سيد أمين / كنت انتوى الكتابة عن غزة هاشم الباسلة التي روض أبطالها وهم قلة محاصرة النمر الذي ظل يكتسح جيوش العرب بعدها وعتادها مجتمعة مرة تلو الاخري ولم يحققوا انتصارا حقيقيا واحدا عليه سوى عبر الأغاني والمهرجانات , وهالني وهال كل شرفاء مصر وهم كثيرون ما رأوه في إعلام بلادهم من سقوط يصل لدرجة الخيانة العظمى أو يتخطاها , الخيانة للتاريخ والجغرافية , وللدين والثقافة , وللوطن والوطنية , وللعروبة والإسلام , وللإنسانية وكل شيء مقدس, حينما نجد شراذم القوم وشذاذهم يتصدرون المشهد الاعلامى ويحرضون على قتل أبنائنا وبناتنا وأمهاتنا وأخواتنا وإخوتنا وإبائنا وأمهاتنا في غزة. هالتنا تلك الآلة الدعائية البغيضة التي لا تتوقف والتي حولت بسطاء المصريين إلى ببغاوات يرددون ما تلقيه لهم دون اى وعى وحولتهم إلى أنعام تلقي بنفسها في بئر الخيانة دونما تجري , وتشارك في الدم دون ان تحمل مسدسا وعلى عكس ما تريد وتعتقد. ورأيت أنه من الأوقع أن اسرد أهم تكنيكات الدعاية السياسية التي رصدها الباحثون - وهى ليست من اجتهادي - والتي جري استخدامها من قبل النظام العسكري في مصر إعلاميا وهى التكنيكات التي أدت إلى السماح بسقوط المشهد الاعلامى المصري لهذه الدرجة من الدونية والحقارة والخيانة دون أن نجد غضبة شعبية تتناسب مع حجم الجريمة, ويأتي هذا الرصد بعد اجتهاد خاص قمت به في مقال سابق رصدت فيه "تكنيكات العسكر لتطويع المعارضة".. ويجب الإشارة إلى انه سيرد ذكر اسم الجيش كثيرا في تطبيقات هذه التكنيكات وأننا نعتز بجيش مصر فهم إخوتنا وأبنائنا لكننا نختلف مع قادته الذين قادوا الانقلاب. * التكرار : التكرار المستمر لفكرة عادة ما تكون في صورة شعار بسيط أو لفظ جذاب وبالتكرار تتحول إلى ما يمكن اعتباره جزء من الحقيقة على طريقة المثل الشعبي "الزن على الودان أمر من السحر" ,ومن النماذج عليها تكرار "الاعتصامات والمظاهرات المسلحة" و"السيسي المنقذ" و"الإخوان الإرهابية" و"محاولة القضاء على الجيش المصري". * الاعتماد على السلطة : ذكر أشخاص أو مؤسسات بارزة ذات مصداقية عالية لتأييد القرار.. ومنها مثلا التمجيد في الجيش بوصفه "الجيش الوطني الذي حمى الوطن واستجاب لإرادة الشعب في /ثورة/ "30 يونيو"". * الاستفادة من الشخصيات اللامعة : وهو أسلوب شائع وشديد الخطورة، ولا نقصد به هنا الاقتصار على جذب مشاهير الفن والرياضة لدعم الموقف ، مع ما في ذلك من تبعات سيئة على الجيل الناشئ الذي يتخذ من هؤلاء قدوة في السلوك، ولكن الأمر قد يصل إلى حد الخداع بالاستفادة من بعض الانتهازيين من المفكرين والعلماء الذين لا يتورعون عن الممالأة وتقديم بعض الآراء في قوالب فكرية مصطنعة، مع التأكيد على إبرازها تحت أسماء هؤلاء المشاهير بما يحملونه من ألقاب قد تصاغ خصيصاً لإضفاء المزيد من التأثير.. وخير مثال "على جمعة" و"احمد الطيب" و"برهامى" و"هيكل" وبالقطع معظم الفنانين. * التخويف : حشد الرأي العام عن طريق إثارة الفزع أو الذعر من تحول مصر إلى المسار الليبي أو السوري وكذلك التخويف من عمليات للقاعدة في مصر والإقناع بضرورة دعم الجيش والشرطة للوقوف ضد دعاة "التخريب والإرهاب" من المتظاهرين. * الأحكام المسبقة : استخدام عبارات دالة أو وإشارات تضيف قيمة أو تفضيل أخلاقي لمتبع الرأي مما يشوه متبعي الرأي الآخر مثل "الجيش الذى خاض الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي يجب إتباعه وتأييد قرارات قائده والتوقف عن دعم الإرهابيين". * القطيع : هو ادعاء ان الرأي الذى نتبناه هو رأى يؤمن به الجميع لذا يجب إقناع الأفراد خارج القطيع بالانضمام إلى طريق النصر المحتم والحفاظ على من هم داخل القطيع بتأكيد حتمية النصر , فضلا عن إثارة الغريزة البشرية الخاصة ب "الانضمام إلى الحشد والجانب المنتصر" من خلال التأكيد أنه لا يمكن مقاومته ومن الأفضل الانضمام إليه. والتطبيق على ذلك القول بأن الله يؤيد جيش مصر فهم "خير أجناد الأرض " وان غالبية الشعب يقف خلفه .. ويتجاهل هذا الخطاب أن السيسي لا يمثل جيش مصر .. وان حديث خير أجناد الأرض حديث "موضوع" والفقه فضلا عن حقائق التاريخ بينت ذلك بجلاء. * مغالطة الخطأ والصواب / الأبيض والأسود تقديم اختيارين فقط لا بديل عنهما. إما معنا الصواب أو ضدنا الخطأ .."إما مع جيش مصر وقرار السيسي أو مع الإرهابيين الخونة المجرمين الذين سيهزمون". * الأشخاص السعيدة: الدعاية عن طريق تصوير الشعب مجموعة من السعداء .. مثل سباق درجات السيسي .. والاحتفالات الراقصة التي حدثت في التحرير التى حدثت بينما كان يقوم السيسي بذبح الآلاف في ميدان رابعة والنهضة ورمسيس. * الكذبة الكبيرة : تكرار ذكر مجموعة من الأحداث المركبة للتدليل على صحة القرار, يعتمد هذا الأسلوب على ذكر الأحداث بصورة صادقة مع مزجها بكذبة كبيرة أو تعميم هذه الكذبة بحيث يمكن خداع الرأي العام والتحايل على كيفية تفسيرهم لهذه الأحداث.. مثل استخدام حقيقة "اقتحام السجون في أحداث الثورة" ولكن مزجها بكذبة أخري اكبر مثل "الاقتحام تم من قبل حماس والإخوان لتهريب المعتقلين الإخوان".."أجهزة الدولة العميقة ترسل رسالة لبيريز وتدعيه بكلمة "عزيزى" واستخدام تلك الرسالة فيما بعد الانقلاب للتدليل بأن مرسي عميلا لإسرائيل..وهكذا. * رجل الشارع : يعتمد على إقناع الرأي العام على أن هذا الرأي هو رأي رجل الشارع وهو الرأي المنطقي ويعتمد هذا الأسلوب على استخدام اللغة الدارجة ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية.. وذلك من خلال إجراء لقاءات متلفزة مع رجال وسيدات بسطاء وبسيطات الثقافة يدعمون قرارات السيسي. * الشيطنة: يعتمد هذا الأسلوب على تشويه صاحب الرأي المخالف بجعله من طبقة أدنى / غير ذي قيمة / عديم الأخلاق والقيم عن طريق الاتهامات الباطلة.. من يعارض قرارات الانقلاب فهو خائن وعميل ومغيب ولا يحب مصر ويجب بتره وهكذا. * الأمر المباشر: يعتمد هذا الأسلوب على تبسيط عملية اتخاذ القرار باستخدام صور أو عبارات توجه الجمهور للفعل المطلوب مباشرة وإلغاء أي خيارات أخرى متاحة .. مثل خطاب التفويض الذي ألقاه السيسي. * النشوة : يعتمد هذا الأسلوب على نشر حالة من السعادة / الانتشاء أو افتعال أحداث تؤدي إلى رفع الروح المعنوية ومن أمثلة هذا الأسلوب : منح أجازات رسمية، نشر وسائل الترفيه، العروض العسكرية، الخطابات الحماسية ، تقديم مواد تموينية جديدة. * التضليل : يعتمد هذا الأسلوب على اختلاق أو إخفاء المعلومات من الوثائق الرسمية عن الرأي العام بهدف نشر معلومة خاطئة عن حدث معين أو مجموعة معينة من خلال تزوير / تشويه الصور والمستندات والتسجيلات..