إلى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس أعزه الله ونصره القصر الملكي العامر – الرباط الموضوع : التماس إنقاذ معلمة قصر البحر الأثري بأسفي نعم سيدي أعزك الله، بعد تجديد البيعة الموصولة وتقديم ما يلزم من فروض الطاعة والولاء، اسمحوا لنا يا جلالة الملك، نحن مجموعة من أبناء وساكنة ومحبي مدينة أسفي وعشاق التراث الوطني، جمعيات مدنية وفعاليات ثقافية وشخصيات، الموقعين أسفله، وعلى إثر توصيات اللقاء الفكري بمناسبة شهر التراث والخاص بإنقاذ وإعادة تأهيل تراث أسفي العتيقة، أن نرفع إلى مقامكم العالي بالله التماس إعطاء تعليماتكم السامية للعمل على إنقاذ المعلمة التاريخية والتراثية المسماة “قصر البحر” البرتغالي بأسفي قبل أن تتهاوى كليا في قعر المحيط، في أية لحظة. ونحن نتيمن بعنايتكم المولوية الكريمة بتراثنا الوطني كله، المادي منه واللامادي. قصر البحر يا مولاي الذي شيده البرتغاليون في مطلع القرن السادس عشر زمن احتلالهم لبعض مدن الشواطئ المغربية المتوسطية والأطلسية، هو، بشكله المربع وأسواره السامقة وأبراجه البديعة، تحفة معمارية نادرة وتشكل جزءا هاما جدا من تراثنا المشترك المغربي-البرتغالي، هو مِلك لكل المغاربة وليس لأهل المدينة وحدهم. لكن هذا البناء الفريد يوجد اليوم على حافة الانهيار كليا في البحر المحيط بفعل تآكل جوفه الصخري الذي يقف عليه بسبب عوامل طبيعية وكيميائية تفعلها فيه مياه المحيط وحركاته بسبب الميناء الصناعي، وعوامل فيزيائية يفعلها فيه قطار البضائع. وتؤكد كل الدراسات أن مياه المحيط نخرت أجزاء واسعة وعميقة من جرف أمُوني هذا وتجاوزت قصر البحر باتجاه أجزاء من المدينة وشوارعها. وقد بدأت أجزاء خارجية وداخلية من قصر البحر تتساقط اتباعا منذ سنة 2007. لذلك، وحفظا للأرواح البشرية أقدمت الجهات الوصية على إغلاقه في وجه الزيارات التي لم تكن تنقطع عنه طيلة أيام السنة. إن إنقاذ قصر البحر يا مولاي يتجاوز قطاعا حكوميا بعينه أو سلطات محلية أو جماعة منتخبة. فالعملية معقدة تقنيا ومكلفة ماديا وستتطلب من دون شك عشرات الملايير من الدراهم. وبرأي الأخصائيين من مهندسين مدنيين ومعماريين وعلماء آثار وعلماء المحيطات، يبدو أن السبيل إلى إنقاذ قصر البحر، قبل مباشرة ترميماته الهيكلية، هو إحداث مرفئ قبالة قصر البحر، يُستحب أن يكون ميناء ترفيهيا يحمي القصر وجرف أَموني من الأمواج العاتية ويمنح المدينة موارد اقتصادية جديدة ويزيدها جمالية وإشعاعا. كما ينصح الخبراء بنقل الميناء الصناعي الحالي الذي تسببت تهيئته من جهة في إتلاف كلي لشاطئ أسفي الذي غمرته المياه، ومن جهة أخرى رمت بكل ثقل الأمواج البحرية باتجاه قصر البحر. مولاي أعزكم الله، إن مدينة أسفي بكل معالمها، وقصر البحر أحدها، وبتاريخها العريق الضارب في عمق التاريخ والحضارة تستحق برأي الدارسين وفي نظر محبيها أن تصنف تراثا عالميا وهو ما لا يمكن أن يتأتى دون إنقاذ قصر البحر ثم ترميمه وإعادة فتحه في وجه الزوار. ولذلك فنحن نستغيث بكم يا مولاي لإنقاذ جزء هام من تراثنا الوطني ومعه رد الاعتبار لمدينة قدمت الكثير للوطن على مر العصور، ومازالت تقدم وتعطي بسخاء وهي مجندة وراء جلالتكم في كل خطواتكم الميمونة وكل ما تقومون به في سبيل عزة ورفعة وطننا الغالي الذي كان دوما رائدا في بناء الصرح البشري. حفظكم الله يا مولاي بما حفظ به الذكر الحكيم وسدد خطاكم ومتعكم بموفور الصحة والعافية وأقر عينكم بولي عهدكم الأمير المحبوب مولاي الحسن وبصنوكم السعيد الأمير مولاي الرشيد وبسائر أفراد أسرتكم الشريفة، إنه سميع مجيب والسلام على المقام العالي بالله حرر بأسفي في 21 رمضان 1440ه موافق 27 ماي 2019