استعرت حرب اللغات قبل أسابيع من إعداد التقرير النهائي للتربية والتكوين والبحث العلمي الذي سيرفع للديوان الملكي في الأسابيع الأولى من شهر مارس المقبل. ففيما وضعت لجنة اللغات في المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أولى خطواتها نحو اعتماد اللغة الدارجة في مناهج التعليم خاصة مع إقرار تنويع العرض اللغوي في المراحل الثانوية، عاد حزب العدالة والتنمية ليعلن الحرب المبكرة على تضمين أي مقتضى يشير إلى اعتماد اللغة الدارجة في مناهج التعليم والدراسة. مصادر من داخل المجلس الاعلى للتعليم كشفت أن الحملة القوية، التي قادها نور الدين عيوش الفاعل الجمعوي، وعضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، قادت إلى برمجة تنويع العرض اللغوي في مراحل التدريس وهو ما عارضه بشدة أعضاء نقابة الاتحاد الوطني للشغل المحسوبة على حزب العدالة والتنمية. من جهة ثانية عاد حزب عبد الاله بنكيران ليعلن معارضته الكاملة لأي تنويع مماثل، في ندوة داخلية عقدها الحزب يوم السبت المنصرم في مقر الحزب في الرباط. حزب بنكيران الذي فضل أن تعقد الندوة بعيدا عن أعين الصحافة استدعى عددا من الخبراء في التربية والتكوين لتقييم عشر سنوات من العمل بميثاق التربية والتكوين، خاتما ندوته بقرار التعامل الحازم من موقع الحكومة مع اعتماد اللغات الدارجة في منظومة التربية والتكوين، وهو ما يظهر أن سيشعل طبول الحرب بين المجلس الاعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي وبين حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة.