يوسف بوغنيمي . على غرار باقي مدن المملكة أحيت الطبقة العاملة بمدينة أسفي حاضرة المحيط عيدها ألأممي بمسيرات جابت أرجاء المدينة وشوارعها الرئيسية .المشاركون الممثلون للهيئات النقابية المختلفة رفعوا شعارات طالبوا من خلالها بإعطاء الطبقة العاملة حقوقها كاملة، عبر الزيادة في الأجور ووجوب التصريح بالعاملين وتسجيلهم بالضمان الاجتماعي إضافة إلى حماية حقوق الطبقة العاملة وصون الحريات النقابية ، المسيرات توحدت عناوينها وحملت تطلعات وانشغالات فئات عريضة من الشعب المغربي . صبيحة فاتح ماي 2012 شهدت مدينة أسفي مسيرات عمالية بمناسبة عيد الشغل، من ضمنها مشاركة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ممثلا بمختلف القطاعات النقابية التابعة له بالإقليم حيث أحيى حفلا خطابيا أمام مقر الاتحاد وحزب العدالة والتنمية الكائن بشارع الرباط ، حيث تدخل مجموعة من الفاعلين وتواترت كلمات مجموعة من الهيأت الشريكة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب تخليدا للمناسبة . بداية استهل برنامج الاحتفال بآيات بينات من الذكر الحكيم فكلمة الكاتب الإقليمي للاتحاد كما عرفت التظاهرة إلقاء كلمة ممثل حركة التوحيد الإصلاح بالإقليم فوزي بهداوي ثم كلمة مقتضبة للنائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية بالإقليم إدريس الثمري حيث أجمعت كل الكلمات على ضرورة صون حقوق الطبقة الشغيلة والدفاع عن حقوقها المادية والمعنوية أضف إلى ذلك دعم التحول الديمقراطي الذي يعرفه المغرب ألا وهو التغيير في إطار الاستقرار. وفي هذا الصدد دعا النائب البرلماني ادريس الثمري الى تعزيز المسار الديمقراطي وأكد أن الإصلاحات السياسية لن تكتمل إلا إذا كان لها وقعها وآثارها على المستوى الاجتماعي تحقيقا للعدالة الاجتماعية وتقريبا للفوارق البينية بين المواطنين ودعما للإصلاحات السياسية بالمغرب من خلال التنزيل الفعلي لمضامين الدستور الجديد ضمانا لمغرب الحريات والعدالة الاجتماعية . وفي نفس السياق وعلى هامش فعاليات اليوم العالمي للشغل أكد الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم ، منسق القطاع الخاص يوسف المهيلي على ضرورة تفعيل شعار السنة التي تبناه الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بمختلف القطاعات المنضوية تحت لوائه وهو" جميعا ضد الفساد ومن اجل العدالة الاجتماعية " وفي ذات الصدد دعا لتعزيز المكانة الدستورية للعمل النقابي وللحقوق والحريات النقابية واستطرد قائلا بأن المغرب قد قطع أشواطا في اتجاه القطع مع كل مظاهر الريع على اختلاف تلويناتها ودعا إلى مراجعة منظومة الأجور بالمغرب من اجل تقليص الفوارق بين الأجور الدنيا والأجور العليا والتسريع في تسوية الأنظمة الأساسية العالقة وتفعيل الحوارات القطاعية ودمقرطة العمل التعاضدي والنقابي وباقي المؤسسات العمالية والعمومية وتسوية مجموعة من الملفات العالقة والتي لها مكانتها ووقعها الاجتماعي لدى الطبقات العاملة . المسيرة انطلقت من امام مقر حزب العدالة والتنمية بشارع الرباط في اتجاه شارع ادريس بناصر مرددة مجموعة من الشعارات التي تنادي بحقوق العاملات والعمال المغاربة عل امتداد التراب الوطني .... وفي إطار مواكبتنا لمختلف التنظيمات النقابية بالإقليم التي تحتفل بفاتح ماي لسنة 2012 شهدت شوارع المدينة تظاهرات مماثلة لباقي التمثيليات النقابية بالإقليم لكل من الكونفدرالية الديموقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل والفيدرالية الديموقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب. والتي جابت مسيرتها العمالية الحاشدة شوارع المدينة مطالبة بتحسين أوضاع الطبقة الشغيلة المغربية عبر الرفع من الأجور ومن الحد الأدنى للأجور، وتحسين التغطية الصحية والضمان الاجتماعي، وحماية العمال من الطرد التعسفي وإقرار حرية العمل النقابي في القطاعين العام والخاص، وكذا تشغيل العاطلين.