هذا كان الشعار الذي حمله شباب مغاربة ينضوون لجمعية مغاربة ونفتخر من اجل مكافحة الشغب المتفشي في الملاعب على خلفية الأحداث المأساوية التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء أثناء مباراة فريق الجيش الملكي بفريق الرجاء البيضاوي. بإمكانيات متواضعة وبدون تلقي أي دعم أو مساندة، ولكن بحب قوي لهذا الوطن وإيمان راسخ بأن التغيير يبدأ بتغيير النفس أولا، استطاع هؤلاء الشباب أن يصنعوا ما لم يصنعه الكبار... صمموا وصنعوا قبعات وقمصانا تحمل شعار "لا للشغب"، أتموا آخر الترتيبات بأنفسهم وكانوا يعملون وكأنهم خلية نحل متكاملة وصمموا أيضا لافتات تضم عبارات ترمي لمكافحة الشغب... لأنهم لا يتوفرون على مقر خاص فقد كانت لقاءاتهم في الأماكن العامة، ولم تمنعهم برودة الطقس ولا بعد مسافة سكن بعضهم من أن يجتمعوا ليتموا اللمسات الأخيرة وفي يوم الديربي بين الرجاء والوداد البيضاويين كانوا في الموعد جميعا، وزعوا القمصان والقبعات وحملوا اللافتات لمحاربة تفشي ظاهرة العنف في الملاعب وخارجها والتي تودي أحيانا بحياة البعض ممن يأتي ليكون مجرد متفرج فيصبح نعشا محمولا على الأكتاف... الرياضة تهذيب وأخلاق وهي أخلاق هؤلاء الشباب العالية وحبهم الكبير لوطنهم ورغبتهم في تقدمه من جعلتهم يبادرون بما لم تفكر فيه المؤسسات قديمة العهد ولا حتى المنظمات التابعة للدولة، مؤسسات تهوى الشعارات، أما هم فقد تجاوزوا الشعارات ليبادروا بالعمل... في حديث مع السكرتير العام للجمعية، اخبرني بكل حماس أنهم حينما يعملون من اجل الوطن لا ينتظرون أن يهبهم الوطن مقابلا، إنها روح الوطنية الحقيقية نمت وترعرعت في شباب هم أمل المغرب ومفخرة ترابه ولكن ألا يستحقون منا الدعم والتشجيع؟؟؟ فإلى كل من يملك زمام الأمر، هؤلاء من يستحقون أن تمدوا لهم أيديكم لأنهم يحاولون بناء ركائز لوطن عظيم...