في إطار مشروع "توفير طاقة نظيفة في مدن البحر المتوسط" المدعم من طرف الإتحاد الأوروبي، نظمت الجماعة الحضرية لوجدة ورشة إعلامية ودراسية يومي 22 و 23 مايو 2014 بالمركز الثقافي ( باستور). ترأس هذا اللقاء التواصلي السيد عمر حجيرة رئيس الجماعة الحضرية لوجدة، بحضور كل من ممثل وزارة الطاقة والمعادن وممثل عن بلدية صفاقص التونسية وخبير فرنسي في مجال البيئة والطاقة المستدامة وفريق مشروع " توفير طاقة نظيفة في مدن البحر المتوسط" وممثلي القطاع الخاص والمصالح الخارجية والفاعلين المحليين والمجتمع المدني. افتتح السيد رئيس الجماعة اللقاء بكلمة أبرز من خلالها أهمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية وإسهامهما الفعلي في المحافظة على البيئة وتحدث عن المشروع الذي انخرطت فيه الجماعة بغية تقليص فاتورة استهلاك الإنارة العمومية خصوصا بعد توسيع الشبكة الطرقية الى حوالي 50 كلم والتي أدت إلى تقويض ميزانية الجماعة بشكل ملحوظ. وفي إطار رؤية شاملة و تشاركية أشاد الرئيس بمبادرة الاتحاد الأروبي ورغبته في توفير جميع الوسائل التقنية ومدى استعداده لتبادل المعرفة والخبرات من أجل الحصول على طاقة محلية مستدامة ومنسجمة مع استراتيجية محكمة. وفي سياق كلمته عبر الرئيس عن أسفه لعدم استثمار 30 هكتارا متواجدا في مدار "تيكنوبول" والذي خصص لبناء مشاريع الطاقات المتجددة بيد أنه يعرف حالة من الركود. اللقاء التواصلي عرف تدخلات الأطراف المشاركة والتي أكدت بدورها مساهمتها في انجاح مشروع "توفير طاقة نظيفة لمدن البحر المتوسط " وتسخير جميع الآليات وتوفير الدعم اللازم لكي تكون مدينة وجدة محطة نموذجية في مجال الطاقة المحلية المستدامة بالمغرب. السيد عدنان الغازي رئيس مصلحة التخطيط والبيئة والتنمية المستدامة، قدم عرضا تناول فيه تجربة الجماعة الحضرية لوجدة في مجال التخطيط البيئي والطاقي، وكذا المقاربة التي نهجتها الجماعة في هاذين المجالين. هذه التجربة - حسب تدخله - انطلقت مع بلورة المخطط الجماعي للتنمية في 2010 واستمرت مع المخطط المديري للتنقلات الحضرية في 2012 قبل أن تتواصل مع الإستراتيجية الطاقية الجماعية التي انخرطت فيها الجماعة الحضرية لوجدة في 2013 عبر برنامج "جيه تينو" المدعم من طرف الوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية. كما تعززت هذه التجربة أيضا بانخراط الجماعة في شهر مارس 2014 في ميثاق رؤساء المحليات والمدن المدعم من طرف الإتحاد الأوروبي . بعد هذا العرض تدخل السيد "بيير كوتي"، خبير منطقة المغرب العربي لمشروع " توفير طاقة نظيفة لمدن البحر المتوسط". حيث تطرق إلى مجموعة من المحاور تهم دور مركز الأبحاث المشترك التابع للإتحاد الأوروبي وميثاق رؤساء المحليات و المدن ومخطط العمل للطاقة المستدامة ... أما السيد الحاج الطيب المدير العام للمصالح التقنية لبلدية صفاقص فقد تمحورت مداخلته حول سياسة المدينة في مجال التنمية المستدامة. بينما أوضح السيد "كينا" خبير فرنسي في مجال البيئة والطاقة المنهجية والوسائل المتبعة من أجل إعداد جرد مرجعي للإنبعاثات سواء على مستوى المدينة أو الجهة أو الدولة أو المواطن. كما قام بشرح المشروع التي تقوم به الوكالة الفرنسية للبيئة والتحكم الطاقي مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والذي يهدف إلى ملائمة عوامل الإنبعاثات مع حالة المغرب وكذا جرد إنبعاثات الغازات الدفيئة. في حين أوضح السيد زنيبر المكلف بالتواصل في مشروع "توفير طاقة نظيفة لمدن البحر المتوسط" الخطوط العريضة للخطة الخاصة بتحسيس المواطنين والتي اعتبرها جزءا لا يتجزأ من خطة العمل للطاقة المستدامة. المداخلة التي تلتها كانت للسيد "كوتي" المسؤول عن منطقة المغرب العربي للمشروع حيث أعطى هذا الأخير نبذة عن الترتيبات المبرمجة من أجل إعداد خطة العمل للطاقة المستدامة الخاصة بمدينة وجدة كما نوه السيد "كوتي" بالديناميكية التي يتميز بها الفريق الطاقي للجماعة الحضرية لوجدة .وراهن على هذه التجربة التي ستدعم من طرف فريق مشروع "توفير طاقة نظيفة لمدن البحر المتوسط" بهدف جعل مدينة وجدة من المدن المغربية النموذجية في مجال الطاقة المحلية المستدامة. وستعقب هذه المرحلة الإعلامية والدراسية لمشروع "توفير طاقة نظيفة في مدن البحر المتوسط" انطلاق ثلاث دراسات مهمة : 1- البحث عن التمويلات الضرورية (وطنية أو متعددة الأقطاب أو ثنائية ) لتنفيذ خطة العمل للطاقة المستدامة. 2- جمع المعطيات الخاصة بالإستراتيجية الوطنية للطاقة وكذا القوانين الطاقية ومراسيم التطبيق المصادق عليها. 3- تكليف مكتب الدراسات لمساندة الفريق الطاقي الجماعي من أجل إعداد خطة العمل للطاقة المستدامة الخاصة بمدينة وجدة.