كما ندد الأجراء بأوضاع العمال في شركات التدبير المفوض والشركات الخاصة، مشددة على ضرورة رفع التهميش والحيف عن الطبقة العمالية المسحوقة، وإلى احترام قانون الشغل في إطار تسوية بعض الملفات النقابية العالقة، وتكريس حرية التعبير. وهكذا وبشعارات مختلفة ، خلدت الطبقة الشغيلة بمدينة أسفي عيد الشغل أمام المقرات النقابية من خلال تجمعات عمالية نصبت منصات خطابية اختلفت فيها الشعارات المرفوعة كما عرفت حضورا وازنا للمرأة العاملة ، مسيرات سارت المرأة العاملة جنبا لجنب مع شريكها الرجل العامل حيث توحدت الشعارات والتفت حول تحسين الوضعية الاجتماعية والمادية للعمال والموظفين نساء ورجالا . للإشارة فقد دأبت مسيرة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بأسفي على المرور من الشارع الذي أصبح يأوي المقر الجديد للفيدرالية الديمقراطية للشغل باسفي حيث توقفت المسيرة بالقرب من مقر الفيدرالية حوالي 10 دقائق لكن اللحظة المعبرة هي تراجع مناضلات ومناضلي الفديرالية الذي افسحوا المجال لزملائهم المناضلين مع رفع شعارات للتحية المتبادلة التي تبين بشكل راق انتصار الاجواء الاحتفالية لعيد الشغل على الحسابات الفئوية الضيقة كما هو مبين بالصورة رفقته . وهكذا عقدت الفيدرالية الديمقراطية للشغل تجمعها الخطابي ، أمام مقرها الجديد قرابة مستشفى عقبة بن نافع والذي حجت إليه أعداد المناضلين الذين أثثوا المكان باللافتات، كتلك التي تمحورت حول محدودية القدرة الشرائية بفعل استمرار موجة الغلاء في المواد الأساسية بشكل أفرغ كافة الإجراأت من محتواها الايجابي، مما يفرض على المسئولين بدل المزيد من الجهد خاصة في مجال تحسين الدخل عبر الرفع من الأجور واستمرار التخفيض من الضريبة على الدخل، والتقليص من الأعباء المادية للمأجورين .. أما الاتحاد المغربي للشغل فقد نظم تجمعه الخطابي بالقرب من ساحة مولاي يوسف بحضور أعداد من منخرطيه الذين نددوا بالسياسات المتبعة ،وهم يستمعون لكلمة مركزيتهم التي حملت شعارات تطالب بالنضال المستمر من اجل الحقوق الأساسية للعمال والعاملات والحفاظ على مكتسبات الطبقة العاملة . في حين الكونفدرالية الديمقراطية للشغل فضلت القيام بتجمهر خطابي قرابة مدرسة لحسن واعزيز امام مقرها الإقليمي بحي تراب الصيني (الصورة)ممثلة بمجموعة من القطاعات التابعة لها ، وداعية الى تلبية مطالب الطبقة العاملة ومؤكدة على تبني حوار جدي ومسئول، ومطالبة الجهات المسئولة بالوفاء بالتزاماتها سواء على الصعيد المركزي أو القطاعي ، وان النقابة ستظل رافعة للنضال النقابي . وعن نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب التي عرفت انطلاق مسيرتها بأعداد من المناضلات والمناضلين من العاملات والعمال من شارع كينيدي في اتجاه ساحة إدريس الثاني مع ترديد مجموعة من الشعارات الداعية للوحدة النقابية لنيل مكتسبات الطبقات العاملة كاملة مكتملة. وعموما يمكن القول أن فاتح ماي 2012 باسفي عرف تعبئة لمختلف مكونات الطبقة العاملة من مختلف الشرائح المجتمعية على شاكلة عمال المعمور للاحتفال بيومها العالمي والعمالي بامتياز في أفق تحقيق حقوقها في إطار عدالة اجتماعية حقيقية تكرس احترام العنصر البشري وتحترم أدميته وتصون حقوقه وتعرف بواجباته في أفق بناء مغرب حداثي يقوم على ديمقراطية حقة تطال مجالاته الاجتماعية وتحسن وضعيته عماله المادية والاقتصادية .