عبد المجيد أشرف / حذرت جمعيات المستهلكين مما أسمته "انفلات اجتماعي غير مسبوق" قد يعرفه المغرب في حال لم تبادر حكومة بنكيران إلى تفعيل مقتضيات القانون ومراقبة كافة الأسواق وحتى المتواجدة في القرى النائية، وقال محمد بنقدور رئيس فيدرالية جمعيات المستهلكين، إن الحكومة الحالية تراهن على السلم الاجتماعي داخل المدن الكبرى، فيما تبقى غائبة داخل المدن الصغرى، والقرى والبوادي النائية خاصة تلك التي ليس لحزب العدالة والتنمية فيها حضور، وقال بنقدور إن مادة السكر المدعمة والتي تخضع للقانون تباع في بعض المناطق ب15 درهما للكيلوغرام، أما السكر "المقرط" فإن ثمنه يتراوح حسب المناطق ما بين 7 و8 دراهم، مع أن ثمنه المرجعي هو 6,50 درهما، كما أن سعر قنينات الغاز يعرف بدوره تفاوتا في الأسعار، بحيث تباع قينية 12 لترا في بعض المناطق ب40 درهما وفي مناطق أخرى يصل ثمنها إلى 45 درهما، مشددا على أن استمرار مجلس المنافسة كهيئة استشارية يجعله دوره باهتا. وشهدت الكثير من الأسواق الشعبية ومحلات البيع بالتقسيط ارتفاعات غير مسبوقة في أثمنة المواد الغذائية بما فيها المواد الأساسية، وقال بنقدور إن كثير من هذه المحلات ترفض تزويد المستهلكين بفاتورة البيع، حتى لا تعرض نفسها للمتابعة، متهما حكومة بنكيران بكونها تفتقد إلى الفعالية في زجر مظاهر الغش. وقال بنقدور إن الزيادة الأخيرة في أثمنة المحروقات خلقت حالة فوضى في الأسواق وجعلت كثيرا من التجار يبادرون إلى الزيادة في الأسعار، وفي حالات أخرى يرفعون سيف الإضرابات، موضحا أن موزعي الغاز طالبوا بزيادات صاروخية مع أن حجم الزيادة التي لحقتهم بعد الزيادة في المحروقات لم تتعد 20 فرنكا في القنينة الواحدة، محملا مسؤولية ما يحدث لبنكيران، على اعتبار أنه لم يكلف نفسه اعتماد الإجراءات المصاحبة عبر إعلان حجم الزيادات التي طالت المواد التي يتم نقلها، واعتبر بنقدور أن المغرب يعيش اليوم منعطفا خطيرا قد يتسبب في احتقان اجتماعي خطير، مشددا على أن الحكومة الحالية لا تعي حجم هذه الأخطار، وتسعى إلى حجب الشمس بالغربال. وتوقع بنقدور أن تعرف كثير من المواد الأساسية زيادات غير معلنة في الأسابيع المقبلة، موضحا أن اقتراب عيد الأضحى يفتح الباب أمام المضاربين لرفع الأثمنة، حيث أكد أن أثمنة بعض المواد التي يتم الإقبال عليها في هذه المناسبة ستزيد عن ثمنها الحقيقي، خاصة ما يتعلق بالمواد الأساسية مثل الزيت والشاي والسكر والدقيق الذي قال بنقدور إنه يباع في كثير من المناطق في السوق السوداء وبأثمنة تفوق ثمنه الحقيقي بأكثر من النصف.