هنا سأسرد للشعب المغربي وقائع حية من داخل المستشفيات حينما كنت مراسلا لجريدة الأحداث المغربية سنة 1994م، حيث بدأت مشواري الصحفي الأول في مهنة المتاعب. كنت أتنقل بين عدة مستشفيات عمومية وخاصة المتواجدة بالدارالبيضاء وأزمور، فهكذا كانت المشاهد الحزينة والفظيعة التي ألمت قلبي وأبكت أعيني وخلقت في نفسي كره المسؤولين عن هذا المرفق الحيوي والضروري لصحة المواطن المغربي، ففي العديد من الأيام، كنت أقف بجانب باب المستشفى بإبن مسيك سيدي عثمان، حيث أرى إمرأة في وضعية خطيرة بين الحياة والموت، وطفلها الصغير يبلغ من العمرإثنا عشر سنة يرافقها ويستجدي حراس الأمن بإنقاذ أمه من الموت، فيجيبانه : لا يمكن التحاليل والأدوية بالمال، وأنتم فقراء لاتملكون المال، فمستشفيات الدولة ليس للفقراء، وواصل الطفل المسكين البكاء وإرسال نداأت إستغاثة للممرضين والأطباء الذين كانوا يدخلون إلى المستشفى فلاأحد إستجاب له، فبعدها بحوالي عشرين دقيقة ماتت المرأة على أبواب المستشفى المغلقة في وجه الفقراء فسمع عويل الطفل الصغير ودموعه تسيل أنهارا : أماه !أماه ! لقد ماتت أماه، حرام عليكم، لو كنت بدولة اليهود لأسعفوها والله اليهود أفضل منكم. وأسرد لكم حالة أخرى مع العلم أن الحالات المحزنة والمبكية على حال فقراء المغاربة مع المستشفيات كثيرة، إمرأة دخلت لتلد بالمستشفى الكبير بأزمور، فكان لزاما عليها الذهاب إلى مستشفى الجديدة، لكن المستشفى الأكبر لايتوفر حتى على سيارة إسعاف واحدة، فماتت المرأة ومعها الجنين. أخر هذه الحوادث العار بمستشفيات المغرب، نذكر سقوط سقف مستشفى بالخميسات على إمرأة عجوز، مع تسجيل غياب سيارة الإسعاف لنقلها إلى مستشفى إبن سينا بالرباط، هذا ونسجل أن الأدوية المخصصة للشعب المغربي يبيعها أطر المستشفيات من أجل تحقيق الثراء على حساب صحة المواطنين وخاصة بمستشفيات مدينة الرباط. هذا وفي نفس السياق، الرشوة تسود بشكل علني في جميع مستشفيات المغرب بسبب الأجرة الزهيدة لممرضي وممرضات هذه المستشفيات كما تنتشر عوارض وأمراض الأنانية وإنعدام الضمير عند أطباء المغرب، حيث قام أحد الأطباء المشهورين بأخذ مبلغ ضخم لمواطن مغربي من أجل عملية في أصبعه لتصحيح عملية قبلية فاشلة وإزالة الحديد، فعمل له فقط البنج دون جراحة التي لم يقم بها أصلا لأنه عنده مصالح أهم. إنها مشاهد فظيعة تعم مستشفيات المغرب، التي لايستطيع ولوجها فقراء الشعب، في حين بنات ياسمينة الوزيرة يصرفون أموال الشعب في البيرة والجوانات بجزر المالديف الأغلى ثمنا في العالم. فلاداعي للتكرار، ياسمينة بادو، برا الوزارة لاتستحقينها فأنت لم تفلحي في تربية بناتك، فكيف لك بالنجاح في حسن تسيير مستشفيات المملكة وخاصة تسهيل ولوجها لفقراء المغرب الذين هم من يدفعوا الضرائب التي تدفع لك كأجرة شهرية؟ فياملك المغرب، مرة أخرى، الشعب يريد إسقاط بادو، الشعب يريد إسقاط بادو.