بين ثورة الياسمين وثورة الفل هرب دكتاتور تونس مثل اللص ولا زال دكتاتور مصر ملتصق بالكرسي الذي جعله من أكبر أغنياء العالم بقوت فقراء مصر. بل الأكثر من ذلك يدًّعي خدمة مصر وشعبها في خطابه،ويُرسل مجرمين مدرًّبين إلى ميدان التحرير يزعمون محبة "الراييس" ويقتلون أحرار مصر ويُشعلون نار الفتنة حتى يرجع المطالبون برحيل عميل إسرائيل إلى بيوتهم طلبا للأمن والأمان من نظام تحبه إسرائيل وأمريكا . على ذكر الولاياتالمتحدةالأمريكية فهي تطبق سياسة الأكل مع الذئب والبكاء مع الراعي، توجِّه المنطقة العربية من البيت الأبيض عن طريق حُكام تمت برمجتهم على الساعة الأمريكية يجوِّعوا وينهبوا شعوبهم ويزجوا بالأحرار في سجون الفساد بتهم ملفقة واكبر دليل على ذلك الثروة التي فرَّ بها ديكتاتور قرطاج والثروة التي يملكها دكتاتور النيل وثروات حكام العرب التي تعلمها أمريكا والبنوك الغربية فقط. فمُبارك أوباما يعلم أن مصلحة إسرائيل مع مُبارك حسني في الخفاء طبعًا ويخاطب الشعب المصري من بيته الأبيض من واشنطن أنه يتفهم ثورته وأن صوته قد وصل ويدعو النظام المصري إلى انتقال سلس للسلطة ما معنى انتقال سلس للسلطة؟ أي انه إذا كان ولا بد من الرحيل حتى تهدأ العاصفة فليرحل مُبارك حسني ويأتي مُبارك آخر بنفس المواصفات يُبارك سياسة إسرائيل في الأراضي المحتلة ويحاصر قطاع غزة من الجنوب ويسد الأنفاق الوسيلة الوحيدة لفلسطيني القطاع للأكل والشرب ولما لا قطع الهواء عنهم ولكن الله أكبر فوق كل كبير . هنا تظهر المفارقة العجيبة عندما اختار الشعب الفلسطيني في القطاع حركة حماس لتمثيله في البلديات والمجلس التشريعي الفلسطيني لمحاربة فساد السلطة ومتاجرتها بقضية فلسطين والقدس واللاجئين حاصرته أمريكا وإسرائيل وجعلوا من قطاع غزة سجن كبير وساندهم في ذلك فرعون مصر عقابا لهم على الديمقراطية التي تدًّعي أمريكا دعمها في العالم . أسقطت صدام حسين في العراق وأعدمته ليس لأنه كان يملك أسلحة الدمار الشامل ولكنه القائد العربي الوحيد الذي أزعج إسرائيل وأمنها بصواريخ من بغداد إلى تل أبيب في حرب الخليج. فهل كانت أمريكا نائمة عندما كان نظام صدام حسين ينكِّل ويقتل العراقيين ،لا وألف لا فأمريكا أعطت تفويضا للأنظمة العربية أن تفعل بشعوبها ما تشاء إلا أن تفكر في شيء اسمه القضية الفلسطينية ومُعاداة إسرائيل . الولاياتالمتحدةالأمريكية تخاف من كل شخص أو جماعة أو حركة تشتم فيها رائحة الإسلام فهي تخاف أن تتحول ثورة مصر إلى ثورة إسلامية تأتي بحاكم مسلم يخدم شعبه وقضايا أمته العربية والإسلامية آنذاك ستكون إسرائيل محاصرة بين إيران غربا ولبنان شمالا أي حزب الله ومصر جنوبا والحركات الإسلامية الفلسطينية من داخل فلسطين . نتمنى ذلك وما ذلك على الله بعزيز. أما في تونس رحل بن علي وبقي "بنعليات" إن صح التعبير ، فأزلام نظام بن علي استولوا على السلطة وأصبحوا يتحدثون عن التغييرات والإصلاحات السياسية والدستورية ، أين كانوا عندما كانوا تحت سيطرة ولي نعمتهم ؟ إنهم البطانة الفاسدة التي أفسدت الحكم ولا تزال تفسده سيصنعون ديكتاتورا آخر يكبر يوما بعد يوم على حساب فقراء تونس ولن يتكرر سيناريو محمد البوعزيزي إلا بعد قرن أو نصف قرن من الزمن وسيُخْرِج الفيلم ديكتاتور آخر أسوء من سابقيه. فالثورة التي لا تسحق الفساد والمفسدين تبقى ناقصة لذلك أطلقوا عليها أسماء الورد "الفل والياسمين" فلتكن ثورتكم يا عرب ثورة الشوك والحنظل . عبد الغاني مهدي