ملامح أحزابنا السياسية ما قبل انتخابات 25 نونبر خامسا: الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أما آن الأوان أن يعود الزمن الجميل؟:قراءة نوسطالجية في مسار حزب د.عبد الله إكرامن –باحث في علوم التربية والديداكتيك- [email protected] يدركوا أن صمتك مذبحة كل كلامهم وأنك وحدك سيد الكلام..فافتح عينيك القطية مصابيح لهذا الليل واستجمع نبالك/ نبالي، فذراعي أقواسي مفتوحة..وتعالى نسدد لعيونهم سهْما..لألسنتهم سهْما..لدوائرهم سهما..فَسُ...ماًّ...ف..همََََّا»" الأستاذ عبد الحميد بنداود-صحفي بجريدة الاتحاد الاشتراكي –الصفحة الأخيرة من ملحق الجريدة ألثقافي ع104بتاريخ 17/11/1985" عن صعوبة الكتابة عن الاتحاد غريب كيف تتغير النظرة للأمور ،مابين لحظة تمثل أمر في كليته ،وبين لحظة الشروع في تفكيك مكوناته، تذكرت النظرية الجشطلتية... ومابين مجرد التمثيل البيداغوجي التبسيطي لها ،بقولك إنك عند إدراكك للشيء فإنك تدركه في كليته، فأنت تعرف القط من مجرد النظر إليه ،وليس من تدقيق النظر في عينيه ثم أنفه فكل جزء من أجزاء وجهه، وبين كون النظرية، نظرة ديناميكية ، تهتم بمسار الضبط المستمر لعلاقة الفرد بوسطه، وهذا الضبط هو بالضرورة في تغير لا متناه، مابين هذا وذاك، اكتشفت الكثير، وأنا أحاول الكتابة عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية... هل تسهل أم تصعب الكتابة عن تنظيم سياسي مثل الاتحاد الاشتراكي؟سألت نفسي هذا السؤال بعد تجربة الجرأة على الكتابة عن تنظيمات سياسية،كتابة تمكنت خلالها باستمرار من الالتفاف على مختلف الإكراهات، وتمكنت –والحق يقال- من لي عنق الكثير من المثبطات،كي تخرج صورة لتنظيم سياسي، أحاول جاهدا أن أقنع نفسي بأنها صورة بقدر ما تستهدف حدا أدنى من موضوعية بقدر ما تعترف أنها مجرد وجهة نظر،تظهرها مقاربات تحليلية تتوخى البناء المتماسك للطرح،ولا تدعي بأي شكل من الأشكال تماهيها مع حقائق، ولكن أيضا لا تبخس نفسها، وتأكد استلهامها لما يخول للكثيرين ممن يكتب لهم الاطلاع عليها،احترامها،وإن لم يتفق معها،وهو منتهى المطمح. لست أدري بالنسبة للمهتمين بالشأن السياسي، من مختلف المشارب،ولكنني شخصيا،استغرب كثيرا للفكر التبسيطي-بمفهومه القدحي-،لأشخاص من داخل الاتحاد،كما من خارجه-، تصدر عنهم أحكام تتجه مباشرة لاعتبار الوضع الحالي للاتحاد الاشتراكي وضعا شاذا، لا يلاءم تاريخه ومساره ، أي أنه عمليا يتم افتراض تطورٍِِِ للأمر، يخضع لميكانيكية تحددها المسببات والعلل، أي أنه عمليا يمكن حصر مسببات وعلل جعلت الاتحاد في وضعه الحالي،كما يمكن افتراض وتخمين مسببات وعلل غابت ،ولو حضرت لكان يمكن أن تجعل وضع الاتحاد الحالي أفضل مما هو عليه. Gaston Bachelard ،كان يقول : «ليس ثمة أي شيء بسيط،ثمة فقط أشياء تم تبسيطها».