وتم استخدام هذا النموذج بشكل واسع جدا خلال الانقلاب من قبل اذرعه الإعلامية بحيث عادة ما يتم إخفاء أهم تفاصيل من اى واقعة والتركيز على ما يشين الخصم. *تلويح الأعلام: يعتمد هذا الأسلوب على تبرير الأحداث بأن القيام بالتظاهر في التحرير بذكرى 30 يونيو يزيد من الوطنية اعتمادا على أن الإحساس بالوطنية يلهي الفرد عن الحكم على القضية بشكل موضوعي.. وكذلك دعم "الجيش الوطنى" في مواجهة"الإرهابيين". * التعميمات البراقة: الاعتماد على تعبيرات وألفاظ براقة دون أن يكون لها تحليل أو تفسير موضوعي.. مثل القول بأن 30 يونيو أعادت للمصري كرامته وحريته .. وأنقذت مصر من الضياع .. وان مصر بصدد نهضة عملاقة حقيقية .. وأن مصر انتقلت إلى مصاف الدول العظمى .. وان مصر تقف في علاقة ندية مع أمريكا . * أنصاف الحقائق: الاعتماد على نشر خطاب خادع / مغلوط ممزوج ببعض الحقائق أو يعتمد على التورية وقد يكون الخطاب مزيج بين الحقيقة والأكاذيب أو بحنوي على بعض الحقيقة فقط أو يحتوي على ألفاظ تحتمل أكثر من وجه لتفادي اللوم..ونتذكر هنا ما قاله السيسي بأنه لن يكون هناك إخوان بعد توليه الحكم ولكنه عاد ليقول بأن لن يكون هناك تنظيم للإخوان وذلك بعد ما أثير حول ما سيفعله بالإخوان. * الغموض المتعمد: الاعتماد على نشر تعميمات غامضة / مبهمة من الممكن يؤولها الجمهور حسب ما يرى الهدف هنا هو تحريك الرأي العام دون استخدام أسلوب فج وصريح .. وتطبيقا سنجد ذلك في خطابات السيسي الخاصة برفع أسعار الوقود..وكذلك حول أحاديثه الإعلامية أثناء الترشح والتي غاصت بالغموض غير المبرر. * تحفيز الاستنكار: يعتمد الأسلوب على إقناع الجمهور بنبذ فكرة الحكم الديني مثلا لأنها تلقى قبول عند جماعات مكروهة وإرهابية مثل الأخوان المسلمين وبالتالى يتم الهجوم على التيار الاسلامى ككل. * التبسيط المخل / المفرط : الاعتماد على تعميمات لمنح إجابات مبسطة لمسائل اجتماعية أو اقتصادية أو عسكرية معقدة.. مثل القول بأنه اينما وقف الجيش وقفت الوطنية معه, وأينما كان الإرهابيين كانت إسرائيل . * النقل خارج السياق: اختيار وتعديل الاقتباسات خارج سياقها لتغيير المعني وعادة تستخدم في السياسة لتشويه الخصم.. وهذا النوع استخدم على نطاق واسع جدا في إطار الدعاية العسكرية ضد التيار الاسلامى .. وكنموذج تم اجتزاء التصريحات الخاصة بمحمد البلتاجي القيادي الاخوانى الخاصة بتوقف العنف في سيناء بتوقف الانقلاب .. حيث كان حديث الرجل يدور في انه حينما تتحقق العدالة في الكون سيتوقف العنف وانه لو توقف الظلم في مصر لن تجد إرهابيا يفجر نفسه .. وللأمانة أنا نفسي شاهد عيان على ما كان يقصده البلتاجي لأننى بالصدفة كنت موجودا أثناء تصوير هذا المشهد. * إطلاق الأسماء : يعتمد على إطلاق أسماء تحض على الكراهية ونبذ الطرف الآخر ونشر أحكام مسبقة عن الطرف الآخر ورسم صورة سلبية عنه ويعتمد هذا على إثارة الاستنتاجات بدون تحليلها. ودأبت الانقلاب ومن قبله الأمريكان على نعت" الإسلاميين بالإرهابيين" و"القوميين بالديكتاتوريين" و"الاشتراكيين بالملحدين". * التعليل : يعتمد على استخدام التعميمات البسيطة لتعليل أحداث أو أفعال أو قناعات معينة وعادة ما يتم استخدام ألفاظ غامضة أو جذابة للتبرير.. مثل "لما واحد مسلح من الأخوان الإرهابيين يرمى علي الشرطي الذي يقوم بواجبه قنبلة مولوتوف فلابد للشرطى أن يسبق بقتله" وذلك لتبرير قتل المتظاهرين يوميا. * الإلهاء / الرنجة الحمراء * عرض بينات أو موضوعات أو أسباب جاذبة ومشتتة للانتباه و خارج عن الموضوع لقطع الموضوع الأصلي.. كأن نصرف انتباه اى احد يتحدث عن تدخل الجيش في العملية السياسية فنقول ..