إلى اليوم يعيش فريق الجمعية الرياضية السلاوية وضعا كارثيا يكتنفه الغموض والقلق بعد أسابيع من تأكد العودة مجددا إلى حظيرة القسم الوطني الثاني، في وقت لم يدم فيه مقام فارس الرقراق بين أندية البطولة الإحترافية لأكثر من موسم واحد، ويتجلى هذا الوضع الكارثي في الفراغ المهول الذي يشكو منه فريق جمعية سلا على المستويات التقنية والبشرية والإدارية ما يؤشر بوجود حالة إنفصام كبيرة تستدعي وقف هذا النزيف الذي طال بسبب عناد من يقفون على رأس الفريق ولا يبدون أي إستعداد للتنازل عن مناصبهم بداخله. ثلاثة ملفات تتصدر اليوم شأن الجمعية السلاوية وتحتاج كلها إلى معالجة شمولية لا مجال فيها للحلول الترقيعية فمن دون التصدي لها يكون الفريق قد أصر على ركوب ذات الموجة، موجة الرداءة والهشاشة والتلاعب بأعصاب السلاويين. أول هذه الملفات عدم إرتباط الفريق إلى الآن بأي مدرب بعد أن أعلن المدرب بنهاشم رحيله المبرمج عن فريق عاش معه هواجس عديدة لينضم إلى إتحاد طنجة لقيادته في الموسم القادم، وبرغم أن الشارع السلاوي ردد أكثر من إسم لمدربين مغاربة بينهم عبد العزيز كركاش وعبد القادر يومير والحسين أوشلا إلا أن لا قرار نهائي صدر حتى الآن، وكيف يصدر والفريق كان يعاني أيضا من تصدع على مستوى التسيير، ذلك أن الرئيس الحالي والفعلي عادل التويجر صهر الرئيس الشرفي الحاضر بقوة في مركز القرار عبد الرحمان شكري كان قد أسر بعدم الإستمرار رئيسا للفريق بسبب ما قال أنها مشاكل تتعلق بتداخل الإختصاصات وبعطل مالي كبير إلا أنه أحجم عن قرار الرحيل في أعقاب الجمع العام العادي الذي انعقد في أجواء كئيبة يوم الجمعة الأخير، جمع عام كشف عن حقيقة صادمة هي أن موازنة فريق جمعية سلا تعدت بقليل المليار سنتيم من دون أن يتمكن الأخير من الحفاظ على مكانته بالقسم الأول. أما الملف الثالث الذي يبدو الأثقل في ميزان الكارثية فهو الهجرة الجماعية للاعبين الذين شكلوا النواة الصلبة للفريق، ذلك أننا أحصينا نية ما لا يقل عن عشرة لاعبين أساسيين لمغادرة الفريق بشكل رسمي، وهنا يتعلق الأمر بلاعبين متعاقد معهم يشعرون أنه ليس هناك إلتزام متبادل ويتعلق بلاعبين إنتهت مدد إعارتهم ويتعلق الأمر أيضا بلاعبين سارع الفريق إلى حسم إنتقالهم لأندية أخرى قبل متم الموسم ويتعلق الأمر بالعميد والنجم الأبرز يوسف الكناوي المنضم للرجاء البيضاوي. وإذا كانت هذه الهجرة الجماعية تعبر عن عدم رضى من وضعية الفريق فإنها تكشف بالواضح الهشاشة الكبيرة على مستوى وضع الإستراتيجيات ورسم الآفاق، فالجمعية السلاوية التي تتواجد بمدينة هي ثالث أكبر ساكنة في المغرب لم تعتمد منذ عقد من الزمن مقاربة تكوينية لإستغلال وإستثمار الكفاءات البشرية الموجودة في المدينة وكان هناك إقبال بنهم غريب على جلب لاعبين بعقود إعارة، وكأن الفريق يلمع صورة هؤلاء ليدعهم بعد موسم واحد يرحلون إلى أندية أخرى. مؤكد أن جمعية سلا بحاجة إلى مقاربة مختلفة لحاضرها ولمستقبلها، وأي تطلع لغد أفضل يمر من خيار واحد هو أن يخلي كل الذين عمروا لسنوات داخل هذا الفريق السبيل لأشخاص غيرهم يتوفر لديهم الحافز والحماس والشغف ليديروا الفريق بطريقة حديثة ومعقلنة تختلف عن تلك التي أدير بها الفريق لسنوات عديدة فكان بارعا في لعب دور المصعد، الصاعد / النازل بين البطولة الإحترافية والقسم الثاني من دون أي دروس مستفادة ومن دون الإتقاء من لدغة الجحر التي تكررت عشرات المرات، من دون أن يترك فارس الرقراق أي بصمة في البطولة الوطنية على النقيض تماما من أندية أخرى لم تكن تتوفر على نفس الرصيد البشري. Share