في مشهد صادم لجبهة البوليساريو وتزامنا مع احتفالاتها بإعلان الجمهورية الوهمية المصادفة ل 27 فبراير، قادت قبيلة لبيهات احتجاجات بالمنطقة الإدارية الشهيد الحافظ يوم 28 مارس 2015 بمشاركة عدد مهم من الأطفال في مختلف الأعمار، وهو الأمر الذي شكل سابقة في الاحتجاجات، في إشارة إلى غضب عائلات القبيلة بكبارها وصغارها من قيادة البوليساريو التي حاولت أجهزتها الأمنية اعتقال بعض الأطفال ممن حاولوا التقدم صوب عناصرها المحيطة بالمظاهرة الاحتجاجية، إلا أن تدخل المحتجين حال دون ذلك. و تأتي هذه التحركات الاحتجاجية على خلفية عدم إيفاء زعيم البوليساريو بالوعود التي قطعها في وقت سابق لأبناء القبيلة مقابل إنهاء احتجاجاتهم بالمخيمات، التي تتكرر اليوم للمطالبة بتحقيق الوعود ومحاسبة المسؤولين عن التدخل ضد أبناء القبيلة في مظاهرات سابقة خلف عددا من الإصابات الخطيرة بين صفوفهم. الاحتجاجات السلمية انطلقت بتجمع عشرات المحتجين من قبيلة لبيهات صوب الغرب عبر الطريق الرابط بين ملتقى الطرق والشهيد الحافظ، وفي حوالي الساعة 12:30 توجه المحتجون إلى مقر رئاسة البوليساريو عبر الطريق الفرعي الموصل إلى المستشفى الوطني مرورا بالمفوضية السامية لغوث اللاجئين حيث أوقف المحتجون سياراتهم بالقرب من مقرها، قبل أن تتوجه السيارات إلى مقر الرئاسة حيث نظم المحتجون وقفة سلمية دامت قرابة 50 دقيقة. وعند حلول الساعة 13:45 أنهى المحتجون وقفتهم ورجعوا عبر نفس الطريق، وعند مرورهم بالقرب من المفوضية اعترضت طريقهم قوات التدخل المعروفة محليا ب "قوات السيسي"، لثنيهم عن الوقوف أمام المفوضية وأطلق عنصرين من نفس القوة عبارات نابية في حق المحتجين مما اضطرهم إلى النزول الجماعي من السيارات وهو أمر كاد يؤدي إلى مواجهة عنيفة بين المحتجين وقوات السيسي غير أن تدخل بعض كبار السن حال دون حدوث مواجهة بين الطرفين. يذكر أن احتجاجات قبيلة لبيهات يوم أمس عرفت مشاركة قرابة 215 شخصا إضافة إلى 31 طفلا و17 منظما، قادمين في أزيد من 40 سيارة من مختلف الأنواع، حاملين لافتات كبيرة كتب عليها "لا للفساد الإداري، وامتلاك المؤسسات العمومية" ومرددين شعارات لفظية من قبيل "لا للعنف" ، "لا للكذب"، "لا للذل"، "اللاجئين ضاعوا ضاعوا، أهل الصحراء ما ينباعوا"، "ياعالم يا جبان، أين حقوق الإنسان".