هذا الجيش العظيم الذى حمى مصر في كل حروبها ليس مسموحا أن تقول عنه ذلك.؟ * التصنيف / التقسيم : يستخدم هذا الأسلوب عند محاولة زيادة مصداقية أو تشويه فكرة فعلى سبيل المثال إذا أردت ذكر محاسن العسكر فنهون من مساوئهم ونكثر من ذكر الحسنات والعكس .. كأن نتشدد جدا ضد الإخوان حينما يقتل شرطي أو جندي هنا أو هناك .. بينما نتساهل في قتل آلاف الناس في رابعة والنهضة وغيرها.. مع ان هنا القاتل معلوم وهناك القاتل مجهول. * إطلاق الشعارات: الشعار هو جملة رمزية قد تتضمن صورة نمطية وقد يكون هدفها نشر فكرة معينة ولكن في جميع الأحوال تعتمد على استثارة المشاعر.. مثل الجيش يد تبنى وأخري تحمل السلاح..وكذلك صور الجندي الذي يحمل طفلا والتي تنتشر في الميادين العامة. * التنميط : تعتمد على نشر أحكام مسبقة من خلال تصنيف وقولبة الرأي المخالف في صورة مكروهة / مرفوضة من الجمهور ويعتمد هذا الأسلوب بشدة على ذكر وقائع أو حقائق استدلالية أو نوادر.. مثل التعميم بأن الإخوان إرهابيين وكل من هم ضد الانقلاب أيضا هم إخوان أو إرهابيين أو خونة وعملاء يقبضون من قطر وتركيا ويتم سرد حكايات مفبركة عن ذلك.. وكل ملتحى ارهابي وكل منقبة ارهابية وهكذا. * الاستشهادات : هو استخدام الاقتباسات اللفظية سواء كان كاملا أو مقتطع أو سواء كان في محله أو غير محله بهدف تعضدي/ نقد فكرة أو هدف أو حدث أو شخص معين ويعتمد هذا على سمعة ومصداقية المنقول عنه للتدليل على قوة الاقتباس وصلاحيته للموقف.. واشهر تطبيقات هذا النموذج الاستشهاد بالخرباوى والهلباوي بوصفهما اخوانيان "تائبان". * الربط : هو إسقاط صفات إيجابية أو سلبية على فرد أو مجموعة أو قيمة معين ويهدف إلى استثارة الرأي العام تجاهه سلبا أو إيجابا.. مثل القول بأن السيسي تربي تربية عسكرية فيها انضباط والتزام أما مرسي فتربي على العمل السري وأكل الفتة والتهليب والشحاذة!! * الفروض الغير معلنة : يستخدم هذا الأسلوب عند عدم الرغبة في التصريح بالسبب خوفا من فقدانه مصداقيته إذا ذكر بصراحة في هذه الحالة يفترض وجود هذا المبدأ / السبب بشكل غير مباشر أو ضمني في الرسالة. * ألفاظ الفضيلة / الوعظ : استخدام ألفاظ ذات مضمون إيجابي في منظومة القيم الخاصة بالجمهور عند الرغبة في نشر صورة إيجابية عن فكرة ما.. مثل إسباغ الفضيلة على شيخ الأزهر وكل من أيدوا الانقلاب. * تسمية الأشياء بغير مسمياتها : بما أن وسائل الإعلام تمسك اليوم بزمام الرأي العام وتعمل على توجيهه وصياغته على النحو الذي تريد، فإن ذلك يستتبع بالبداهة تحكمها في المفاهيم والمصطلحات التي تتداولها وتسعى لتدويلها بين الناس، إذ تتجنب غالباً التعرض المباشر للقضايا التي ترغب في تحويرها أو تغييرها، وإنما تعمل على إعادة صياغتها بلغة جديدة تتناسب مع سياساتها وبثها بين الناس الذي يتقبلونها لا شعورياً على المدى الطويل.. فالبلطجية الذين تستخدمهم الشرطة لقتل المتظاهرين هم مواطنون شرفاء , والمظاهرات الشعبية هى مظاهرات مسلحة, واى رأى مخالف لما تنادى به هو رأى ارهابى