خروج شعب ما إلى الشارع للاحتجاج يعني أن آخر مكتسباته قد مست من طرف النظام الحاكم, وان ضربة السكين قد وصلت للعظم,خصوصا وان الشعوب العربية صبورة أكثر من الإبل. فخروج الشعب في مظاهرات للاحتجاج يكون إما ضد غلاء الأسعار,أو مس أبسط حقوقه "الدستورية" ولو أن جل الدساتير العربية هي لضمان حقوق الحاكم . والمواطن العربي يتخلى عن طواعية عن المشاركة في الحكم ويتمسك بأبسط حق كوني هو العيش الكريم بين جدران الوطن هذا الحق يداس بواسطة الأجهزة القمعية للأنظمة الظالمة . في الجزائر كما في تونس 'قتل المواطن العربي بالرصاص الحي لأنه أراد أن يقول كفى, كفى زورا كفى ظلما كفى دوسا على الكرامة وعلى آخر حق من حقوقي كفى اغتناءا على حساب الضعفاء, فأوطاننا العربية مليئة بالخيرات التي تكفي شعوبها عشرات السنين وتكفيها شر هجرة الأوطان. آنذاك تنزل الأجهزة القمعية الفاسدة بكل ألوانها لكتم أصوات الأحرار ودفنها قبل انتقال العدوى وخروج الملايين إلى الشوارع لان هذه الأنظمة تعلم علم اليقين أن خروج شعب ما للاحتجاج وهو يؤمن بقضية ما لن توقفه الجيوش والدبابات. فهل قدر الشعوب العربية أن تعيش مكتومة الأنفاس؟ أليس من حق المواطن العربي الاحتجاج؟ ألا يستحق المواطن العربي العيش بكرامة؟ ألا يستحق المواطن العربي حكاما يحترمونه؟ إن سياسة القمع والحرمان من كل شيء حتى يرضى المواطن بلا شيء وتكميم الأفواه والدوس على الحقوق والكرامة الإنسانية والزج بالأحرار في السجون أو دفعهم إلى الهجرة كلها ظلمات ستنمحي بنور الحق والصادقين من امة محمد عليه أزكى الصلاة والسلام. " إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ" عبد الغاني مهدي