على ما يبدو ان الضبط الذاتي الذي طالما تظاهر به بعض الساسة العراقيين والذين يحاولون بالتظاهر بسعة الأفق والحكمة والاحتواء والهدوء لم تعد مجدية أمام الساعة الرملية التي باتت تعد حباتها الأخيرة إيذانا برحيل البعض . الذي لم يقدم طيلة السنوات الخمس التي حان ختامها أي شئ فالتجئوا الى سياسة أماطت اللثام عن وجوه اختبأت تحت أقنعة ملائكية فضفاضة لم تكن قادرة على أخفاء القباحة والازدواج عن الشعب الذي على الرغم من انه يعرف كل شئ الا انه مع ذلك لا يتورع عن اختيار الاسوء على اساس طائفي او حزبي او فؤي ضيق . فترى مجلس الوزراء يكيل الاتهامات بعضهم لبعض وكذلك مجلس الرئاسة ناهيك عن البرلمانيين الذين يعيشون سباقا تصادميا تصقيطيا إعلاميا في نهايات دورتهم في حين ان رئيس الوزراء أصبح هدف لكل أولائك المتخاصمون . و كأن رئيس الوزراء بألف عين ويد وعقل و قلب الكل يسعى لأسقاطة والكل يريد ان يضرب الرجل في مقتل . متناسين ان عمل الحكومة تكاملي تكافلي . أين كان الكل من الكل و بعض من الكل لماذا الاتهامات في هذا الوقت المحرج لماذا الانفجاريات وانحدار الوضع الأمني لماذا الإهمال و التجاهل و تعم هناك تكفيريين و هناك بعثيين يعملون على تخريب الأوضاع الا ان هناك أيضا من يعينهم و يسهل لهم ما دام هذا الدمار يتيح للساسة المتقاتلون فرصة للدعاية والتباكي بدموع التماسيح بل انها تمنح فرصة ذهبية للطعن برئيس الوزراء الذي أصبحت له شعبية كبيرة بين صفوف الجماهير والتي أكدتها انتخابات مجالس المحافظات . نعم ان الجميع يمرون بحالة هستيرية أفقدتهم التوازن وأحلت لهم المحظورات بل ان الجميع أصيب بفوبيا الإقصاء الانتخابي بعد ان أزف الرحيل و أيقن انه لم يقدم خلال السنين الماضية أي شئ لهذا الوطن على الرغم من أنهم قدموا كل شئ لكن لأنفسهم فقط .