بعد انخراطها في "ميثاق رؤساء المحليات و المدن" في مارس 2014، المدعم من طرف المفوضية الأوروبية، و كذا تنظيم ورشة إعلامية و دراسية في شهر مايو الماضي حول إعداد و إنجاز "مخطط عمل للطاقة المستدامة" باعتباره الهدف الأساسي لهذا الميثاق، تواصل الجماعة الحضرية لوجدة تعزيز قدراتها في هذا المجال و ذلك عبر الدعم الأوروبي الذي يوفره مشروع "توفير طاقة نظيفة لمدن البحر المتوسط" و الذي جاء لمساندة الجماعات المحلية جنوب البحر الأبيض المتوسط والمنخرطة في هذا الميثاق. و في هذا الصدد، نظمت الجماعة الحضرية لوجدة يوم الخميس 11 دجنبر 2014 بالمركب الثقافي. ورشة تقنية من أجل إعداد و إنجاز "الجرد المرجعي للإنبعاثات" و الذي يعد المرحلة الأولى و الأساسية لإعداد و إنجاز خطة عمل للطاقة المحلية المستدامة ، حضره رئيس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة والسيد الكاتب العام ومدير الديوان، وكذا مجموعة من رؤساء وممثلي بعض المصالح التابعة للجماعة الحضرية لوجدة. كما حضر هذا اللقاء ممثلو بعض المصالح الخارجية المهتمة بالشأن الطاقي وكذا فعاليات أخرى وطنية وأجنبية من بينها الفريق الخاص بمشروع "توفير طاقة نظيفة لمدن البحر المتوسط" و ممثل وزارة الطاقة و المعادن و كذا خبراء دوليين في مجال البيئة والطاقة المستدامة . افتتح هذا اللقاء السيد عمر حجيرة، رئيس الجماعة الحضرية لوجدة الذي ذكر المشاركين و المشاركات في هذه الورشة التقنية بالدينامية التي تشهدها مدينة وجدة عبر إنجاز الأوراش و المشاريع التنموية المهيكلة الكبرى من جهة ومن جهة أخرى بالتزام الجماعة الحضرية لوجدة بالإنخراط في السياسات والبرامج الوطنية المتعلقة بمجالات تنموية عديدة بما في ذلك مجال الطاقة. كما حث السيد الرئيس الخبراء الدوليين التابعين لمشروع "توفير طاقة نظيفة لمدن البحر المتوسط" بضرورة تسريع وثيرة الدراسة الخاصة ببلورة "مخطط عمل للطاقة المستدامة" من أجل إنجاز مشاريع طاقية محلية على أرض الواقع التي من شأنها أن تجعل مدينة وجدة من المدن المغربية النموذجية في مجال تنمية الطاقات المتجددة و النجاعة الطاقية. وخلال هذه الورشة التقنية، قام الخبراء الدوليون بتوضيح أهداف المهمة التي يشرفون عليها قبل أن يقوموا بتوضيح المراحل الأساسية والمنهجية وكذا برنامج العمل الذي سيتبعه مستقبلا الفريق الطاقي لمدينة وجدة من أجل إعداد "الجرد المرجعي للإنبعاثات". ومن أجل قياس هذه الإنبعاثات، تم التركيز على وحدة غاز ثاني أكسيد الكاربون (CO2) أو على وحدة ما يعادل هذا الغاز (EqCO2) كمقياس معترف به لقياس جميع الغازات الدفيئة التي تنبعث عبر المجالات الحضرية لمدينة وجدة والمستهلكة للطاقة. اللقاء عرف كذلك مناقشة مطولة حول المجال الجغرافي الذي ستشمله هذه العملية وكذا المعطيات الأولية المتوفرة والتي ستساعد على القيام بمرحلة التشخيص وتحليل هذه المعطيات في أحسن الظروف. ولتوسيع النقاش في هذا المجال، نظمت بعد ظهر هذا اليوم الدراسي ورشتين أساسيتين: - الورشة الأولى همت المجال التي تتحكم فيه الجماعة الحضرية لوجدة بصفة مباشرة ومن أهم المجالات التي توسع الحاضرون في مناقشتها، كانت مجالات الإنارة العمومية، البنايات الجماعية، النفايات الصلبة، النقل الحضري، المساحات الخضراء، حضيرة السيارات والآليات الجماعية. - الورشة الثانية همت المجال الموسع للجماعة والذي تتحكم فيه بصفة غير مباشرة. ومن أهم المجالات التي ارتكزت عليها هذه الورشة مجالات الكهرباء، الماء والتطهير، البنايات العمومية الخاصة، التنقلات، المحروقات... و قد قام الخبراء الدوليون خلال الورشتين بإعطاء الشروحات الكافية للمشاركين والمشاركات حول الآليات والأدوات الواجب تبنيها من أجل القيام بعملية "الجرد المرجعي للإنبعاثات" في المجالات التي تدخل ضمن اختصاصاتهم قبل أن يتم التطرق لكيفية التنسيق بين جميع المصالح التابعة للجماعة الحضرية لوجدة وكذا المصالح الخارجية من أجل جمع وتتبع جميع المعطيات الضرورية التي تدخل ضمن هذه المرحلة الاولى لإعداد مخطط العمل للطاقة المستدامة. وفي نهاية الورشتين وبعد تقديم خلاصاتهما من طرف الخبراء الدوليين، تم التوافق على أن تقوم مصلحة التخطيط و البيئة و التنمية المستدامة التابعة للجماعة الحضرية لوجدة بدور التنسيق بين المصالح التابعة للجماعة والمصالح الخارجية المشاركة في هذه الورشة التقنية من جهة و الخبراء الدوليين التابعين لمشروع "توفير طاقة نظيفة لمدن البحر المتوسط" من جهة أخرى قصد تتبع جميع المعطيات الكفيلة بإعداد وثيقة "الجرد المرجعي للإنبعاثات" الخاصة بمدينة وجدة على أن يشرع البدء في هذه العملية ابتداء من شهر يناير 2015. وفي نهاية هذه الورشة التقنية، شكر السيد عدنان الغزي رئيس مصلحة التخطيط والبيئة والتنمية المستدامة جميع المشاركين و المشاركات خاصة الأطر التقنية المحلية سواء التابعة للجماعة الحضرية لوجدة أو التابعة للمصالح الخارجية على مشاركتهم الفعالة في هذا اللقاء ومدى التزامهم المتواصل من أجل مساندة الجماعة الحضرية لوجدة قصد إعداد "الجرد المرجعي للإنبعاثات" كمرحلة أولى قبل تتمة المراحل المتبقية من أجل إعداد مخطط العمل للطاقة المستدامة. مع التركيزعلى التوصيات التي جاءت في الكلمة الإفتتاحية للسيد الرئيس و التي يتطلب من الخبراء الدوليين التابعين لمشروع "توفير طاقة نظيفة لمدن البحر المتوسط" أخذها بعين الإعتبار من أجل التفكير في بلورة مشاريع طاقية نموذجية أولية تؤسس لأول سياسة طاقية محلية مستدامة تتبنها الجماعة الحضرية لوجدة.