أعطى التطور التكنولوجي للحرب مفهوما جديدا و أبعادا خطيرة ، حيث تعددت الجبهات و تنوعت ، و أصبحت تندلع حروب ضارية عندما تصمت المدافع و البنادق ، و لعل هذا ما يقرفه المغرب حاليا في صراعه مع الانفصاليين الصحراويين المنضوين تحت لواء جمهورية مزعومة و خيالية بقيادة ما يسمى " جبهة البوليساريو " المقترفة لجرائم حرب و أخرى انسانية متمثلة في احتجاز مجموعة من المغاربة بتندوف أو مخيمات العار,الصراع اتخذ صبغة إلكترونية ، و يمكن أن نقول إن حربا الكترونية اندلعت بين المغرب و الانفصاليين منذ أكثر من سنة و يبدو أن المغرب وجه ضربات موجعة للانفصاليين مند أن اخترق موقع وكالة أنباء الجمهورية الوهمية سنة 2009 حيث تمكن قراصنة، وصفوا نفسهم باسم "طاقم حماية المغرب"، من اختراق الموقع، فتم إلغاء صفحته الرئيسية المعتادة وتعويضها بصفحة أخرى تحتوي على النشيد الوطني المغربي وخمس صور: الأولى لمحمد الخامس والثانية للحسن الثاني والثالثة لمحمد السادس، بالإضافة إلى صورة لمتطوعي المسيرة الخضراء، وصورة أخرى تبرز شعار القوات المسلحة الملكية. كما تم وضع أربع رسائل في الموقع: الأولى موجهة إلى المحتجزين في مخيمات تندوف، والثانية إلى جبهة البوليساريو والثالثة إلى الرئيس بوتفليقة ، أما الرسالة الرابعة فموجهة إلى أميناتو حيدر وقد تم وضع، في أسفل الصفحة، قسم المسيرة الذي كتب باللون الأخضر..خلال السنتين 2009 و 2010 تم تدمير أكثر من 500 موقع إلكتروني مؤيد لما يسمى البوليساريو، و قد تأكدت جدية المغاربة في خوض هذه الحرب ، و لعل هذا ما نلمسه في ما حدث للموقع الرسمي لجبهة الانفصاليين أو ما يسمى سهوا بحكومة الجمهورية الصحراوية الديمقراطية حيث تمت قرصنته خلال الأيام القليلة الأخيرة،ووضع مكانه الموقع الرسمي للكوركاس،و أصبح من المستحيل الولوج إليه إذ كلما نقرنا على عنوان الموقع الرسمي للجبهة المزعومة إلا و تظهر صفحة الاستقبال لموقع الكوركاس