توصلت الجريدة ببيان من المعتقل عبد الحليم البقالي بسجن الحسيمة ننشره كما وصلنا أتوجه بهذه الكلمات المقتضبة من داخل زنزانة القهر والعار بالسجن المحلي بالحسيمة إلى عموم من يتابع قضية المعتقلين السياسيين القابعين في مختلف زنازين الرجعية للنظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي القائم بالبلاد، الذين جاء دورهم لآداء ضريبة اختيار عشق الشعب وقضاياه العادلة والمشروعة والنضال في سبيل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية ضدا على مختلف السياسيات الرجعية على جميع الأصعدة والمستويات، وذلك على درب استكمال مهمات التحرر من براثين الطبقية والتفقير والتجهيل. فبعد انقضاء ثمانية أيام من معركة الأمعاء الفارغة، والتي شهدت فيها إغماءات متكررة وفقدت فيها 06 كلغرامات من وزن جسدي، تم الرضوخ من طرف إدارة السجن لتحقيق بعض المطالب التي كانت أساس قراري للدخول في الإضراب المفتوح عن الطعام (عرضي على الطبيب المختص وكذا أيضا الرفيق المعتقل معي محمد أهباض، السماح لنا بالإطلاع على الجرائد وتمكيننا من قراءة الكتب ووعدنا بالتسجيل لمتابعة الدراسة خلال الموسم الجامعي المقبل)، ونظرا لأن الإضراب عن الطعام من داخل معتقلات الرجعية هي الطريقة النضالية الوحيدة التي بإمكاننا أن نوصل بها صوتنا المقموع أصلا، فإننا نعتبرها وسيلة وليست غاية في حد ذاتها، لذلك فإنه كلما استطعنا تحصين بعض المكتسبات التي لا يمن بها أحد علينا بل ننتزعها بفضل هذه التضحيات الجسام التي رضعناها من التجارب البطولية لمناضلي شعبنا من خلال مقاومته لنظام القهر والاستعباد الطبقيين، فإننا نستطيع أن نعلن خطوة إلى الوراء من أجل خطوتين إلى الأمام، لذا فإني قررت بشكل نضالي مسؤول رفع إضرابي عن الطعام ابتداء من اليوم الاثنين 13 غشت 2012، كما أؤكد على نتائج النقاش الدؤوب والمستفيض مع باقي المعتقلين السياسيين واقتناعهم المبدئي ومدى استعدادهم لخوض معارك نضالية مستقبلية من أجل تحقيق باقي المطالب وعلى رأسها تمسكنا ببراءتنا ومحاكمتنا كمعتقلين سياسيين، مع تجميعنا وعزلنا عن معتقلي الحق العام، وأدعو بهذه المناسبة جميع المعتقلين السياسيين بباقي المعتقلات على امتداد ربوع الوطن إلى توحيد الجهود وتبني نفس المطالب من أجل خوض معارك نضالية مشتركة في الأساليب والأهداف قصد انتزاع حقوقنا العادلة والمشروعة واعتناق الحرية من جديد، فموقعنا الطبيعي هو الشارع العام الذي لا ينبغي أن تهدأ فيه التظاهرات والاحتجاجات ضد السياسات اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية للنظام القائم بالبلاد وليس أي مكان آخر. أحيي عاليا كل الضمائر الحية والأصوات المناضلة، وأشد على أيادي رفيقاتي ورفاقي في الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب ومناضلات ومناضلي حركة 20 فبراير وكل الحركات الجماهيرية بحرارة النضال والصمود، وأهنئ كل من آمن بقضية المعتقل السياسي وقرر الانخراط في مسألة الدعم المتواصل لنا والتعريف بقضيتنا وطنيا ودوليا، وكل من يعتبر نضالاتنا وتضحياتنا جزء لا يتجزأ من تضحيات أبناء شعبنا البطل من أجل غد أفضل وعادل، ولعل أفضل دعم مادي حقيقي يثلج صدرنا داخل هذه المعتقلات هو الاستمرار المكثف في الاحتجاج الاجتماعي في مختلف المدن والقرى من أجل انتزاع أسس العيش الكريم. المجد والخلود لشهداء شعبنا الحرية للمعتقلين السياسيين والنصر الأكيد لنضالات شعبنا المعتقل السياسي عبد الحليم البقالي السجن المحلي بالحسيمة، بتاريخ :13/08/2012