وهكذا. * الاعتماد على الأرقام والإحصائيات ونتائج الاستفتاء: وهذا الأسلوب يضفي الكثير من المصداقية على الخبر المراد ترويجه، إذ تعمد وسائل الإعلام .. ولكى تقوم الآلة الدعائية للانقلاب باستخدام هذا التكنيك راحت تدعى وجود مؤسسات أصدرت إحصاءات ما , حيث نسبت إلى شركة جوجل العملاقة إصدارها بيانا يفيد أن من تظاهروا في ميدان التحرير 33 مليون وراح إعلاميوها يروجون تلك الكذبة بلا ملل حتى راحت جوجل تكذب ما نسب إليها .. علما بأن ميدان التحرير لا يتسع إلا لنحو 800 ألف شخص فقط بكل الشوارع المحيط به بحسب مقاييس جوجل ايرث , فضلا عن ان سكان القاهرة ألكبري الممتدة من مدينة أكتوبر إلى بدر ومايو الى الخانكة والقناطر لا يزيد عددهم عن 12 مليون نسمة. * عدم التعرض للأفكار السائدة : يؤكد الباحثون في مجال الدعاية على ضرورة تجنب الصدام مع المتلقي، حيث فشلت الكثير من المحاولات السابقة في فرض بعض التوجهات والآراء على الرأي العام عنوة، المدهش ان هذا التكنيك تم تجاهله كلية لأن تطبيقه يعنى تجاهل كل التكنيكات السابقة .. وعلى النقيض عمدت الدعاية العسكرية فرض وجهة نظرها فيما حدث بالقوة.. وهذا ما سبب رفضا ظاهرا ومكبوتا واسعا لها. * التظاهر بمنح فرص الحوار والتعبير عن الرأي لجميع الاتجاهات: مع أن الحرية الفكرية أمر محمود ومطلوب في كل المجتمعات، إلا أن هذه الدعوى قد تبدو كلمة حق أريد بها باطل، حيث يمنح أصحاب الآراء والتوجهات الشاذة فرصة الظهور على مسرح الأحداث وكأنهم أصحاب تيار حقيقي كامل، يملك الحق في الوجود والتعايش مع الآخرين، وهذا النمط شاهدناه في دعاة الإلحاد والبلاك بلوك والاحتفاء بهم للتجهيز للانقلاب مع كسب تعاطف المتلقي عبر تقديم هذه التوجهات العنفية الغريبة في صورة عاطفية تداعب الأحاسيس، بدلا من طرحها كعمل غير ديمقراطى للتغيير. * التأكيد بدلاً من المناقشة والبرهنة : بالرغم من تساهل وسائل الإعلام مع أصحاب الآراء الشاذة في عرض وجهات نظرها، إلا أنها غالباً ما تغفل الآراء التي لا تتفق مع مصالحها بشكل شبه تام، فتقدم وجهات نظرها على أنها من المسلمات التي يتفق عليها الجميع دون نقاش، وتتجنب حتى الرد على الرأي الآخر خشية تسليط الضوء عليه والمساعدة على انتشاره بلفت الأنظار إليه. . وهو ما جعل الاعلام المصري برأى واحد. * عدم التعرض للقضايا الحساسة * امتداداً لما سبق، فإن الإعلام الموجه يتجنب غالباً التعرض للقضايا المثيرة للخلاف، بل يتجاوزها إلى ما هو أبعد منها ليتعامل مع الواقع من حيث هو، مما يؤدي لا شعورياً إلى ترسيخ هذا الواقع في وجدان المتلقي إلى درجة التعايش معه وتقبله دون التساؤل عن صحته وحقه أصلاً في الوجود فضلاً عن الاستمرار , ومن أهمها إغفال حقيقة دولة الكيان الصهيوني واغتصابها للأرض والمقدسات، والتعامل معها على أنها دولة موجودة على أرض الواقع وتملك كافة مقومات الوجود، دون التعرض لحقيقة قيامها المصطنع، وكذلك التعامل مع الانقلاب وخيانة الإخوان لمصر كمسلمات. * إثارة الغرائز وادعاء إشباعها : لعل إثارة الغرائز في وسائل الإعلام هي من أكثر الأساليب وضوحاً لدى المتلقي، مثل القول بانتا بحاجة الى "الاستقرار وتوقف المظاهرات " من أجل "بناء مصر الجديدة .. مصر الرخاء.. ايجاد فرص عمل للشباب المتعطلين عن العمل وإيجاد مساكن لهم كي يتزوجوا وينجبوا مصريين جدد".