بقلم:عبدالرحيم اكريطي"رئيس منتدى الصحافة الجهوية دكالة عبدة"ومراسل يومية "الأحداث المغربية" الحكاية هاته التي وقعت مساء يوم الجمعة الماضي بشارع الفوسفاط بحي الكورس بآسفي هي لشابين اثنين شاءت الأقدار أن يجد أحدهما عملا داخل سلك القوات المساعدة بعدما اشتغل بالأقاليم الجنوبية قبل أن يتم نقله إلى مدينة آسفي،ليجد نفسه رفقة صديق له ذي سوابق قضائية في السجن بعد اقترافهما لجريمة تتعلق بسرقة هاتف نقال. عنصر القوات المساعدة وصديقه امتطيا مساء يوم الجمعة الأخير كالمعتاد دراجة نارية،وظلا يجوبان الشوارع والدروب بحثا عن ضحية وسط حي المطار،باعتبار هذا الأخير من الأحياء التي تعرف نقصا في حركة المرور ما يسهل معها القيام بعمليات السرقة دون أدنى مشكل. فبينما الشخصان يتجولان على متن دراجتهما النارية،لفت انتباههما شابة في مقتبل العمر وهي منهمكة في التكلم عبر هاتفها النقال الرفيع،متوجهة صوب منزلهم المتواجد بحي المطار دون أن تدرك على أن هاتفها سيسلب منها عن طريق النشل من طرف من كانت تظن على أنه سيحميها وأنه سيوفر لها الأمن والسلام،إنها فرد ينتمي لسلك القوات المساعدة بآسفي. بتقنية عالية وجدت الشابة هاتفها بين يدي الشخصين اللذين تمكنا من سلبه منها بسرعة البرق عندما كانا على متن دراجة نارية،تاركين إياها تصرخ وتصيح دون أن تدرك على أن السارق ما هو سوى شخص يمتهن المهنة التي يشتغل فيها أبوها الذي يرأس فرقة للقوات المساعدة بإحدى الملحقات الإدارية بآسفي. بسرعة البرق وبسرعة جنونية فر الجانيان على متن الدراجة النارية بعد تحقيقهما لهدفهما،وظلت الشابة تستغيث وتطلب النجدة من المارة،لكون الهاتف النقال المسروق من النوع الرفيع وقيمته المالية ثمينة. ظن الفاران على أن مهمتها قد انتهت،وأن هدفهما قد تتحقق دون أن يدركا على أن عملية السرقة هاته سوف لن تنجح،وأنهما بعد هنيهة سيكونان بين يدي الشرطة وسيجدان نفسيهما في غياهب السجون، وذلك بعدما عاينهما شابان آخران كانا هما الآخران على متن دراجتهما النارية،إذ لم يترددا في اللحاق بالمجرمين . لحق الشابان بسرعة فائقة بعنصر القوات المساعدة وصديقه،ما جعل هذين الأخيرين يرتبكان ويشرع السائق في السياقة بطريقة عشوائية جعلتهما يسيران وسط دروب ضيقة لا يعرفانها حق المعرفة وسط حي الكورس الذي يعرف حركة مرور مكثفة. مر الجانيان وسط زقاق دون أن يدركا على أن هذا الزقاق ينتهي بدرج،وفجأة سقطت الدراجة من الدرج لتصطدم وقتها بسيارة يسوقها دركي،ويجد الجانيان نفسيهما وسط تجمع جماهيري الذي ظل يوجه اللعنة لهما خصوصا عندما علم الجميع على أن أحد الجناة موظف بسلك القوات المساعدة. بقي الجانيان ساقطين وسط الشارع وبجانبهما دراجتهما النارية،وحضرت وقتها عناصر الشرطة التي اعتقلتهما وتوجهت بها صوب مقر الشرطة القضائية بآسفي قصد الاستماع إليهما في محضر قانوني لمعرفة ما إن كانا قد سبق لهما وأن نفذا مثل هاته الجرائم في أماكن أخرى،وبعد ذلك عرضهما على أنظار الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي بتهمة السرقة بالنشل.