تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ستعيش عاصمة السينما العالمية والفن السابع مراكش على مدى اسبوع فعاليات المهرجان الدولي للفيلم في نسخته الرابعة عشرة والمنظم في الفترة الممتدة ما بين 5 و13 ديسمبر الجاري بقصر المؤتمرات وبساحة جامع الفنا، وستحتفل مراكش هذه السنة بسينما اليابان، والتي ستحظى بتكريم خاص في مراكش حيث سيتم الاحتفاء بحضور وفد ياباني مهم مكون من ممثلين و مخرجين و منتجين من رواد تاريخ السينما اليابانية أمثال ياسوجيرو أوزو، و كوريدا هيروكازو، و كنجي ميزوكوشي، و ميكيو ناروس، و أكيرا كوروزاوا، و ناكيسا أوشيما، و شوهاي إيمامورا، و طاكيشي كيتانو، و هاياو ميازاكي، و شينجي أوياما، و ناومي كاواز، و كيوشي كوروزاوا، و مامورو أوشي، و طاكيشي مايك، و مازاكي كوباياشي. وللإشارة، فإن السينما اليابانية كانت ومنذ انطلاق المهرجان حاضرة بقوة في المسابقات الرسمية والتكريم الذي خصصته الدورات السابقة لعدد من روادها، خصوصا الدورة الماضية التي كرمت المخرج و السيناريست الياباني كوري إيدا هيروكازو. وضمن فقرة التكريمات، فبعد شارون ستون، جولييت بينوش، هيروكازو كور-إيدا، و محمد خيي و فرناندو سولاناس، الذين تم تكريمهم في دورة 2013، يواصل المهرجان التأكيد على مكانته كملتقى للسينما العالمية من خلال تكريمه لشخصيات بارزة من عالم الفن السابع والتي تنتمي لآفاق مختلفة . حيث سيخصص المهرجان تكريمه هذه السنة لكل من الفنان المصري الكبير عادل إمام والكاتب والممثل البريطاني جيريمي إيرونس والكوميدي والممثل الأمريكي فيغو مورتينسن، وسَيُكرِّم كذلك المهرجان الدولي للفيلم بمراكش المنتجة المغربية خديجة علمي والمنتج المغربي زكريا علوي. ويعتبر عادل إمام أحد أكبر نجوم الفن المصريين، تعرف عليه الجمهور على خشبة المسرح من خلال مسرحية "مدرسة المشاغبين". بدأ مشواره الفني في سن مبكرة جدا، حيث عمل إلى جانب مشاهير الساحة الفنية في ذلك الوقت أمثال إسماعيل ياسين. بدأت أعماله السينمائية، التي تزيد عن مائة فيلم، منذ عقد الستينات، وما زال عطاؤه مستمرا إلى اليوم، ليعكس عمق موهبة خلاقة من خلال أفلام شخص فيها أدوار ضحايا الظلم والفقر، ومزج فيها بين الفكاهة والدراما.من عناوين أفلامه "إحنا بتوع الأتوبيس" لحسين كمال (1979)، "حب في الزنزانة" لمحمد فاضل (1983)، "حتى لا يطير الدخان" لأحمد يحيى (1984)، "كركون في الشارع" لنفس المخرج (1986)، "الإرهاب والكباب" (1993) لشريف عرفة، الذي عمل معه في "طيور الظلام" (1995)، و"عمارة يعقوبيان" لمروان حامد (2006)، و"حسن ومرقص" لرامي إمام (2008) و"زهايمر" لعمرو عرفة (2010). أما المكرم الثاني في الدرة 14 جيريمي أيرونز له مسيرة فنية تمتد على مدى 30 عاما، واحدا من الوجوه الأكثر حظوة لدى عشاق السينما في جميع أنحاء العالم. فموازاة مع حضور رائع على خشبة المسرح، استطاع أن يزاوج في نجاحاته بين أفلام الإنتاجات الضخمة وأفلام سينما المؤلف. وقد عمل هذا الممثل رفقة كبار المخرجين العالميين، فهو كاهن يسوعي في "المهمة" لرولاند جوفي، وطبيب يغوص في حالة من الجنون في "المشابهان" لديفيد كروننبرك، وزوج متهم بقتل زوجته في "انعكاس الحظ" لباربيت شرودر (الذي نال عنه باستحقاق جائزة أوسكار أفضل ممثل سنة 1990)، والكاتب كافكا في السيرة الذاتية لستيفن سودربرك، ورجل السياسة الذي يقع في شراك