د. أماني الشريف أستاذ الميكروبيولوجي والمناعة بصيدلة الأزهر: تحذير عالمي من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية ... وتطالب بضرورة تبني خطة تنفيذية قومية للقضاء على الميكروبات الشرسة كتب: د. أحمد علي سليمان يشهد العالم حاليا انتشار الإصابة بكثير من الأمراض المعدية التي يعجز كثير من المضادات الحيوية من القضاء على البكتيريا المسببة لتلك الأمراض، وذلك بسبب الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية والذي أدى إلى تحور كثير من الميكروبات وشراستها ومقاومتها للعلاج. والإصابة بالميكروبات الشرسة -والتي قد لا تجد علاجا لها- تودي بحياة المريض خاصة بين أصحاب المناعة المثبطة. ولأهمية تلك الظاهرة تعقد منظمة الصحة العالمية لأول مرة الأسبوع العالمي للتوعية بمضار المضادات الحيوية في الفترة من 16 إلى 22 نوفمبر الجاري. وتدعو منظمة الصحة العالمية إلى تضافر الجهود للعمل على تقنين استخدام المضادات الحيوية لإيقاف انتشار السلالات الشرسة من البكتيريا. وتؤكد الأستاذة الدكتورة أماني عبد الله الشريف أستاذ الميكروبيولوجي والمناعة بكلية الصيدلة جامعة الأزهر بالقاهرة أن مصر -وفقا لدراسات علمية حديثة- تعد من البلدان التي سجلت ظهور أنواع من البكتيريا المقاومِة للمضادات الحيوية القوية والحديثة -بمعنى آخر نجد صعوبة شديدة في إيجاد علاج للإصابة بمثل هذه البكتيريا- وخاصة بين المرضي ذوي المناعة المنخفضة مثل مرضي السكر والالتهاب الكبدي الوبائي ومرضى الأورام. وتدعو منظمة الصحة العالمية مستخدمي المضادات الحيوية من المرضي بضرورة اتباع ضوابط استخدامها ومنها: § استخدام المضاد الحيوي فقط عندما يوصف من قِبل متخصص. § لابد من استكمال البرنامج العلاجي للمضاد الحيوي وعدم التوقف عند الشعور بالتحسن. § عدم استخدام بواقي شريط مضاد حيوي سابق. أو مشاركة الغير في شريط المضاد الحيوي. § الوقاية خير من العلاج ومن ثم فلابد من اتباع قواعد الصحة العامة وغسل الأيدي باستمرار وقبل تناول الطعام وبعد استخدام المرحاض. § يجب عدم مخالطة المرضي والحرص علي التطعيمات خاصة بين ذوي المناعة المثبطة. وأشارة الدكتورة أماني عبد الله الشريف أن منظمة الصحة العالمية وجهت صانعي القرار بكل دول العالم بالقيام بواجبهم نحو التصدي لهذه الظاهرة والتي تستهلك مليارات الدولارات سنويا لتوفير المضادات الحيوية ومخفضات الحرارة وإنشاء المستشفيات للمرضي المصابين، فضلا عن تأثر الإنتاج سلبا من تكرار الإصابة بالأمراض المعدية والتغيب عن العمل ومنها: * ضرورة تبني خطة تنفيذية قومية للقضاء على الميكروبات الشرسة. * الاهتمام بدراسة انتشار الأمراض المعدية نتيجة الميكروبات المقاومة للمضاات الحيوية. * تقوية سياسات طرق مكافحة العدوي وتفعيلها بجدية . * نشر ثقافة ضوابط استخدام المضادات الحيوية وطرق الوقاية منها. وتابعت الدكتورة أماني الشريف أن منظمة الصحة العالمية لم تنس دعوة القائمين على الرعاية الصحية للنهوض بدورهم حيث إنهم الأكثر تعاملا مع المخاطر الناتجة عن انتشار تلك الميكروبات والتي يقفون أحيانا عاجزين أمام إصابة بعض المرضي بميكروبات تعجزالمضادات الحيوية عن علاجها وتودي بحياة كثير من المرضي نتيجة تلوث الدم بتلك الميكروبات الشرسة. لذا تدعو منظمة الصحة إلى: - الحفاظ علي وقاية المريض من التعرض لميكروب من مريض آخر وذلك بالحفاظ على نظافة الأيدي وتعقيمها وتعقيم الأجهزة الطبية قبل استخدامها لفحص كل مريض. - يجب عدم وصف المضاد الحيوي إلا بعد عمل مزرعة. - عند وصف المضاد الحيوي يجب تحديد جرعة العلاج ومدته بدقة. - يجب عزل المرضي المصابين بارتفاع درجة الحرارة حتي لا تنتشر العدوى بين المرضي خاصة في العنابر متعددة الأَسِرَّة. تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية وجهت عدة نصائح للمزارعين ومربي الدواجن والأغنام، ومن أهمها: عدم استخدام المضادات الحيوية إلا في حالة وجود إصابة، وتطعيم الحيوانات لوقايتها من الأمراض، وتطبيق معايير الصحة العامة في كل خطوات التعامل وتحضير الغذاء حتي وصوله للمستهلك.