تم بعد زوال اليوم بمقر وزال الاتصال، تقديم الكتاب الأبيض لتأهيل الصحافة الإلكترونية في المغرب، في حفل ترأسه وزير الاتصال مصطفى الخلفي، بحضور عبد الوهاب الرامي رئيس اللجنة المكلفة بإعداد الكتاب وباقي أعضائها التسعة متنوعي المشارب، فضلا عن عدد من الصحفيين الإلكترونيين والمهنيين والمهتمين بالموضوع. وكان عنصر حرية الصحافة الإكترونية حاضرا بشدة، سواء في كلمة وزير الاتصال مصطفى الخلفي، أو من خلال ورقة رئيس اللجنة د. عبد الوهاب الرامي التقديمية حول الكتاب. والتي ركز فيها على الأهمية التي تضطلع بها هذه الوسيلة الإعلامية في حياة المواطن المغربي اليوم، خاصة لدى فئة الشباب. واستشهد الرامي بكون 62 بالمائة من المواطنين يستخدمون الأنترنيت اليوم من أجل الإخبار، بعدد يتجاوز 16 مليون نسمة. مشير إلى الوثيرة التصاعدية للمواقع الإلكترونية في بلادنا والتي تجاوز عددها 500 موقع. في نفس السياق قال وزير الاتصال مصطفى الخلفي، في تصريح ل”بوابة صوت بلادي” “أولا ينبغي أن نهنئ أعضاء اللجنة العلمية المشرف على الكتاب وعلى رأسهم الأستاذ عبد الوهاب الرامي، والذين اشتغلوا طيلة سنة من أجل بلورة عناصر خطة وطنية للنهوض بهذا القطاع الواعد في بلادنا. فمن الناحية الكمية 500 موقع إلكتروني، لكن واقع القطاع يحتاج للمواكبة القانونية والتقنية والاقتصادية، كما يحتاج للمواكبة فيما يخص تحديات التكوين على مستوى العنصر البشري”، وأكد الخلفي على “أن ما طرحه الكتاب الأبيض وما سيتم الإعلان عنه، هو أن نتعاون جميعا في إطار احترام استقلالية الصحافة الإلكترونية، من أجل النهوض بهذا القطاع الحيوي”. وأضاف الخلفي “أن العناصر التي تقدم بها الكتاب الأبيض تشكل خطوة متقدمة، أولا في ترجمة ما خلص إليه اللقاء الدراسي لعاشر مارس 2012، ووضع عناصر الخطوات اللازمة للنهوض بالصحافة الإلكترونية التي تعد فاعلا أساسيا في المشهد الإعلامي الوطني، والتي تواجه تحديات على مستوى المحتوى الذي ينبغي أن يواكب التطور الكمي بتطور كفي، كما تواجه تحديات على مستوى النهوض ب”الاحترام الذاتي” بقواعد ذاتية من داخل المهنة لأخلاقيات المهنة، أيضا تواجه الصحافة الإلكترونية تحديات على مستوى تأهيل مواردها البشرية، وتحديات على المستوى التقني”. من جهته اعتبر عبد الوهاب الرامي رئيس اللجنة ” أن الكتاب جاء لتأهيل الصحافة الإلكترونية، من خلال اشتغال لجنة متعددة المشارب من حقوقيين وقانونيين وجامعيين وممارسين مهنيين، على أساس تكامل الخبرات. وهو يشكل أرضية اقتراحيه، من أجل بناء إستراتيجية وطنية للنهوض بالصحافة الإلكترونية الوطنية في المستقبل، ولصناعة المحتوى والتكوين فيها، فضلا عن التأطير القانوني ما يعني الاعتراف القانوني بالمهنة، على أساس أن يكون الصحفيون حائزين للبطاقة المهنية مع ما تخوله من امتيازات”، مشددا على “عنصر حرية الصحافة الإلكترونية، بما يعني أنها لن تخضع للتصريح إكراها وإلزاما كما هو الحال في الصحافة الورقية المكتوبة، بل سيضل خيارا مفتوحا ومشتركا سواء كانت هذه الصحافة وضعت التصريح أم لم تضعه”. وأضاف الرامي، أن الكتاب الأبيض جاء للإجابة عن مجموعة من التحديات، منها التحدي التكنولوجي “لأنه من المفروض أن نؤهل الصحافة الإلكترونية تكنولوجيا، وفي هذا المستوى هناك عدة اقتراحات تدخل في نطاق التأطير العام لوزارة الاتصال، وكذلك في شراكات مع مجموعة من الهيئات الوطنية المكلفة بهذا الشأن، وهناك التحديات الاقتصادية، أساسا يمكن الحديث عن النموذج الاقتصادي الصالح للصحافة الإلكترونية في المغرب، خاصة بالنسبة لوتيرة نموها ولوضعها الحالي، وهناك عدد من التوصيات تبلغ في مجملها 120 توصية. إلا أن ما يؤاخذ على عمل اللجنة هو عدم إشراك عدد من المواقع والهيئات الإكترونية في عملها، وعدم إعطائها لحد الساعة نقطا ملموسة حول الشروط والكيفية التي تخول لمجموع هذه المنابر الاستفادة مضامين وتوصيات الكتاب على قدم المساواة. فضلا عن حديث عن شروط معينة ينتظر أن يحسم فيها الكتاب عند صدوره، وإن أشار الخلفي أن مشروع الكتاب هو قيد المراجعة ومفتوح على اقتراحات الفاعلين والمهتمين بموضوع الصحافة الإلكترونية الوطنية.