أغلقت دار الشباب حي أموني بآسفي قرابة الشهرين أبوابها في وجه جمعيات المجتمع المدني والأطفال الذين كانوا يستفيدون من العديد من الأنشطة داخلها،بعدما تم قطع الماء والكهرباء على هذا المرفق الحيوي الذي طالما انتظرته ساكنة هذه المنطقة المهمشة التي تطل مساكنها مباشرة على كيماويات المغرب التي تظل تقذف بالملوثات بحرا وجوا وبرا والتي تظل هذه الساكنة تستنشقها صباح مساء وعلى مدى 24 ساعة. وقد فوجئت الساكنة بهذا الإغلاق المباغث بمبرر قطع التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب،مع العلم أن هذه البناية حديثة البناء،وما زال لم يمض على تدشينها السنة الواحدة،كما أنها تتوفر على تجهيزات مهمة داخلها من حواسيب وطابعات ومستلزمات رياضية،بحيث جاء بناؤها ارتباطا بالوضعية التي تعيشها الساكنة هناك البعيدة عن مركز المدينة،والمحرومة من المرافق الأساسية،مما ارتأى بالمسؤولين عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى برمجة هذا المرفق الأساسي تفاديا للجوء الأطفال إلى الانحراف. وإلى جانب الأطفال الذين حرموا من الأنشطة من مختلف أنواعها من رياضة وثقافة وإعلاميات التي دأبوا عليها منذ مدة،فإن بعض جمعيات المجتمع المدني التي كانت هي الأخرى تستفيد من هذا المرفق الحيوي باعتباره فضاء مخصصا لممارسة الأنشطة الثقافية والرياضية حرمت هي الأخرى من خدماته، ومن بينها جمعية نادي المرأة والفتاة للثقافة والتنمية الاجتماعية التي كانت تمارس داخل هذا الفضاء الطرز والخياطة والقيام بحملات تحسيسية لفائدة النساء والفتيات،بحيث أكدت رئيسة هذه الجمعية في تصريحاتها لموقع"آسفي اليوم" الذي زارهم بحيهم،ووقف على حقيقة المعاناة نتيجة هذا الإغلاق على أن منخرطات الجمعية تعانين الكثير أزيد من شهر دون أدنى تدخل من قبل الجهات المسؤولة التي هي على علم بالإغلاق،مؤكدة على أن هذا المرفق يوجد حاليا بدون إدارة،وحرمت جمعيات أخرى من استغلاله،مشيرة إلى أنه قد تم تنبيه المسؤولين بهذا المشكل الذين اكتفوا بإعطاء وعود تفيد على أنه ستتم إعادة فتح أبواب هذه الدار عندما سيتم تعيين مدير جديد.وتعتبر عملية قطع الماء والكهرباء عن هاته الدار الثالثة من نوعها،فبعدما فوجئ الأطفال المنخرطون بها،والذين يزيد عددهم عن 400 منخرطا ومنخرطة في وقت سابق بإقدام"لاراديس"على نزع عدادي الماء والكهرباء مباشرة بعد تدشين المؤسسة من قبل والي جهة دكالة عبدة عامل إقليمآسفي بمناسبة عيد العرش،ليجدوا أنفسهم أمام مرفق عمومي هام تنقصه إحدى أهم الضروريات ألا وهي الكهرباء والماء باعتبار حيهم من الأحياء المهمشة المتواجدة بمحاذاة كيماويات المغرب والذي هو في حاجة إلى مثل هذه الفضاءات التي من خلالها يملأ الأطفال فراغهم عوض خوضهم في أشياء قد تعود بالضرر عليهم ،كالإدمان على استهلاك المخدرات،أو ممارسة السرقة والإجرام،أو الشحن من طرف جهات بأفكار إرهابية،كما أنه وأمام إقدام"لاراديس"على قطع الماء والكهرباء مباشرة بعد التدشين،وبعد العديد من الاحتجاجات،وما كتب في الصحافة الوطنية،والاستعدادات التي كانت جارية لاستقبال مدينة آسفي لجلالة الملك،تم إرجاع العدادين تهدئة للوضع،لكن وبعد الزيارة الملكية عاودت"لاراديس"الكرة،ليجد الأطفال أنفسهم أمام نفس المشكل.وفي تصريحه لموقع"آسفي اليوم"،أكد محمد أيت الحلوي المندوب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة بآسفي على أن السبب الرئيسي في إغلاق هذه الدار يعود فعلا إلى انقطاع الماء والكهرباء عنها،إذ لايمكن للأطفال القيام بأنشطتهم في هذه الوضعية،مبرزا على أن هناك مشكلا أيضا يتعلق بالتأطير الذي عانت منه هذه المؤسسة،مضيفا على أن المندوبية في الوقت الراهن تبذل قصارى جهدها لتعيين إطار كفؤ بهذه المؤسسة،مشيرا إلى أنه سيتم حل هذا المشكل في القريب العاجل.وتبقى دار الشباب حي أموني في الوقت الراهن مغلقة لأبوابها دون ماء ودون كهرباء في انتظار تدخل عاجل من طرف الجهات المسؤولة لإرجاع الفرحة والبسمة إلى نفوس أطفال هذه الأحياء المهمشة الذين يملكون مؤهلات كبيرة تبحث فقط عن فضاءات ملائمة لإبراز طاقاتها.