إلى بعض من اشتراكيينا الموحدين بآسفي..هل أنتم والفروع المحلية للأحزاب الديمقراطية مؤهلون لتدبير ما بعد 20 فبراير ؟ بقلم الدكتور عبد الله إكرامن - باحث في علوم التربية والديداكتيك - عن الشخصية الكاريزمية charismatique personne يوم السبت الأخير (02/04/2011)،استضاف برنامج on n es pas couché الذي تبثه القناة الفرنسية fr2 ،قطبا من أقطاب الحزب الاشتراكي الفرنسيVINCENT PEILLON ،وهو برلماني أوروبي وناطق باسم حزبه لسنوات عدة،وناقش معه منشط البرنامج وثلة من الصحفيين قضايا ذات العلاقة بما يعرفه الحزب من حركية،وربما صراعات،حول من سيترشح من الحزب الاشتراكي الفرنسي للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة.وأثار النقاش من بين ما أثاره إشكال: لم كل هذه الحركية و هذا الصراع من أجل الحسم في من سيرشحه الحزب للانتخابات الرئاسية،بما أن الحزب له برنامجه المعروف،وهو ما سيعتمده في حملاته الانتخابية ،كما سيكون ما سينفد خلال فترته الرئاسية،إن اختاره الفرنسيون؟ألا يكفي أن يرشح أي كان؟أم أن الأمر يرتبط بضرورة البحث عن شخصية لها جاذبية خاصة(charismatique personne ). إدا كان الحزب الاشتراكي الفرنسي،وتنظيمات سياسية فرنسية أخرى قد تجاوزت كل مختلف الإشكالات الإيديولوجية،وأصبح هاجسها البحث عن الشخصية الكاريزمية التي بإمكانها التمرير السليم لتنظيراتها،فإننا في المغرب للأسف لا زلنا بعيدين عن هذه المرحلة. الكاريزمية وتنظيماتنا السياسية الديمقراطية مركزيا ومحليا في اعتقادي أن هذه الكاريزمية لا يشترط فيها دائما أن تكون بحدود كاريزمية الأنبياء،أو العباقرة،وإنما المفروض،أن تكون في حدود توفر الشخص لحد أدنى من شروط تضمن سلامة التدبير لمسؤوليات يتحملها،دون أن نكون ملزمين بفرض حدود تلزمه بالتحرك في إطارها،لأننا نشك في قدراته،التي لا تخول له إلا أحد الأمرين:عجز مطلق عن التدبير السليم، أو أن تدفعه مصالح ذاتية ضيقة للي عنق التدبير بما يلائمه،و لا يلائم بالتأكيد الصالح العام...وفي كلتا الحالتين،هو شخص يجب أن يحجر عليه،وهو زائف،لأن الأصيل غير المزيف كما قال الفيلسوف هيكل Hegel : "ليس بحاجة لحدود ترشده،بل هو يحمل-بشكل آني- في ذاته قوة الحجاج لنفسه".والأمر هنا يهم كل من أنيطت بهم مسؤولية تدبير الشأن السياسي الديمقراطي مركزيا ومحليا. هل الفروع المحلية للأحزاب السياسية الديمقراطية مؤهلة لتدبير جيد للمراحل المقبلة؟ لو لم يكن لما بعد 20 فبراير و 09 مارس من حسنة سوى الضغط على الكثير من التنظيمات لاتخاذ مواقف كشفت عن جبن لدى البعض،وعن ضعف يحول دون القدرة على مسايرة الركب لدى البعض الآخر،وعن حربائية مقيتة لدى من تمنينا منهم الكثير وصدمونا،وعن راديكالية-أرى شخصيا أن الوقت وقتها-وهي بالنسبة للبعض ثبات على المبدأ، ولآخرين هي نهلستية وعدمية،والزمن كفيل بالكشف في يوم قريب صدق النوايا. -لو لم يكن إذن لمحطتي 20 فبراير و 9مارس من فضل سوى ذلك ،لظل تقديرنا لهما كبيرا،ونتمنى بالتأكيد أن تكونا أفضل من دلك. أعلنت إذن التنظيمات السياسية المركزية عن مواقفها وتطلعاتها للمراحل المقبلة،ويبقى السؤال المطروح:مادا عن الفروع المحلية؟ (يهمني تحديدا الفروع الحزبية بآسفي) وهل تتقاسم ضعف تنظيماتها،أوجبنها أو حربائيتها أو راديكاليتها؟أليس من حقها إبداء الرأي؟أم أن السؤال السليم،هل تتوفر لها قدرات التحليل والنقد وإبداء الرأي واقتراح البدائل وشجاعة البوح؟...السؤال بطبيعة الحال عن كاريزمية الفروع المحلية ،ربما هي مفتقدة. ويتفق الكثيرون على أن الفروع الحزبية الديمقراطية بآسفي إما أنها تكون في حالة شلل تام لفترات طويلة،وإما أنها تنتظر تعليمات لتدبير محطة من المحطات المهمة،وأعطي لنفسي حق التعميم هدا دون خوف،كما أعطي لنفسي حق تخصيص بعض من اشتراكيينا الموحدين بآسفي بالآتي لبعض من اشتراكيينا الموحدين بآسفي:انتبهوا..! إن ماضينا يقتفي أثرنا. شكلت مبادئ اليسار الديمقراطي دائما جذبا لكل من يؤمن بالقيم والمثل العليا،وخلافا لما يروج له من أخطأ الطريق،وأصبح يسعى لفرض نمط لكاريزمية زائفة،هي في حقيقة أمرها بوادر أولية لانتهازية مقيتة،من ضرورة تقديم تنازلات باسم التوافق،وباسم ما تقتضيه ظرفية مفترضة،وباسم تجنب النهلستية والعدمية،وباسم تبريرات أخرى متعددة كلها تروم تبرير وصولية يغلفها نفاق سياسي-خلافا لكل هذا-،فإن الثابت أن ثمة من القضايا السياسية ما لا يقبل التوافق وأنصاف الحلول،ولا يلجأ إليها إلا المغلوب على أمره،أو من حول اهتمامه بالكامل،من اهتمامه السابق بمبادئ ومصير أمة،وهو أسمى ما يمكن أن يرهن به الفرد حياته،إلى الاهتمام بمصلحة شخصه الحقير أو فئته البغيضة،وهو أحط ما يمكن أن يميز حياة حقيرة.ويتساوى في هذا ما يشبه تعمد الدخول في غيبوبة حزبية متعمدة،وقطع الصلة،وما يشبه البث في قضايا استحقاقية مصيرية بدافع طمع رخيص غير محسوب العواقب،وما يشبه البث في أمور تمثيلية أخضعت لمنطق جبر الخواطر...وما يشبه كل ما يسير في ذات الاتجاه،وبشكل خاص،في انتظار طبيعة رد الفعل عن قرار مركزي بأهمية قصوى ومصيري لمستقبل الحياة السياسية للبلاد،وهذا البعض من اشتراكيينا الموحدين ينتظرون كودو Godot...لأن رد فعلهم ربما مرتبط أساسا بحضوره. بمثابة خلاصة للتأمل مع رجاء أن تجانب الصواب أعتقد أن من هنا يمكن فهم حركة شباب 20 فبراير.فالأكيد أنه يمكننا الآن أن نعتبر أن نخبنا السياسية الديمقراطية تعيش أزمة انقراض الشخصيات الكاريزمية،التي وإلى ما قبل محاولة يائسة،أطلق عليها التناوب التوافقي،كانت دائما وراء حركية مجتمعية تحسسنا شدتها ولينها بصخب الحياة،قبل السقوط في غفوة لذة ديمقراطية توافقية زائفة،أيقظنا منها زلزال 20فبراير،والأسوأ المحتمل أن يكيف 9 مارس لما يمكن أن يدخلنا في دوامة تجهل عواقبها.ولا يغرنكم كل من يقول بأن شباب 20 فبراير لم يخلقوا من عدم،لأن قولهم هذا ودون أن يدركوا ،هو اعتراف ضمني بأنهم اندمجوا مع القطيع واستحقوا نياشين الوصولية،أو أنهم أصابهم خرف ذهني يعجزهم عن تمثل خصوصيات المرحلة ومتطلباتها.