الحب في "داماج" للويس مال، وكاتب على عتبة الموت في "سرقة الجمال" لبرناردو برتولوتشي. تم لاننسى المكرم الثالث فيكو مورتنسن أحد نجوم الشاشة الكبرى من جهة أخرى، تعرف الجمهور على الممثل والمخرج فيكو مورتنسن من خلال أدائه في فيلم "الشاهد" لبيتر وير، ونال الاعتراف الدولي كأحد نجوم الشاشة الكبرى بفضل شخصية أراكورن في ثلاثية "سيد الخواتم" لبيتر جاكسون. حظي بالأدوار الأولى في أزيد من أربعين فيلما، وعمل في ثلاثة أفلام مع ديفيد كروننبرك (تاريخ من العنف، والوعود الشرقية، وطريقة خطيرة)، كما سجل حضوره في أفلام سينما المؤلف التي تتطلب من الممثل كفاءات عالية، من ذلك أدواره في فيلم "بسيكو" لكوس فانسانت، و"جوجا" للساندرو ألونسو و "الطريق" لجون هيلكوت. ويصدق القول أن منذ دوراته الأولى، أكد المهرجان حيوية وقوة السينما اليابانية، سواء من خلال اختيار أفلام المسابقة، أو بتكريمه لأسماء لامعة من بين أبرز رواد هذه السينما. وتعد السينما اليابانية من أقدم وأكبر صناعات السينما في العالم، إذ انطلق إنتاج الأفلام فيها منذ عام 1897، بينما يؤكد عدد من الأرقام والمعطيات القيمة الفنية والاقتصادية لهذه السينما، من قبيل أنه في عام 2009 كانت الرابعة حسب عدد الأفلام الطويلة المنتجة، وأنه في عام 2011 أنتجت اليابان 411 فيلما طويلا، حققت ما مجموعه 54.9 في المائة من أرباح التذاكر في اليابان، البالغ مجموعها مليارين و330 مليون دولار. كما اختير المنظمون الفيلم البريطاني «نظرية كل شيء» لافتتاح فعاليات الدورة ال14 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. ويتناول الفيلم علاقة ستيفن هوكينغ، العالم الفيزيائي البريطاني الشهير، بزوجته الأولى، جين وايلد، راصدا التحديات التي عاشها في ظل معاناته مع مرض التصلب الجانبي الذي جعله مقعدا وعاجزا طيلة حياته. والفيلم، الذي هو من إخراج جورج مارتش وبطولة إدي ويدمان (في دور ستيفن هوكينغ) وفيليسيتي جونز (في دور الزوجة جين وايلد)، مأخوذ من كتاب الزوجة الأولى، الذي يحمل عنوان «السفر اللامنتهي: حياتي مع ستيفن». وفي ما يتعلق بالمسابقة الرسمية للمهرجان، فقد برمج المنظمون، كما جرت العادة، 15 فيلما لدخول سباق الفوز بإحدى جوائز التظاهرة، بينها فيلمان عربيان، هما الفيلم المصري «الفيل الأزرق» لمخرجه مروان حامد، والفيلم المغربي (إنتاج مغربي فرنسي مشترك) «أوركسترا العميان» لمخرجه محمد مفتكر، فضلا عن أفلام «قصة شيغازاكي» من اليابان لمخرجه تاكويا ميزاوا، و«كل ما نحبه» من نيوزيلندا لمخرجه ماكس كيري، و«ودي كيبينغ روم» من الولاياتالمتحدة لمخرجه دنيال باربر، و«نو وانز تشيلد» من صربيا لمخرجه فوك رسموفيتش، و«الوردة الحمراء» من فرنسا واليونان وإيران لمخرجه سيبيداه فارسي، و«دي سي فوغ» من كوريا الجنوبية لمخرجه شيم سونغ بو و«لابور أوف لوف» من الهند لمخرجه أديتيا فيكرام سنغوبتا، و«شرييغ» من سويسرا لمخرجه سيمون جاكميت، و«دي لاست هامر بلاو» من فرنسا لمخرجه أليكس دولابورت، و«ميراج» من هنغاريا وسلوفاكيا لمخرجه سكزابولكس هاجدو، و«نبات» من أذربيجان لمخرجه إلشين موزاوغلو، ، و«تينغ بيبل دو» من الولاياتالمتحدة لمخرجه سار كلين، و«كوريكسيون كلاس» من روسيا وألمانيا لمخرجه إيفان تفردوفسكي. ووقع الاختيار على الفرنسية إيزابيل أوبير لرئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة. وأبرز