وجدة / عمر محموسة / إن الحديث عن التنمية التي تشهدها مدينة وجدة ، تعد مسرحية متقنة في تمثيلها من طرف الجماعة الحضرية لوجدة خاصة و أنها مسرحية أصبحت تقليدا كلما حفلت المدينة بزيارة ملكية فسياسة الترقيع و التي تشمل بعض طرقات المدينة التي عرفت لدى الساكنة الوجدية بأنها طرقات "الماكياج " ، و كذا ترقيع المساحات الصفراء و ليس الخضراء كما تتراءى للجماعة ، و في آخر خطوة للمسؤولين بوجدة قبل الزيارة الملكية قاموا بقلع الأشجار الجافة من الساحات الجافة كما أقدموا على ترقيع زليج هذه الساحات التي تشهد على فساد بعض الذين يسهرون على الشأن المحلي ، كل هذا الأمر يمكن أن نتصوره و نقبله بصفة جزئية و إن كان يتعارض مع حق كل مواطن يعيش في بلد يقولون إنه ديمقراطي يملك أحسن دستور ديمقراطي ، و يمكن للمسؤولين المحليين أن يجدوا الأعذار لتمثيل مسرحيتهم الفاشلة غير أن الكارثة العظمى التي تعيشها مدينة وجدة ، هي نقص و ندرة مياه الشرب التي أصبحت تغيب عن حنفيات الكثير من منازل المدينة ، أحيانا تتوفر لأقل من ساعة في اليوم ثم تنقطع في بقية اليوم تاركة أحياء المدينة تعيش عطشا مفروضا من قبل منتخبينا الدين حولوا دورات الجماعة إلى حلبة لاستعراض العضلات و تبادل التهم فهل ما يحدث يدخل في إطار السياسة التعطيشية التي تكشف فشل الاختيارات الجماعية و غياب الحس العقلاني المسؤول في التسيير ؟ و هل لم يمل المسؤولون المحليون من إعادة تشخيص مسرحيتهم الفاشلة بإهدافها الواضحة ، وضوح الشمس في ساحات المدينة السريالية؟ آخر ما وقفت عليه جريدة الشرق الآن و أثار فضولها ظاهرة غريبة أكدت لنا أن الوجديين إذا عطشوا لا يعرفون المستحيل فبحي النور المعروف بسدرة بوعمود انقطع الماء على الحي لمدة يومين متتاليين ، فإذا به يخرج من الأرض مما أدى إلى تكتل الساكنة حوله تجمعه في أواني مختلفة تخفف به لوعة العطش في الألفية الثالثة التي تشهد اتجاه الغرب إلى الفضاء الرحب للبحث عن الماء بينما نحن لا زلنا نبحث عنه بين الجماعة الحضرية و الوكالة المستقلة لتوزيع الماء و لا نجد له أثرا مفارقة مهمة ستسهل على المغرب تحقيق تحديات الألفية الثالثة ، الغريب أن الماء المكتشف من الساكنة في المريخ عفوا قرب حيهم كان يخرج من قناة للصرف الصحي و المعجزة أنه لم يكن أسوادا يثير الإشمئزاز بل نقي تمام النقاء صاف قيل إنه صالح للشرب و كأن قناة الصرف الصحي رقت لحال ساكنة " السدرة " و قررت أن تقوم بالتصفية الذاتية و تقدم للعطشى من المهمشين ماء زولالا , جاء المواطنون المؤدون لواجبات المواطنة كواجب الانتخاب بأوانيهم و قنيناتهم من أجل الماء و إطفاء العطش ، وقفنا على الظاهرة و استقينا تصريحات السكان الذين ملوا هذا الوضع , ملوا الإصلاحات الترقيعية ، ملوا الوعود الزائفة ، ملوا العطش و التهميش ، ملوا ,,,,,, يقول الحاج عبد الله من ساكنة الزنقة التي انفجر فيها الماء من تحت الأرض " و الله ما بقينا قادرين أولدي نزيدوا نعطشو و نتوسخو واش هاذي أكثر من 10 أيام و الماء كيتقطع و يجي قطرا قطرا و راه بزاف هاد الشي و هذا الما واخا ما ضامنينوش راه غادي نشربوه و االدولة تتحمل المسؤولية " أما الشاب رشيد طالب بمعهد للإعلاميات يحلل الظاهرة بأنها رحمة من عند الله و يقول " هذه الدولة لا تود أن ترحم شعبها إنها ترحم فقط نفسها و جماعتنا الحضرية أكدت لنا على أنها تنظيم فاسد لا ينهج إلا سياسة عطش كلبك يتبعك و ليس جوع كلبك يتبعك إنه أمر نتأسف عليه حقا في حي لا زال مهمشا رغم الزيارات الملكية السامية للمنطقة من قبل ، راه هاد الناس تيمثلو على الملك و لكن ربي كيرحم عبادو و هذا انفجار الأنبوب ديال الماء هو الدليل " . هم رجال و هن نساء كما أطفال تحلقوا حول هذا الماء المتسرب من قناة للصرف الصحي عطش الساكنة جعلهم يظنون أنها مياه طاهرة ، إنها آخر موضة في التنمية التي تنهج بمدينة وجدة من طرف مسؤولين معينين و آخرين منتخبين وجدوا المدينة مرتعا لأهوائهم و صراعاتهم الحزبية الضيقة ، .