كل الأمور إذن أصلا معقدة،وكل العلوم وبدون استثناء، الإنسانية منها والدقيقة،مشكلها الأساسي هو التعقيد. ROBIN FORTIN، كتب كتابا عنوانه : comprendre la complexité- introduction à La Méthode d'Edgar Morin. ،(فهم التعقيد –مدخل لمنهج Edgar Morin ). في منهجه، يساعدنا Edgar Morin لفهم التعقيد ،ويكشف عن مبادئه، إكراهاته،رهاناته ،صعوباته، موران يبرز كيف أن معرفة التعقيد يتحكم في مقاربة جديدة وإعادة تشكيل جديد للفكر، إن منهج موران يحثنا على تجديد منظورنا لمفاهيم السببية،النظام والفوضى، الأنساق ،التنظيم، الاستقلالية، الموضوع،والحدث،ويفتح لنا آفاقا للعلم تخول لنا إعادة النظر في المعرفة ،بغاية إعادة تشكل وإعادة خلق الإنسانية .وهو تحديدا ما لا يستطيعه كل تفكير تبسيطي. الوضع السليم للاتحاد الاشتراكي كما يتصوره التبسيطيون هو ما كان سيكون عليه، لو لم يخض تجربة التناوب،أو لو تراجع عنها بعد أن ظهرت أسباب –في نظرهم-تدعو لترك الجمل بما حمل...أقول هو تفكير تبسيطي ،وهو كذلك،لأنه لا يضع الحد الفاصل بين فكر أصبح تجريديا مجردا تشكل وترسخ، إنه الفكر أو الحلم الاتحادي (الحلم هنا من نمط« الحلم في حالة صحو» والذي يسميه السيكلوجي Paul Tholey -rêve» lucide »- الذي حلَمه وصاغه أناس ذات يوم من أيام 1959-، وبين أشخاص وضعتهم أقدارهم وسطه،ربما لا تتوفر لهم قدرات تمثل هذا الفكر المجرد،وتحويل الحلم لواقع، وتخول لهم الاستمرار في تطويره،أو أنهم تتوفر لهم هذه القدرات ،ولكن طفت للسطح تلك الأنانية المفرطة التي لا تتردد في لي عنق الفكر، وتحويل الحلم لكابوس، هي بالتأكيد لا تتوفر لها ولا يمكن أن تتوفر لأي كان قدرة خنقه وقتله،ويبقى أقصى ما يمكنها تأخير اندفاعه، لسبب بسيط، أنه مقابل هذه الأنانية المفرطة ثمة دائما القوة المناقضة،تلك التي هي ترجمة لمقولة نرددها بأمل... بثقة...باطمئنان :« إن للشيء رب يحميه-والشيء هنا الفكر والحلم الاتحادي-»،وهذه القوة المناقضة قد تتخذ طابع المقاومة الداخلية وتتحمل، وقد يستجيب بعضها لمقولة : « أرض الله واسعة » - قبل أن ينطقها من لا نزال نستغرب أن تصدر عنه هو- وترحل...ولكن مهما الرحيل، ومهما بعدت الشقة، فإنه، وبشكل أو بآخر يظل في نفسها شيء، ليس من حتى، ولكن، شيء من فكر مجرد ترسخ.. شيء من ذلك الحلم الذي تتعقبه ...وفكر تبسيطي وعبثي، من يجزم أن صالح الاتحاد كان في مشاركته في تدبير الشأن الحكومي، كما هو كذلك تبسيطي وعبثي من يجزم أن صالح الحزب كان سيكون في عدم مشاركته...غبي جدا من لا يفهم أن الأمر في ممارسة السياسة متعلق باتخاذ قرار، وأن اتخاذه لا يمكن دائما أن يكون بضمانات...المغامرة السياسية مطلوبة دائما ،ومقبولة إذا كان من يغامر، ومن يراقبه (ماشي بحرا قطر بهم السقف كما يحلو للكثيرين قوله في الآونة الأخيرة) ...ولكن يبقى مسار ما بعد اتخاذ القرار...