القنوات الفضائية العربية ، هل هي لخدمة الرسالة المحمدية أم لتحقيق الأرباح المادية ؟ا السؤال ، يكتسي مشروعيته ، من وجهة نظري ، على الأقل ، من الحروب الخفية والمعلنة، في أوروبا ، أمريكا و أستراليا ، على الإسلام والمنتسبين إليه وفي زمن تصاعدت فيه ، وتيرة الهجمات العنصرية ، الحاقدة على الإسلام والقرآن ،بحيث لا تكاد تمر مناسبة ، دون أن تمطرنا ، وكالات الأنباء العالمية ، وبكل اللغات الحية ،بآخر أخبار الاعتداءات التي تطال كتاب الأمة و الرسول (ص)، باسم حرية التعبير والتفكير . وما الضجة الإعلامية العالمية ، التي كان من ورائها، قبل أيام ، قس مفلس من فلوريدا ، والذي أعلن ، عن رغبته في حرق نسخ من القرآن الكريم ،أمام الملأ ، على هامش الذكرى التاسعة ، لتفجيرات برجي مركز التجارة العالمي 2001 ، والرغبة المتوحشة التي سرعان ما تراجع عنها ساعات ، قبل حلول الذكرى ، بضغط من الكثير من الجهات الدولية ، التي رأت في تصرفه الحماقة والرعونة و جهل فضيع بالقرآن وبالإسلام ، ما هو إلا وجه من الأوجه المتعددة ، التي يتعرض إليها المسلمون والإسلام ، من تشويه وتحرش ، سواء في هولندا ، عن طريق المخرج الهولندي ، الباحث عن الشهرة " فيلدز "، صاحب فيلم " فتنة " أو النائبة الصومالية ، التي تكيل السباب والشتم ، بمناسبة وبدونها ، للإسلام والمسلمين ، حبا في النجومية و المال أو في الدانمرك ، على يد الرسام الكاريكاتوري ، الذي حظي بالاعتراف والتكريم ، من طرف ألمانيا ، قبل 3 أيام ، أو الحرب على المآذن ، في سويسرا و بلجيكا وفرنسا التي لا تتوانى ، إلى جانب ذلك ، في إعلان الحرب على الحجاب والبرقع وسن قوانين صارمة ، ضد انتشاره ، بين صفوف المهاجرات ، الظاهرة التي امتدت إلى الكثير من الدول ككندا ، أمريكا ، ألمانيا و أستراليا ، حيث ترتفع نسبة الناطقين بالشهادتين والداخلين إلى الإسلام ، عن قناعة و اقتناع . حرب دينية ، بلا هوادة ، حامية الوطيس ، امتد لهيبها إلى الصورة ، عبر السينما و التلفزيون ، وكل الأشكال التعبيرية ، التي من شأنها تكريس الصورة النمطية ،عن الإسلام باعتباره دين القمع والقتل والديكتاتورية والمسلمين،باعتبارهم إرهابيين ومتخلفين وأغبياء . وأنهم السبب المباشر ، في الأزمة الاقتصادية العالمية وانتشار ظاهرة البطالة في العديد من البلدان ، وأنهم غير مؤهلين ، للاندماج في بلاد المجتمعات الغربية ، وغيرها من المغالطات والأكاذيب ، التي يستخدمون فيها ، كل الأسلحة المرئية واللامرئية ، للحد من ظاهرة انتشار معتنقي الإسلام ، في صفوف أبناء جلدتهم و الراغبين في الخلاص ، من وهم الحضارة الزائفة ، إلى حيث جوهر الإسلام و رحابة أفقه . و لأن الحاقدين على الإسلام والمسلمين ، يعتمدون ، بالدرجة الأولى من حيث وسائل حربهم ، على الرسول (ص) و القرآن العظيم ، على الصورة ، فهل قواتنا العربية والدينية ، على وجه الخصوص ،ك" الناس ، إقرأ ، الرحمة ، الرسالة ، " وغيرها من القنوات العربية ، لديها البرامج الدينية ، الكفيلة بتقريب الصورة الحقيقية ، عن الإسلام والمسلمين ، لغير الناطقين باللغة العربية ، للتعريف بسماحة الإسلام ورحابة صدره ، في إسعاد خلق الله ، الدين تاهوا بين حبهم للدنيا وعشقهم للمال وتعلقهم بالسعادة الزائفة ، بعيدا عن روح القرآن والرسالة المحمدية ؟ا . أم ، أنها قنوات ، لا هم لها إلا الربح المادي ، وإصدار فتاوى شاذة كإرضاع الكبير ، زواج الرضيعة ، تناول الأدوية بلا ماء ، في نهار رمضان و التحدث بما لا يفيد مستقبل شباب الأمة ، دون أن تصل رسالتهم ، لمن يهمهم الأمر ، بأوروبا وأمريكا ؟ا لأن ،المتتبع ، للقنوات الفضائية العربية ، ذات المنحى الديني ، بالأساس ، سيجدها أنها قنوات ، لا تختلف عن قنوات الغناء والرقص والأفلام و المسلسلات ، من حيث عدد الوصلات الإشهارية ، إن لم تزد عنها قليلا و كذا في البحث عن المزيد من الرسائل الهاتفية القصيرة ، وعن زبائن مفترضين ، للكثير من الإعلانات القصيرة ، التي تمر أسفل الشاشة ، والتي تكاد تتقارب في تخصصها ، من حيث علاج حالات " العقم ، ضعف الانتصاب والخصوبة "، في تساقط الشعر ، في الطب البديل ، في بيع الأعشاب الطبيعية ، في الرقية الشرعية وغيرها من الأنشطة التجارية ، التي تمرر ، تحت غطاء ديني ، على امتداد ساعات البث . في حين ، أن الهدف الذي أسست من أجله ، في زمن الحرب على الإسلام و القرآن ،هو خدمة الرسالة المحمدية ونشر القيم الإسلامية وليس فقط ، تمرير خطاب سلفي ، يدغدغ عواطف ومشاعر المشاهدين ، دون عقولهم ، بل بالأحرى ، أن تصل رسالتهم إلى الأجانب والغربيين ، الدين يجهلون الشيء الكثير ، عن القرآن والإسلام ، في زمن تعددت فيه القنوات الدينية ، وازداد فيه عدد الشيوخ ، الأئمة والدعاة ، دون أن يجدوا القدرة على التصدي ، للهجمات المعادية ، للإسلام والمسلمين والتي لم تزدد إلا حدة وتأججا ، في عز حضورهم ، عبر الساتل و الأقمار الصناعية .