أخاطبكم يا قيادة التيار الرجعي الأصولي …، أخاطبكم و أنا ضابط لكلام الله .. لأقول لكم ..أنكم خطأ في التاريخ و سنجني نحن الشباب نتائجه ….، أخاطبكم و كلي ذعر وفزع على مصير بلدي بين أيديكم … ، أخاطبكم بلغت العقل و المنطق لأقول لكم …….، أذكركم .. لأن الذكرى تنفع المؤمنين.. إن أول كلمة نزلت على رسول الله هي إقرأ ، و كانت بذلك لحظة فصل بين زمن المعجزات و الأساطير إلى زمن علم و تفسير، وعليه يكون زمن الأنبياء و الرسل قد ختمه رسول الله ( ص )، وبزغ زمن العلم و المعرفة ثم التمكين ثم التكيف مع تطور المجتمعات و حفاظها مع تشبتها بالأرضية الثقافية المحلية . ثم استكشاف العلوم لنضبط أم العلوم الفلسفة و نستنتج السياسية لندرك مدى أهمية النظام و نتفاجئ بعالم “الديمقراطية” أبطاله فكر حزبي و دستور و انتخابات و هرم نظام لنتمكن من مواطنة حقة ونزيد بذلك وطنية ، نتعلم ثم نفقه مقومات هذا العالم . و نتحصر على التيار الرجعي الذي فضل الرجوع و النكوص إلى ما قبل نزول كلمت إقرأ ، لكن احتمالات تقدمنا كمغاربة لن تنجح إلا بالخيار التقدمي ، الذي بني أطروحته على التعلم و النقد ثم المحاولة . وتعتبر “الانتخابات” من بين أهم ركائز هذا العالم بكل أصنافها ، بحيث تمثل المعيار الواقعي الذي يعكس مدى تجسيد الديمقراطية ، ومرآة ملموسة لمدى تطور الوعي السياسي لدى المواطنين ، وبرغم من مجهودات بعض مكونات المجتمع المغربي إلا أننا فشلنا في تربية مواطن حداثي ديمقراطي يهتم و يطالع ثم يشارك في الحياة العامة وفقا لمنطق المسئولية و الاهتمام و المبالاة لا منطق القفة و المظلومية لأن الخلل يكمن في تصرفات التيار الرجعي الذي ينتهج الخطابات الشعبوية الغير المسئولة التي تفتقر للمشروع و الرؤية المفتقدة للحسابات الدقيقة الهادفة إلي التهجين و التشكيك في المؤسسات الدستورية ورهن القرار الوطني . ورغم النتائج الوخيمة و الرفض و السخط الشعبي لسياستكم التي فقرتم بها مكتسباتنا وتراكماتنا التي ناضل من أجلها المغاربة في ظلمة السجون والمنافي ثم الإعدام . إن تصدر التيار الرجعي المشهد السياسي المغربي رغم مسه القدرة الشرائية للمواطن البسيط والمساس بتقاعده ثم توظيفه لدليل قاطع اننا نحن الشباب سندفع ثمن أغلاط من سبقونا و مهدوأ الطريق أمام القوى الرجعي التي تقبل بحكومتين واحدة يرأسونها و الأخرى شبح كما يقولون .. ناهيك عن رهن الوطن في أيادي المؤسسات البنكية الدولية .. لنكن صرحاء لحظة أو وهلة مع أنفسنا و نعترف أن ناقوس الخطر قد دق بتصدر هذا الأخير المشهد، و على الشباب و بعض مكونات التيار الحداثي التقدمي أن يتحملوا مسؤولية هذا الوطن و أن يراجعوا حساباتهم .. تبقى مرآة المستقبل هي التاريخ ويبقى التاريخ هو العبرة .