مسار ما بعد مجيء فترة إعادة الضبط ،هو الكفيل بحدود القدرة على تدبر مستجدات المراحل. كتب الأستاذ عبد الحميد بنداود صحفي في الاتحاد الاشتراكي ذات يوم من أيام 1985 نصا إبداعيا جميلا جدا، بالجريدة أكاد أحفظه عن ظهر قلب، تحت عنوان تداخل الأقواس وانغلاق الدوائر ،أقتبس منه ما يلي:«أنا السير أسير على الطريق متجها، وطريقي الآن سَطرُُ، إن استقام استقمت، وإن تقوَّس تقوست، أنا السير يسير نحو سيره..أنا السير يصير..فهل تجرؤ الدوائر على تطويقي، أنا من يصرفها الآن أقواسا؟؟»...لعمري إنه هكذا يجب أن نحلم، أن يقوله الحلم الاتحادي وكل الأحلام المشابهة التي هي في حالة صحو، وترقب يوم انتصار يتماهى فيه الحلم بالواقع،يوم تنتهي معه كل المنعرجات والتقوسات،ويصبح الطريق سطرا مستقيما، تكاد تقوساته تنعدم...إذ الظاهر أن تقوساته لا تزال بالقدر الذي يخول تربص الدوائر بهذا الحلم، وكل حلم بالغد الأفضل. ومن هنا لا تستقيم قراءتي لمسار الاتحاد الاشتراكي إلا بجعلها قراءة نوسطالجية . قراءة نوسطالجية في مسار حزب : محطة نوسطالجية 1 يستنبط من مختلف تعريفات الحنين والنوسطالجيا،أنها إحساس ينتابنا عند تذكرنا لشيء عشناه ماضيا،إحساس مصاحب لحزن على الشيء هذا،ورغبة ملحة لعودته، واشتياق له .كتب Saint-Exupéry في أرض الرجال Terre des hommes, 1939, p.244 :كل واحد منا عرف أفراحا كبيرة هناك، هناك حيث لا شيء يعد بتلك الأفراح، أفراح تركت فينا حنينا نشتاق به حتى لشقائنا، إن الحنين هو شوق لما لا نعرف كنهه،وفي مكان آخر قال Eugène Ionesco :أن تكون مسكونا بحنين غير مفهوم هو دون شك مؤشر على أن هناك مكان آخر. احن لستة عشرة سنة امتدت ما بين 1959 إلى 1975 ...بدأت وأنا طفل أفتح عيني كل صباح قي متجر دخان بشارع سنطرال بداية الستينات ،على لفائف جرائد يتسلمها أخي لبيعها...التحرير ..الطليعة ..... ..l avant garde...العلم...أخبار الدنيا...la vigie.. le petit marocain..عناوين حفظتها ،ومع مرور الزمن،لم تعد مجرد عناوين،كل عنوان أكسبه زبناؤه وقراؤه طبعا خاصا،زبناء العنوانين الفرنسيين كل شيء فيهم يبدو مفتعلا وخارج السياق ،العلم بقرائها شيء ما كان يجعلهم مقرفين...أخبار الدنيا والدنيا بخير بعدها ،كان لا بد أن أنتظر مرور سنوات، لأدرك عبقرية شخص اسمه مصطفى العلوي،عرف ما كان ينتظره الناس من جريدة، فأعطاه لهم بشكل مميز...وطبيعي أن يعمر ويستمر بيننا...إلى الآن...وبين هذا الزخم من عناوين وأخرى لم تُذكر، تبقى النفحة الخاصة لجريدة التحرير...للطليعة...شيء ما ونقاشات بين مترددين على المتجر،...أسماء تلقى على مسامع الطفل الذي كنته، مصحوبة برهبة وتقدير لم أكن أعلم مقرها ومستقرها ..بنبركة...بوعبيد ..الفقيه البصري..اليوسفي...آيت إيدر...بنصديق...وأسماء محلية بذات التقدير، أعتذر عن عدم ذكرها احتراما لمن لا يذكر سهوا أو نسيانا...أسماء أخرى محلية ووطنية بصفات قدحية تتراوح ما بين التخوين وبين الجبن.. كل هذا علم الطفل ذا السنوات الثمانية الذي كنته، أول دروسه في أن ثمة الغث كما ثمة السمين...