر والدءوب واليومي مع الجماهير عوض الاكتفاء بعلاقة مناسباتية وفوقية معها مما يجعل مشروعه وبرنامجه السياسي وهما الكفيلان بالمساعدة على توحيد النضال الشعبي – غائبان عن الساحة الجماهيرية. - إن الإطارات الجماهيرية: بما في ذلك أكبرها أي النقابات، إضافة إلى الاختلالات الخطيرة التي تميزها، ضعيفة الانغراس وسط الجماهير مما يجعل أغلب الاحتجاجات تتم خارجها ويجعل اليسار المناضل بعيدا عنها مكتفيا في أحسن الأحوال بالتضامن بينما دوره هو مساعدة هذه الجماهير على بناء تنظيماتها الذاتية المستقلة. - اليسار لم يحدد أولوياته : التركيز على الطبقة العاملة وعموم الكادحين بدل أن يعطي نفس الأهمية لحركات الكادحين وحركات أخرى. - الحلقية واللفظية ورفض العمل المشترك فأحرى التحالف. - الخلافات وسط اليسار المناضل. - حركة 20 فبراير: الموقف من المجلس الوطني للدعم والمجالس المحلية والهيكلية. - الحركة النقابية : في الوقت الذي يتطور اتجاه ديمقراطي داخل ا م ش يخوص صراعا ضاريا هناك من يراهن على البيرقراطية عوض السعي إلى بناء حركة نقابية تصحيحية تستهدف بناء الوحدة النقابية. - الصراع على المواقع داخل الحركة الحقوقية. - التفاوت في التعامل مع بعض الحركات. - الحركة الطلابية ابتعاد البعض – العنف. - عدم القيام بمجهود جدي لمواجهة تشردم حركة المعطلين ولبلورة توجه ديمقراطي وسط الحركة الأمازيغية. - اختلافات على المستوى السياسي: - التسقيف بين المناضلين الصادقين، في طرحهم للملكية البرلمانية، يجب أن يفهموا أن ذلك يتطلب تغييرا جذريا لميزان القوى وأن هذا هو أولوية الأولويات. - هل الصراع بين "حداثيين" و "ظلامين" أم هو صراع طبقي؟ هل يجب أن نواجه في نفس الآن عدوا واضحا وسائدا ( المخزن) وعدوا كامنا « potentiel » هذا التوجه يجكم علينا بالعجز وبالتالي بتكريس الوضع القائم. - هل نحارب "العدل والإحسان" أو نتجاهلها بينما إذا كان العدو الأساسي، الآن و هنا، هو النظام المخزني وبما أن "العدل والإحسان" يناهض النظام المخزني أليس من المطلوب أن يناقش اليسار المناضل بجدية وعمق كيفية التعامل مع هذه القوة؟ ومطروح أيضا الصراع السياسي والفكري ضد المشروع الأصولي الذي تختلف معه جذريا. علاقة بما سبق صرحت ما يلي لجريدة "العلم" فيما يخص "العدل والإحسان" إن التغيير ستقوم به القوى المناهضة للمخزن ومن ضمنها "العدل والإحسان". لذلك من الضروري أن يناقش اليسار المناضل كيفية التعامل مع هذه القوة. وأن السياسة لا تركز على جراح الماضي، بل على المصلحة الأكبر. واعتبرت أن الأولوية هي العلاقة مع اليسار المناضل وأن أي تقارب مع "العدل والإحسان" خاضع للنقاش مستقبلا. + نص المداخلة التي ألقاها الحريف، الكاتب العام السابق لحزب "النهج الديمقراطي" في مكتبة الكرامة بالدار البيضاء يوم 16 ما رس 2013. المصدر: لكم