فارقت امرأة الحياة هي و جنينها على باب المستشفى, تزاحم الناس للتأكد من صحة الخبر الذي انتشر في المدينة بسرعة الهاتف, بعضهم جاء مواسيا و البعض اطل متشفيا ليس في و من الأم و جنينها, ليس في ذلك شك, الحالة لا تسمح بذلك, البكاء و النواح و الغضب, كل هذا كان حاضرا في ذاك اليوم المشئوم. انطلقت الوقفات الاحتجاجية و خرجت للوجود اللافتات و طالب الناس باستقالة الوزير و إسقاط الحكومة , و هكذا كان, و أعلن عن دلك في الراديو و التلفزة و على صفحات الجرائد و تجند الكل و خرج الناس يوم الجمعة كالعادة للانتخاب و التصويت و كان التنويه, بالطبع دوليا, بالنزاهة, و ظهر اليسار و الوسط و اليمين تحت القبة يتناقشون و الناس ينتظرون و جاءت الحكومة و اقسم الوزراء على خدمة الشعب و بدأت الحالة تعود إلى سابق عهدها و تعود الكل على أسماء الوزراء الجدد. فانقلبت حافلة للركاب, على أبواب مدينة, مات أناس و جرح آخرون, انتفض أبناء مدخل المدينة تلك و رفعت الرايات و مرة أخرى علقت اللافتات, دخلت على الخط اليساريات من الجمعيات و اليمينيات من الوداديات و الوسطيات من النقابات طالب الكل باستقالة وزير الطريق وان أمكن عزل رئيس كدا و قائد كدا و ربما فيدوم كدا فاستقال الوزير و سقطت الحكومة و أعيدت الانتخابات و كان القسم و بورك البرنامج و تغير الكتاب العامون و أعلنت الحرب على الفساد و استوزر من كان ينتظر انقلاب الحافلة تلك على أبواب المدينة تلك التي أطاح ناسها بالحكومة تلك. وخرج الناس مرة أخرى في يوم من أيام الجمعة تيمنا بيوم كريم يكون الناس فيه اقرب إلى التقوى من أيام الأسبوع الأخرى صوتوا, انتخبوا و اختاروا من سيمثلهم و يسهر على حالهم و حال المرضى و المسافرين والمتخاصمين و المتقاضين فأمطرت السماء و غرق الناس و ضاع بعضهم و تشرد آخرون و يتم أطفال فخرج الناس مرة أخرى يبكون عائلاتهم و يستنجدون بالحكومة التي صوتوا عليها عساها أن تخفف من مصابهم فزارهم بعض من وزراءها فطالبوهم بالاستقالة و إسقاط الحكومة. فسقطت الحكومة و أعيد انتخاب أخرى فخر بيت من بيوت الله متهاويا لا لشيء إلا لأنه لم تراقب حالته و حالات الآلاف من المساجد عبر الوطن فكبر الناس للدفن و لإسقاط وزير أخر في الحكومة فعزل الوزير و دامت الحكومة فاغتصبت طفلة بريئة في مدرسة فهبت الجرائد للسند و فضح الأمر و تنو قلت الأخبار و انتفض الأهل و الأحباب و كذلك الأصحاب و أصحاب الأصحاب و فعلوا التنديد بتهاوي الأخلاق و طالبوا بإسقاط الحكومة و الإتيان بحكومة أخرى بوزراء كانوا متأهبين منتظرين هكذا نكبات فسقطت الحكومة ,حكومة اخرى. و انتخبت حكومة. فبدت بوادر أزمة ساقتها رياح عدوة و تهاوت بورصة القيم و تهاوت معها القيم فاستشاط الناس غضبا و ظنوا السوء بالحكومة و ظنوا كذلك انهم اكبر من تلك الحكومة فطالبوا مرة اخرى بتنحية الحكومة . فاراد الناس انتخاب حكومة لكنهم سقطوا هم كذلك من الإعياء و ضياع وقت التصويت للحكومة فاجتمع بعد ايام من الراحة, اليمين و أقصى ما في اليمين باليسار و اعتي ما في اليسار و زادوهم شيئا يسيرا من الوسط لبحت سبل إيجاد حكومة... يتبع بعد أن تسقط آخر حكومة.