سنوات بعدها أدركت صدق المثل الفرنسي: il faut un peut de tout pour faire un monde ما يمكن ترجمته ب:–لا بد من قليل من كل شيء كي يتشكل الوجود –وعرفت جليا كيف على المرء أن يختار القليل الذي سيصطف معه في خندقه. اشتقت كثيرا لهذه الستة عشر ربيعا، التي حفلت بأحداث جليلة مابين الانفلات بالجلد من قرف مقرفين ،استحالت مجاراتهم في اعتبار المغرب لهم لا لغيرهم، كما استحالت مجاراتهم في الاستحواذ على فضلهم دون غيرهم في استقلال البلد ...فكان الاستقلال بالذات خيار عقلاء، ذات 25 يناير 1959...وما بين الاستقلال بالذات و تجديد الجلد ذات 15 شتنبر 1974 ...ما بين التاريخ والتاريخ ...بين اتحاد وطني للقوات الشعبية ،واتحاد اشتراكي للقوات الشعبية ،أحداث ورجالات بنت فكرا وحلما ...بنت أفكارا وأحلاما رغما عن انعراجات اتخذت ذات يوم من أيام 1961 العلة الحزبية أو النقابية سببا وعلة ...ومع توالي الأعوام تبرز المنعرجات أو التقوسات حسب تعبير ذ.بنداود ...وكل منعرج وتقوس كانت له أسبابه وعلله...وكان ثمة دائما ما بعد تقوس ومنعرج ورجوع لصراط مستقيم. محطة نوستالجية 2 أحن لفترة اكتشاف جيل جديد من حالمين على خطى سابقيهم، في حرم جامعي-والحرم الجامعي يحدث به ما يحدث خارجه- ،شهرته قصائد على ظهر المهراز وشاعر «أسعفته دائما الكأس ولم تسعفه العبارة»، حرم جامعي ترددت فيه أسماء عبد الهادي خيرات بشغبه العروبي (لي ما كايتفاكش)،ولا يزال هو هو ...محمد شوقي الأنيق الرزين منذ ذاك، والشبه خجول، وآخرون يجمعهم خندق الوفاء لخيار عقلاء 1959 ،بلكبير عبد الصمد ... حنون مبارك... وآخرون في خندق آخر بدا لهم حينها أن السطر المستقيم يجب أن يأخذ منعرجا، فكان الانعراج نحو ذات الحلم، ولكن بسقف مطالب مرتفع-حسب العبارة المستعملة حاليا ...أسماء كثيرة غير المذكورة (والأكيد أن الحرم الجامعي بالرباط له أسماؤه) سرعان ما تباينت نظرتهم للمعرفة بغاية تدقيق متطلبات إعادة تشكل وإعادة خلق الإنسانية...أسماء كثيرة أصبحت مقرونة بتواريخ وشعارات 23 مارس...الاختيار الثوري...إلى الأمام.. تباينت مواقفهم ...أبطال مباشرون لأحداث جسام عرفها الوطن حينها...اختطافات...اعتقالات...محاكمات...تصفيات واغتيالات، طالت الحالمين بالغد الأفضل، فتفرقت بهم السبل دون أن يفسد الخلاف للود قضية في أغلب الأحيان...أحن لهذه الفترة ،ولو أنها انتهت بسنة يقولون عنها إنها بيضاء، لأنها توقفت فيها الدراسة في كل الأسلاك، عقابا تحديدا لأولئك الحالمين، وكان الأجدر أن تنعت بالسواد، وهي فعلا سوداء لكل طالب ...لكل تلميذ، وما أكثرهم، قضوا سنة بطولها خارج الفصول الدراسية، ويعتبرون أن وجودهم خارج الزنازن خلالها هو مؤقت...وإن استمر، فهو لحسن حظ. مابين الأمس واليوم :هل التاريخ يعيد نفسه؟ مسار الاتحاد الاشتراكي ميزه دائما حراك داخلي ...الأكيد أن المتصارعين داخله هم بنفس الحلم...والاختلاف في أمور ،الأكيد أنها لا ترتبط بجوهر الحلم، وليست لدي لا الجرأة ولا قدرات ولا رغبة تقديم تخمينات أو تصورات لما يمكن أن تعلل أسباب الخلاف...