زوال هذا اليوم الجمعة وأنا أتصفح لائحة الاشعارات notifications , والتي أتواصل من خلالها مع من تجمعني معهن/ معهم آصرة هذا الفضاء الجميل على الفايسبوك ، ألفيت بينها إشعارا يقول : Ahmed Achbiki fête son anniversaire aujourd'hui , fêtez-le avec lui ( أحمد أشبيكي يحتفل اليوم بعيد ميلاده ، احتفلوا معه بهذه المناسبة ) . الواقع أن هذا الإشعار كان أشد وقعا وألما على وجداني أكثر من تلقي خبر وفاة الأستاذ أحمد أشبيكي يوم 23 شتنبر 2016. فبالنسبة لإدارة الفيسبوك ، ما دام الحساب مفتوحا فإن صاحبه ما زال حيا يرزق ، وعندما تصل ذكرى يوم مولده فإنها تخبر أصدقاءه وتشعرهم بهذه المناسبة كي يتم التواصل وارسال رسائل التهاني الى المعني بالأمر . وذلك ما حصل اليوم على صفحة الراحل احمد اشبيكي حيث تلقت وما زالت تتلقى الرسائل بهذه المناسبة ، ولكنها هذه المرة رسائل بطعم خاص ،فكلها تبتهل الى الله عز وجل أن يشمل الفقيد بالرحمة والمغفرة ، وليس هناك اجمل من الرحمة والمغفرة لكل إنسان سواء من ما زال على قيد الحياة أو من غادرنا الى دار البقاء . لقد رحل عنا الأستاذ اشبيكي الى دار البقاء يوم 23 شتنبر 2016 بعد معاناته مع مرض عضال لم ينفع معه علاج ، ولو قدر له أن يعيش إلى هذا اليوم لاحتفل مع أصدقائه بعيد ميلاده السادس والخمسين ، لكن لكل أجل كتاب ، وتلك إرادة الله ولا راد لقضائه . فلنجعل الاحتفال اليوم بعيد ميلاد الراحل سي احمد اشبيكي وقفة تأملية لتقييم هذه الحياة التي لا توجد فيها حقيقة مطلقة باستثناء حقيقة الموت ، ويقين الرحيل . وما دام كل إنسان مهما طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول – كما جاء في قصيدة كعب بن زهير "بانت سعاد " – فلماذا لا نملأ حياتنا القصيرة بنشر المحبة وإفشاء السلام والوئام ، ونبذ الكراهية والضغينة ، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى العلاقات الإنسانية الدولية ؟! ما دام الموت يتربص بنا الدوائر ، لماذا لا نجعل من حياتنا سيمفونية سعيدة فرحة جذلى بكل ما هو جميل ؟! . وأختم هذه الخواطر بالابتهال الى الله عز وجل أن يجدد شآبيب رحمته وشامل مغفرته على روح الفقيد العزيز احمد اشبيكي إنه سميع مجيب.