لقد تحملت مصر عقودا سوداء من الاستبداد بالحكم وتكميم الأفواه وتهميش الشعب المصرى وإقصاء أبنائه من الشاركة فى تقرير مصائرهم ففقد المصريون انتماءهم للوطن وحماسهم للمشاركة فى معاركه، وصار الموت غرقا فى بحار غريبة أهون على المصرى من العيش فى الجحيم الذى أشعله الحزب الوطنى على أرض مصر .ولما كانت حرائق العدوان قد طالت حزب الوفد العريق وكادت تعصف بوجوده مما دفع بعض أبنائه إلى تجميد دماء الممارسة السياسية فى عروقه – اعتقادا منهم بأن ذلك قد يحمى الحزب من غضب النظام وبطشه – إلا أن انتخابات رئاسة الحزب أذابت الجليد فتدفقت دماء الحماسة ليس فى عروق الوفديين فحسب بل فى عروق الأمة المصرية بأسرها ، فنهضت تلك الأمة العظيمة ترفع رأسها وعيناها على الوفد تفيض أملا ورجاءا .. ولما جاء القرار التاريخى بانسحاب الوفد من مهزلة الانتخابات التشريعية لعام 2010 والتى سيسجلها التاريخ فى أحلك صفحاته سوادا وشؤما ، لم تعد الردة إلى ما قبل 2 ديسمبر 2010 ممكنة ولم يعد مقبولا أن يعود الوفد إلى غيبوبته مرة أخرى بعد أن نهض نهوض الأقوياء وعاد إلى سيرته الأولى متمثلا أمجاد ثورة 1919 المجيدة وباعثا من جديد نضال سعد زغلول ورفاقه من أجل الاستقلال والدستور وهما المطلبان اللذان لم ينلهما المصريون حتى الآن . وهو ما دفع نخبة من شباب الوفد الشرفاء إلى تشكيل اتحاد نهضة الوفد إيذانا ببدء بعث جديد للوفد القديم ، الوفد كما عرفناه منحازا للشعب المصرى ومعبرا عن آماله وطموحاته ومدافعا عن حقوقه فى مواجهة السراى والاحتلال الانجليزى ، ولأن الحال فى مصر الآن لا يختلف كثيرا عن حالها فى مارس 1919 و حالها فى يوليو 1952 بل إن الأوضاع قد صارت أسوأ فقد عقدنا العزم على النهوض لإصلاح الوفد من الداخل ليكون جديرا بقيادة الأمة المصرية العظمى فى كفاحها النبيل ضد الاحتلال الداخلى والخارجى ونهيب بجميع الشرفاء والأحرار من أبناء هذا الوطن للانضمام إلينا فى مسيرة الخلاص متمثلين شعار الوفد للوفديين ومصر للمصريين آملين أن يبارك الشعب مسيرتنا وأن يسدد الله خطانا . الله .. الوطن .. الوفد المؤسسون ميادة مدحت – خالد البوهى – وائل طوى