لحمام لزعر ميزات كثيرة جعلته المفضل عند الكثيرات عن الحمامات الأخرى، مثل حمام الهاشمي وحمام الميلود الموجودان بحي الطوبة "الدَّخلاني". أولاها أن الأغلبية من الشريحة الاجتماعية نفسها فلا تحسبالدونية عندما يُطّلع على ملابسك الداخلية المرقعة أوالمهترئة وفوطتك الحائلة. ثم قربه،خاصة بالنسبة للفتيات فميزته الأساسية عندهن أنهن يستطعن القدوم إليه عبر الأزقة الضيقة بالصنادل البلاستيكية وبملابسهن المنزلية اللامتناسقة أوالقديمة، أو المزركشة بأنواع المأكولات وفوق ذلك بأسطلهن المعدنية، لأنهن يعتقدن جازمات بأن الحضارة توجد هناك "شق (بالجيم الجافة) سبيكة" كما أنهن شبه متأكدات أنهن لن يضبطن ،على هذه الحالة المزرية، من لدن زملاء وزميلات الفصل الدراسي فيصبحن مادة دسمة لتهكمهم وتهكمهن. زيادة على هذه الفضائل الكثيرة التي لاتخفى على كل متحمم ومتحممة هناك اتساعه ،إذ يحتوي على ثلاث غرف كبيرة للغسل؛ الباردة والمتوسطة والحامية،وغرفتان كبيرتان لارتداء الملابس أرضا بعد فرشها بالملابس المتسخة، وفناء واسع زين بقبة مرتفعة ذات نوافذ ملونة تسمح بدخول الضوء وأشعة الشمس مخصص لراحة "السخفانات" وتبادل الحك بين المتحممات اللواتي لا تستطعن تأدية أجرة "الطيابات".وفيه كانت تتم اللقاءات بين الصديقات وتحلو "الشياخات" بين السيدات بدءا بأمورهن الحياتية اليومية العادية إلى أكثرها خصوصية، نشْتَمّ ذلك ،نحن الصغار، عندما تخفت أصواتهن ولانستطيع التقاط ولو كلمة...أوحرف لفهم فحوى الموضوع الغامض ،المثير. أما" تْحَنْتير" في "لَعْرايْسات" و"لَعْجَايزات" والأساتذة والأستاذات فيتم علانية ودونما تحفظ كبير.ويجنح الأطفال الأكثر براءة للهو والتزحلق في غفلة من الأم الغارقة في الحديث الشهي. أما الصراصير و القملات الشاردات فتجدها متسكعة بين الرزم دون حسيب أورقيب..و دونما خوف أو وجل فلا أحد له الوقت أوالهمة لقتلها. وميزة أخرى لا تقل أهمية عما ذكرنا، وهي منة تحفظها نساء الطوبة ورجاله للحاج لزعر، رحمه الله، إذ يقال أنه تبرع بالغسل المجاني على الأطفال جميعهم.لعله بعمله الخيري هذا كان يشجعهم على الولادات مادامت "التحميمة" على الأقل"باطل" ... فجأة تتغير حركة الحمام فالكل واقف ينظر تجاه الباب... _هل جاءت عروس ما؟ _ لا أظن...وأين الشموع والزغاريد؟ _ علاش الطيابات يْبَانُو يْبَيْنُو حْدَاكَتْهُمْ؟