بتزامن حبكته الصدفة مع حفل تنصيب الكاتب العام الجديد لعمالة آسفي منتصف الأسبوع الماضي،نفذ عمال شركة"أولياريس"تحت أشعة الشمس الحارقة وقفة احتجاجية صاخبة أمام مقر العمالة كان قد أعلن عنها مكتبهم النقابي" ك.د.ش"منذ 28 من الشهر الماضي،حيث هتف المحتجون بشعارات نددت بقرار طرد أعضاء المكتب النقابي،وطالبوا بإرجاع النقابيين الخمسة المطرودين إلى العمل،داعين المسؤولين إلى التعجيل بعرض النزاع على اللجنة الإقليمية،وسجل بيان صدر بمناسبة الوقفة الاحتجاجية تمادي إدارة الشركة فيما اعتبره تجاهلا للمأساة الإنسانية التي سببها قرار الطرد الجائر والمتنافي أساسا مع الحق الدستوري للشغيلة المغربية في العمل النقابي انتماء وممارسة،وجاء في البيان بطء تعاطي الأجهزة مع مأساة يشتد خناقها على المطرودين كل يوم،وأوضح ذات البيان عدم اتخاذ أي مبادرة إيجابية لإنصاف المتضررين حتى بعد مضي 80 يوما على شروع إدارة الشركة في تشريدهم وتجويع أبنائهم،مدينا قرار الطرد الذي استهدف بحسبه اجتثاث الحركة النقابية الناشئة من الجذور لإعطاء العبرة لباقي العمال،مستغربا الموقف المتخاذل للأجهزة المسؤولة التي ما تزال مكثوفة الأيدي أمام الانتهاك البشع لحقوق عمال الشركة وعلى رأسها الحق في التنظيم والانتماء والممارسة النقابية،وطالب البيان من جميع الأوصياء والمتدخلين والمنتخبين والأجهزة المسؤولة رفض كل الأعذار التي تؤجل دون سبب مقنع عرض النزاع على اللجنة الإقليمية للبحث والحوار. وقد اضطر هؤلاء العمال إلى الدخول في هذه المحطات النضالية بعدما وجد خمسة منهم أعضاء بالمكتب النقابي أنفسهم موقوفين عن العمل بعدما رفض حراس البوابة الرئيسية لكيماويات المغرب في وقت سابق السماح لهم بولوج المعمل بناء على تعليمات تلقوها في الموضوع والمتعلقة بعدم السماح لهم بولوج المعمل الذي يشتغلون فيه داخل ورش متفرع عن شركة أولياريس المغرب المتواجد مقرها الرئيسي بمدينة القنيطرة والتي تهتم بصنع الأنابيب البلاستيكية التي تستعمل في مرور الغازات،بحيث ارتأى العمال الموقوفين رفقة عمال آخرين منتمين لنفس النقابة إلى تنفيذ هذه الوقفات بعدما قامت الشركة بجلب تسعة عمال جدد من مدينة القنيطرة المقر الرئيسي للشركة والاستغناء عن العمال المنتمين لمدينة آسفي،وهو القرار الذي رأوه غير صائب وإقصاء ممنهجا لهم،كما أن وقفاتهم تأتي حسب تصريح محمد الوهابي الكاتب المحلي للاتحاد المحلي للكنفدرالية أدلى به في وقت سابق لموقع "آسفي اليوم" بعدما أقدم نوبير الأموي على مراسلة والي جهة دكالة عبدة عامل إقليمآسفي في الموضوع،ثم المراسلة التي وجهها الاتحاد المحلي للنقابة مرفوقة من نسخة المراسلة الموجهة من النقابة مركزيا إلى والي الجهة،لكن دون جدوى ودون أي رد من الجهات المسؤولة،ما اضطر بالعمال يضيف إلى الدخول في هذه المحطات الاحتجاجية. وسبق للمحتجين أن أدلوا هم الآخرين بتصريحات أشاروا فيها إلى أنه منذ سنة 2001 وهم يشتغلون بهذا الورش بالرغم من الأخطار التي قد تحذق بهم في أي وقت من الأوقات ارتباطا بالمواد الخطيرة التي تستعمل في صنع الأنابيب،بحيث يشتغل بهذا الورش حوالي 25 عاملا من مختلف الأعمار غير مرسمين ودون تغطية صحية وبرواتب شهرية هزيلة،إضافة إلى تعرضهم للملوثات التي تظل كيماويات المغرب تقذف بها،إذ يجد في الوقت الراهن هؤلاء العمال أنفسهم مهددين في أي وقت من الأوقات بالطرد والتوقيف عن العمل بعدما سبق وأن اتخذ قرار التوقيف في حق خمسة عمال كونهم شكلوا مؤخرا مكتبا نقابيا.