وقع الرئيس الصيني “شي جين بينغ” و الملك محمد السادس على بيان مشترك حول إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين وقعا عليه في أعقاب محادثات عقدت بينهما في قاعة الشعب الكبرى في بكين. وقال الرئيس الصيني حسب ما نقلته وكالة “شينخوا” للأنباء أن الشراكة الاستراتيجية سوف تكون معلما مهما فى تنمية العلاقات الثنائية وتحقيق فرص جديدة للتعاون الثنائي فى كل المجالات. وأضاف أن الصين تولي دائما أهمية كبيرة للعلاقات مع المغرب وسوف تدعم باطراد جهودها لتحقيق الاستقرار الوطنى وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية وأن الصين تقدر أيضا تمسك المغرب بسياسة الصين الواحدة ودعمها للقضايا الكبرى التى تتعلق بالمصالح الأساسية للصين. وطبقا للبيان المشترك فإن الجانبين سوف يزيدان من التبادلات بين رئيسي الدولتين وقادة الحكومتين والمسئولين، فضلا عن تعزيز الاتصالات والتنسيق بشأن القضايا الاستراتيجية وتعزيز التعاون و التبادلات بين المجالس التشريعية والأحزاب السياسية. وأكد الجانبان مجددا مبدأ احترام سيادة كل الدول وسلامة اراضيها وتعهدا بدعم جهود الجميع للحفاظ على السلام والاستقرار فى المناطق التى ينتمون اليها. ودعا الجانبان الى حلول سلمية للازمات والنزاعات الدولية والاقليمية ومعارضة التدخل فى الشئون الداخلية للآخر واستخدام القوة او التهديد باستخدام القوة و ادانة الإرهاب فى كافة أشكاله. وسوف ينفذ الجانبان التوافق بشأن التعاون الذى تم التوصل اليه فى اطار منتدى التعاون بين الصين والدول العربية ومنتدى التعاون بين الصين وافريقيا . وقال “شي” إن الصين ترحب بالمشاركة المستمرة للمغرب فى التعاون بين الصين والدول العربية والتعاون بين الصين وافريقيا الذى سيجلب امكانات واسعة لتنمية العلاقات بين الصين والمغرب. وفيما يتعلق بالتعاون الثنائي، قال البيان المشترك ان البلدين سوف يعمقان التعاون فى مجالات تتضمن البترول وصناعة التعدين والزراعة وحماية البيئة والمصائد السمكية فى المحيطات وبناء البنية الأساسية و الاتصالات الرقمية وتوسيع التعاون فى الطاقة المتجددة وتنمية الشراكة فى الصناعة والتعدين والالكترونيات. وقال “شي” إن الصين ترغب فى المشاركة فى اعادة احياء الصناعة فى المغرب وتشجع الشركات على الانضمام الى مشروعات البنية الاساسية المحلية . واشار الى ان الصين ترغب ايضا فى تعزيز التبادلات العسكرية والسياحية والتعاون فى مجال التعليم مع المغرب، وأعرب عن الأمل فى اقامة مركز ثقافي صيني هناك فى أقرب وقت ممكن. وأكد الرئيس أن الصين على استعداد لتعزيز التنسيق الثنائي والتعاون فى الشئون الدولية مثل تغير المناخ للحفاظ على المصالح المشتركة للبلدين والدول النامية الأخرى. وقد أشاد الملك محمد السادس بالصداقة التقليدية بين البلدين وقدم الشكر للصين على مساعدتها الطويلة الامد ووافق على ماقاله شي بأن الشراكة الاستراتيجية سوف تضخ حيوية جديدة فى علاقات البلدين. وقال ان المغرب ترغب فى الانضمام الى الصين لتوسيع التجارة والتعاون فى البنية الاساسية وتعزيز التنسيق فى قضايا التنمية وتغير المناخ. وقال الملك أن المغرب يرغب فى أن يكون شريكا تعاونيا هاما للصين فى افريقيا وبين الدول العربية . وبعد محادثات استمرت ساعة وقع الجانبان العديد من اتفاقيات التعاون فى مجالات تضمنت السلطة القضائية والتجارة والطاقة والتعدين والتمويل والثقافة والأمن الغذائي.