ضمن الإصلاحات التي شهدتها مدينة وجدة ولا زالت تشهدها تزيين دروب و أزقة سوق "الذهايبية" بالزليج و كذا بالخشب المزخرف الذي غطى السوق و جعله أبهى سوق بالمدينة إنجاز تم على وجه السرعة حتى يطلع عليه صاحب الجلالة في أثناء زيارته لمدينة وجدة ، إلا أن السرعة في إنجاز قد تكون نتائجها وخيمة و أحيانا لا قدر الله كارثية ، و هذا ما قد يتسبب فيه الخشب الذي زين به سقف السوق وهو خشب سريع الاحتراق خاصة وأن الدكاكين بالسوق تتوفر على ما يسمونه "السدة" أو الطابق العلوي للمحل يتخذونه مخزنا لسلعهم أو مكانا إضافيا للعمل خاصة بالنسبة للخياطة الدين قد يستعملون وسائل خطيرة مثل المكواة، كما أن الطوابق العلوية تتوفر على نوافذ تهوية ، بعضها يلتصق التصاقا تاما بالسقف الخشبي ،مما يرفع من نسبة وقوع حريق قد تترتب عنه نتائج كارثية من هنا لابد من التفكير في وسائل الوقاية للحفاظ على قوت عدد لا يستهان به من التجار و لضمان سلامة المرتادين على السوق خاصة و أنه يعرف نشاطا كبيرا خلال فصل الصيف. اتصلنا بالتجار و المهنيين لنستقي آراءهم حول خطورة الخشب الموضوع كسقف ،مواقفهم كانت مختلفة و هم يدركون جيدا خطورة الوضع و لكنهم استغلوا تواجدنا معهم ليتحدثوا عن "الشمتة" التي وقعوا فيها خلال الإصلاحات السابقة بالسوق فقد خذلوا بوعود كاذبة جعلت كل واحد منهم ينفق أكثر من 3 ملايين سنتيم من ماله الخاص , القصة هي أنه عندما أرادت الولاية مباشرة إعادة تهيئة سوق الذهايبية بوجدة طلبت من أصحاب المحلات القيام بإصلاحات شاملة بمحلاتهم فارضة عليهم نوع الرخام الواجب استعماله و لونه و كذا نوع بوابة المحل و هذه الإصلاحات تكلف3 ملايين سنتيم ينفقها صاحب المحل مقابل وعد من طرف الولاية بأن تتكفل بإرجاع المبلغ المتفق عليه لكل أصحاب الدكاكين بعد نهاية الأشغال بمحلاتهم . هكذا بدأت القصة ، فانطلق أصحاب المحلات في ترميم محلاتهم و إعادة إصلاحها وفي ظنهم أنهم سيتوصلون ب 3 ملايين سنتيم كما وعدهم الوالي السابق ، انتهت الأشغال حسب مواصفات السيد الوالي السابق ، مرت أيام قليلة لتحل الصدمة بالمهنيين و التجار حيث أرسل إليهم الميساج التالي : "راه السي الوالي و الولاية صاوبولنا السوق بالزليج و الخشب، راه خصنا نشكروا السي الوالي و هاد الشي اللي درناه فحوانتنا خليوه من جيبكم..." ، الولاية تنكرت لوعودها مع العلم أن هناك من المهنيين كالخياطين من وقع على سلف لإنجاز ما طلبه السيد الوالي السابق ، رحل و تركهم يجترون معاناتهم و أضاف بعض التجار أن الوالي السابق لم يمتعهم حتى بالزيارة بعد انتهاء الأشغال بعد أن كان يطلع يوميا على تقدم الأشغال.