مسار الاتحاد ميزه تجدد أوضاع وخلافات تجعلنا نتساءل إن كان التاريخ يعيد نفسه. النظرية الجشطالتية التي سبق الحديث عنها، لها تفسير للأمر،فهي تعتبر أن ظاهرة تجدد وقوع الحدث نفسه ( الخلافات داخل الاتحاد بصيغ، مثلا) بكون الذات (الحزبية هنا) تنحو منحى الرغبة في إنهاء ما ابتدأته،وإنهاء التجارب غير المكتملة..وهكذا فالحاجيات التي لم يتم تلبيتها ، لا تختفي ،وإنما تتخذ لها موضعا في لا ئحة انتظار ،بحيث يعود ظهورها في يوم ما بأمل التمكن من الوصول لنتيجة مرضية،إن الأمر يتعلق بمفهوم الأعمال العالقة غير المنتهية unfinished business. ...أشغال عالقة توجد بالتأكيد داخل الاتحاد،وكلما وجدت فإن الحراك سيستمر. عندما تحدث الأستاذ بنداود عن طريقه وأنه سطر إن استقام استقام معه وإن تقوس تقوس ،لست أدري أكلامه كلام مبدع، الذي هو بالفعل،أم أنه كلام خبير بالزمن...وبالتاريخ.فنحن نعتبر التاريخ عادة بمثابة خط مستقيم ،وإن اعتبرنا الزمن هو أيضا خطي ،فإنه سيصعب القول إن الزمن أو التاريخ يعيد نفسه،ولكن باستحضارنا لمفهوم الزمن عند الإغريق فإنه بالنسبة لهم دائري،وهو ما يخول للتاريخ أن يعيد نفسه...إن الاتحاد الاشتراكي يكاد ينطبق على حراكه الداخلي ونتائجه ما يحيل عليه مفهوم حقبة كوندراتييف cycle de Kondratiev ،وهو مفهوم في مجال الاقتصاد يحيل على حركية اقتصادية وفيرة الإنتاج،وفي غمرة اضطراب العلاقة بين غزارة الإنتاج والتكلفة ونسب الفوائد و..و..يتعرض النشاط الاقتصادي لتراجع،كي تحدث تراجعات ذات العلاقة بالعرض والطلب تؤدي إلى ركود، هو بدوره سيخلق ظروفا متشعبة تسهم في خلق حقبة نمو اقتصادي جديد ...كمثل طائر الفينق الذي ينبعث من رماده ...إن الأمل كل الأمل أن يكون كل حراك داخل الاتحاد الاشتراكي ،وداخل أي تنظيم سياسي يحمل هم الوطن والمواطن...يحلم ويناضل بالوسائل النظيفة من أجل الغد الأفضل هو بمثابة حراك بقدر ما يحمل في طياته ما يرعبنا خوفا على مستقبله،بقدر ما يحمل ما يحمل ما سيجعله أكثر صلابة. على سبيل الختم: الحراك كثير...والكلام كثير...والطرق تتشعب ...والسبل تمتد يمنة ويسرة.. ويوم اختير له ال25 من نونبر موعدا في منعرج ما...في نهاية خط مستقيم ما...والأمل أن ننصت للمرة الأخيرة للأستاذ عبد الحميد بنداود:يشاؤونك منصتا..يشاؤونك صامتا فيركبون صهوات منابرهم ..ولأنهم لاغون فلا جمعة ولا سبت-أحد..ولا خميس لهم..وكذلك خبرتهم وأنت تصغي إلى ما يفضحه لعابهم ويخفيه كلامهم وأدركت حدود المسافة الفاصلة بين اللغو واللغة..بين العقم والولادة بين النصر والهزيمة-الاتحاد الاشتراكي 17/11/85- بتصرف-. ..فعسى أن يكون كل حالم بالغد الأفضل لهذا الوطن، داخل الاتحاد أو خارجه قد خبر من يجب أن يضع بينه وبينهم المسافة الفاصلة ،ممن لا حلم في حالة صحو لهم...أولائك الذين كل أحلام يقظتهم ومنامهم، تنحصر في تمركز مقيت على ذات مريضة بهوس أنا ومن بعدي الطوفان.