انطلقت اليوم بمدينة سلا أشغال الملتقى الخامس للشبكة الوطنية للمدن العتيقة، حول موضوع “الأجهزة والوسائل العملية لتدبير وإعادة تأهيل المدن العتيقة”. ويندرج هذا اللقاء المنظم بمبادرة من الجماعة الحضرية لسلا وعمالة سلا٬ في إطار “برنامج التعاون مع المدن والبلديات بالمغرب العربي”، الذي أطلقته الشبكة الوطنية للمدن العتيقة سنة 2002، وبدعم من وزارة التعاون الألماني بشراكة مع المديرية العامة للجماعات المحلية، والمعهد الوطني للتهيئة والتعمير، والجمعية الوطنية للجماعات المحلية بالمغرب. ويسعى اللقاء الذي يجمع خبراء وتقنيين٬ ومنتخبين محليين وممثلين عن المجتمع المدني، إلى الوقوف على الإشكالات الكبرى المرتبطة بإعادة تأهيل المدن العتيقة، وإيجاد الوسائل العملية لتدبيرها، حيث قام عامل سلا بعرض تجربة مدينته كرائدة في إعداد ورش إعادة تأهيل ورد الاعتبار للمدينة العتيقة بإشراك مختلف الشركاء المعنيين بمستقبل التراث التاريخي. من جهته أوضح عبد العزيز بنبراهيم٬ رئيس مجلس مقاطعة لمريسة في كلمته بالمناسبة، أن إنقاذ المدن العتيقة وحمايتها عملية جد معقدة وتشكل مجال عمل واسع، مبرزا أن نجاح عملية رد الاعتبار وإعادة تأهيل المدن العتيقة يتطلب اعتماد مقاربة مندمجة تأخذ بعين الاعتبار المكونات الأساسية لهذه المدن، كالإطار المادي والساكنة المحلية والفضاء العمومي المحيط بها. وأشار بنبراهيم، إلى أن مدينة سلا في هذا الصدد أعدت برنامج عمل لحماية وإعادة تأهيل المدينة العتيقة، وذلك بتوقيع ثلاث اتفاقيات شراكة تهم قطاعات الثقافة والسياحة والصناعة التقليدية والسكنى والتعمير، غير أن هذا البرنامج الطموح واجهته عدة العراقيل منها على الخصوص تعقد المشروع٬ وإشكالية حيازة الأراضي، وإكراهات مرتبطة بالجانب القانوني. بدوره قدم ممثل “برنامج التعاون مع المدن والبلديات”، عرضا مفصلا عن هذا البرنامج الذي أطلق في ماي 2002، والذي يسعى إلى تعزيز دور المدن كقوى فاعلة وخلاقة في حوارات التنمية الوطنية والإقليمية، ويهدف إلى تشجيع تبادل الخبرات بين مدن المغرب العربي فيما يتعلق بالتنمية الحضرية، وذلك عبر إقامة شبكة للحوار، ويدعم المشاريع المبتكرة في هذا مجال. وقدمت رئيسة قسم التعمير بعمالة سلا خديجة أزماني، الخطوط العريضة لبرنامج حماية المدينة العتيقة بسلا الذي أعدته العمالة بتنسيق مع مختلف الجهات المعنية من منتخبين ومجتمع مدني٬ ويروم إدماج هذا الموروث في الدينامية الحضرية التي تشهدها المدينة، وتحسين ظروف عيش الساكنة عبر إحداث وترميم المحلات والمنازل المتواجدة داخل الأسوار٬ ورد الاعتبار للموروث التاريخي للمدينة عبر إعادة التأهيل والترميم مع احترام تاريخ المدينة. وتتواصل أشغال هذا اللقاء المنظم على مدى يومين بتنظيم ورشات وزيارة ميدانية للمدينة العتيقة لسلا، وتقديم الأجهزة والوسائل العملية لتدبير إعادة تأهيل المدن العتيقة٬ وعرض تجربة مدن الدارالبيضاء و مكناس وتطوان.