المنظمون أن «المهرجان إذ يؤكد التوجه الدولي للجنة تحكيم الأفلام الطويلة، يبقى وفيا لبحثه عن التميز من خلال اختياره، مرة أخرى، واحدة من أبرز وجوه السينما العالمية لرئاسة لجنة تحكيم مسابقته». وقالت أوبير، معلقة على اختيارها لرئاسة لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان مراكش: «أنا سعيدة جدا بتلبية دعوة مهرجان مراكش لترؤس دورته ال14. سأكون سعيدة بأن ألتقي الجمهور المغربي، وأن أتقاسم معه فضوله وتعطشه لاكتشاف أفلام سينمائية من جميع أنحاء العالم، كما كان الحال مع الدورات السابقة من المهرجان». وتعتبر أوبير ثالث امرأة تترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة لمهرجان مراكش، بعد البريطانية شارلوت رامبلين سنة 2001 والفرنسية جان مورو سنة 2002. وسبق لعدد من أبرز نجوم السينما العالمية رئاسة لجنة تحكيم المهرجان المغربي، مثل المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي الذي ترأس لجنة تحكيم الدورة ال13، والمخرج البريطاني جون بورمان لجنة تحكيم الدورة ال12، والمخرج الصربي أمير كوستاريكا لجنة تحكيم الدورة ال11 للمهرجان، بينما ترأس المخرج الأميركي جون مالكوفيتش لجنة تحكيم الدورة العاشرة، بينما ترأس المخرج الإيراني عباس كياروستامي لجنة تحكيم الدورة التاسعة، والمخرج الأميركي باري ليفنسون الدورة الثامنة، والمخرج التشيكي ميلوس فورمان الدورة السابعة، والمخرج البولوني رومان بولانسكي الدورة السادسة. وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، إلى جانب رئيستها، كلا من المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الهندي ريتش بترا، والمخرجة وكاتبة السيناريست الدنماركية سوزان بيير، والمخرج وكاتب السيناريو الإيطالي ماريو مارتون، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الروماني كريستيان مونكيي، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الفرنسي برتران بونيللو، والممثلة والمخرجة الفرنسية ميلاني لوران، والممثل والمخرج البريطاني آلان ريكمان، والمخرج وكاتب السيناريو والمؤلف المغربي مومن السميحي. وجرت العادة أن تسلم في حفل اختتام المهرجان 4 جوائز، هي الجائزة الكبرى «النجمة الذهبية» وجائزة لجنة التحكيم وجائزة أفضل دور رجالي وجائزة أفضل دور نسائي. وفي ما يتعلق بمسابقة الأفلام القصيرة، فقد أعلن اسم المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الموريتاني عبد الرحمان سيساكو، رئيسا للجنة التحكيم، التي ضمت المخرجة وكاتبة السيناريو الأميركية زو كاسافيتش، والممثلة الفرنسية أنا جيراردوت، والممثلة والمخرج الفرنسية الإيطالية المصرية إليسا سيدناوي، والممثل الفرنسي غاسبار إيليال، والممثل والمخرج المغربي إدريس الروخ. كما انه تم اختيار فيلم "هاني نيوبير" الذي أخرجته فرح خان وشارك في بطولته النجم العالمي شاه روخان ليعرض في ساحة جامع الفنا بقلب المدينة الحمراء يوم 6 دجنبر ضمن فئة الأفلام التي تشارك خارج المسابقة الرسمية للدورة الرابعة عشرة لهذه التظاهرة الدولية الكبرى بعد أن حقق الفيلم نجاحا باهرا في عدد من بلدان العالم منذ عرضه في القاعات السينمائية. ويختتم المهرجان، الذي يقدم 87 فيلما من 22 دولة، وسينظم خلال الفترة ما بين 5 و13 ديسمبر الجاري، بالفيلم الأميركي «أو موست فيولني يير» لمخرجه جي سي شاندور.