دعوة الحكومة المغربية إلى مسيرات شعبية تؤطرها هي وتحدد لها أهدافها ووقتها ، وتنفض الجموع من غير مواجهات أو ضحايا أو معتقلين ، شيء جميل ويستحق التنويه . لأن هذه المسيرات تكون وفق أجندة وسياق معروف فيتم توجيه المواطنين بشكل يخدم النتائج المتوخاةومن أجل ذلك يتم حشد وسائل الإعلام بكل أصنافها من أجل التطبيل بنجاح المهمة ووصول أهدافها . فمثلا مسيرة الدارالبيضاء الأخيرة كانت مليونية وضد وسائل الإعلام الاسبانية والحزب الشعبي اليميني العنصري،حسنا مرت المسيرة وعاد المواطنون إلى مدنهم وقراهم ، ليظهر بعد أسبوعين من المسيرة على الساحة الإعلامية الوطنية حزبين مغربيين يتبادلان الاتهامات حول من يتحمل المسؤولية فيما جرى بمدينة العيون والأحداث المأساوية التي لحقته . الآن هناك لجنة تحقيق فيما جرى علينا الانتظار حتى تنتهي من عملها لتحديد المسؤوليات وإبلاغها للرأي العام الوطني بكل شفافية ومصداقية وعدم الخوف من خصوم الوحدة الترابية في الخارج لأن نباحهم لا يعنينا إن كانت قافلتنا تسير على السكة الصحيحة . والأهم عند من يملك ذرة واحدة من الوطنية هو فضح أعداء الوحدة الترابية في الداخل ومرتزقة الداخل وخونة الداخل كيفما كانت مسؤولياتهم ومراكزهم . فمن العيب توجيه السهام والقذائف تجاه دول وأحزاب أخرى لسنا ملزمين بإعطائها توضيحات فيما يجري على أرضنا . وفي سياق المسيرات الشعبية الموجهة ماذا لو دعت الحكومة المغربية إلى مسيرة شعبية للاحتجاج ضدها؟؟؟ ضد البطالة، ضد الفقر، ضد تدني الخدمات الصحية وتحويل المستشفيات العمومية إلى ما يشبه مصحات في ملك الدولة، ضد تدني مستوى التعليم، ضد غلاء الأسعار وتجميد الأجور، ضد الفوارق الطبقية، ضد سرقة المال العام وعدم المحاسبة، ضد الرشوة ، ضد الظلم ، ضد تهميش الكفاءات ، ضد تشجيع الرأسماليين على حساب الطبقات الكادحة وهضم حقوقها، ضد المسئولين الانتفاعيين والوصوليين الذين من أجل مصالحهم يمكنهم استغفال أو سحق أولاد الشعب للوصول إليها وضد....... وهنا اترك فراغ لكل مواطن لكتابة احتجاجه . إذا تحقق هذا المطلب أظن أن مدينة في حجم الدارالبيضاء لا تسع الحكومة بعد هذه الدعوة الديمقراطية لهذه المسيرة والكل سيتوجه إلى الدارالبيضاء للمشاركة والحضور من غير خوف من (الزرواطة) أو الاعتقال والمحاكمة . من سيغيب هم وزراء الحكومة والأمناء العامون للأحزاب السياسية الذين ألفناهم دائما في مقدمة المسيرات الموجهة لإعطاء تصريحاتهم . وعليهم متابعة المسيرة عن بعد لمعرفة حجم المسؤولية التي على عاتقهم وحجم المطالب والحقوق التي ضاعت من أصحابها. عبد الغاني مهدي من اسبانيا