هي أفكار شبابية واعدة ، طاقات إبداعية خلاقة ،جعلت من الحلم في التغيير حقيقة معاشة ، أسقطها أعضاء مكتب جمعية الجرانزة للتضامن والتنمية والبيئة العاملة بدوار الجرانزة بالجماعة القروية سيدي علي بلقاسمدائرة دبدو على الواقع الروتيني للحياة القروية ، كخطوة جدية في سبيل تحقيق النهضة و البحث عن سبل التطور و التأقلم ضمن فعاليات القرن 21 .تأسست الجمعية على يد زمرة من شباب المنطقة ، برئاسة السيد "أحمد عامر" ، عضو بالجماعة القروية سيدي علي بلقاسم و فاعل جمعوي نشيط ، و ذلك بهدف إحداث قطيعة مع الفكر البدائي الذي اعتبر التغيير و التقدم ، صيرورة رهينة بالمجال الحضري بحكم تنوع المقومات و المؤهلات ، و فك العزلة عن الساكنة القروية بالمنطقة ، بناء على أنشطة متنوعة الأبعاد و الخلفيات ، سطرها مجلس الجمعية وفق استراتيجيات محكمة تتبنى سياسة مراعاة التحديات و تجاوز المعيقات و المشاكل بحثا عن بلورة الأفكار المتجددة وفق نسق من التصورات المستجدة و المشاريع الإنمائية ذات التداعيات المهمة على الصعيد المجالي و البشري للمنطقة ، الشيء الذي أكسب الجمعية صدى طيبا على المستوى المحلي و الإقليمي و الجهوي خاصة و أن هذه الأخيرة باتت تروج لأفكار مستحدثة ، ففي سابقة من نوعها بالمجال القروي ، ينتظر أن تحتضن جمعية الجرانزة للتضامن الدورة الأولى للمهرجان الريفي للسباق ، كتظاهرة رياضية ضخمة ستفتح لأبناء الدوار و شتى الدواوير المنتمية للمنطقة باب الترشيح لخوض غمار التجربة و لأول مرة بتاريخ العالم القروي للمغرب الشرقي ، الشيء الذي يحمل بين طياته حلا ناجعا لتجاوز الاصطدامات الحدودية و النزعات القبلية التي كانت تعرف تأججا علاقاتي عميقا إبان فترات الاستعمار ،كما أن جمعية الجرانزة للتضامن قد أسهمت بشكل كبير في إخراج الجو الدراسي القروي من عقمه ، و ذلك بترميم المدرسة الوحيدة بالمنطقة و التي تتوافد عليها لبنة كل الدواوير المحاذية و تجهيزها بمكتبة متنوعة ، كذلك بإنشاء روض للأطفال بتأطير واحدة من بنات المنطقة .هذا ، و لم يغفل المكتب المسير للجمعية الجانب الصحي لسكان المنطقة ، حيث أن دأب أعضاء الجمعية و احتكاكهم الوثيق بفعاليات المجتمع المدني أفضى في نهاية المطاف إلى حضور قافلة طبية مجهزة إلى مركز الجمعية حيث خضع السكان لفحوصات طبية و تشخيصات سريرية للحالات المرضية بين صفوف القرويين الذين استفادوا من خدمة صرف الوصفات المقررة بشكل مجاني. و في تبعية لحلقات مسلسل أنشطة الجمعية،أقيم مؤخرا حفل ختان جماعي بتأطير طاقم طبي متخصص و تنشيط الفرقة الفلكلورية "الركادة" بهدف ترسيخ قيم التكافل الاجتماعي و تفعيل العلاقة بين جمعية "الجرانزة" و سكانها و هيكلة الأفكار الشبابية الهادفة إلى النهوض بالعالم القروي انطلاقا من مختلف الخدمات التي يسديها مكتب الجمعية للسكان بدء من تموين بعض المواد الفلاحية الأولية لتقليص عجز الفلاح المادي ،مرورا بحملات توزيع المواد الغذائية الأساسية و الملابس و اللوازم الدراسية على السكان ، وصولا إلى نادي التنمية المقام على تراب المنطقة و المنتظر تفعيل خدماته في المستقبل القريب حسب ما جاء في تصريحات بعض سكان المنطقة و وفق ما قدم لهم من وعود من لدن الجهات المنوط بها إتمام المشروع و تقديمه للسكان كمتنفس للإندماج ، باعتباره مشروع متعدد الاختصاصات يرمي إلى عصرنة مناخ العيش القروي بعيدا عن القرارات النظرية . في حضور طاقات شابة و ملكات تقوى على خلق الغد كعنصر بشري محفز ، لابد من حضور العنصر المادي كمحرك يدفع عجلة العالم نحو تحقيق الأفضل ، و عند الحديث عن جمعية مثل جمعية الجرانزة للتضامن والتنمية والبيئة العاملة بما تحققه للساكنة من تحسين العيش ، من المحتم وضع استفسار إشكالي ، على الدولة بشتى هيئاتها الوقوف عند حيثياته بشيء من الاهتمام : * ألا يتطلب الوصول الى المجد و تحقيق النجاح تظافر الجهود و توافر النفوذ ؟؟ * و لماذا لا تولي الدولة أهمية لمساعدة الجمعيات الاجتماعية القروية بالشكل الكفيل بصنع الغد ؟؟ * و أين يكمن دور الإعلام المتغافل عن تحفيز مثل هذه الجمعيات عن المضي قدما في رسم طريق التغيير؟؟ أسماء بنعثمان /وجدة