جرى، اليوم الأربعاء بعرض ساحل المحمدية، تنظيم تمرين ميداني محاكاة لمكافحة التلوث البحري الطارئ بالهيدروكربونات أطلق عليه "SIMULEX 22". ويندرج هذا التمرين، واسع النطاق، في إطار المخطط الاستعجالي الوطني لمحاربة التلوث البحري الطارئ (PNU) المتعلق بإعداد والاستجابة للمكافحة التلوث البحري الطارئ. وتمت تعبئة موارد بحرية وبرية وجوية كبيرة لهذا التمرين، المنظم إلى غاية 23 يونيو الجاري من قبل وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، بصفتها المنسق الوطني، وبالتعاون مع مختلف الإدارات المدنية والعسكرية المعنية. وفي هذا الإطار، فإن قيادة عمليات مكافحة التلوث في البحر ستكون تحت إشراف البحرية الملكية بدعم من القوات الجوية الملكية والدرك الملكي، في حين أن عمليات مكافحة التلوث البرية ستكون تحت قيادة المديرية العامة للوقاية المدنية وبدعم من القطاعات المعنية. ومن جهة أخرى، تم تنفيذ التدخلات في ميناء المحمدية من قبل الوكالة الوطنية للموانئ. وتم تنسيق وتنفيذ التمرين من قبل مركز القيادة الوطنية في المقر الرئيسي لدائرة التنمية المستدامة بالرباط، بقيادة المنسق الوطني ومركز القيادة المحلية الخاضع لسلطة والي ولاية المحمدية. وينبني السيناريو المختار لهذا التمرين الميداني على تصادم ناقلة نفط وسفينة شحن قبالة مدينة المحمدية، مما يتسبب في تسرب 3000 طن من النفط الخام. وتهم العمليات المقررة في هذا الإطار الجوانب المتعلقة بمساعدة السفينة التي تواجه صعوبة، وتلك المتعلقة بمحاربة التلوث في البحر وعلى الأرض. وسيتم محاكاة تسرب النفط باستخدام الخث (وهي مادة عضوية غير ضارة وقابلة للتحلل)، فيما سيتم محاكاة المشتتات (المواد الكيميائية المستخدمة لمعالجة التلوث في الخارج) باستخدام الماء. وبهذه المناسبة، أكد رئيس قسم البرامج بمديرية البرامج والإنجازات التابعة لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، السيد حميد الغيواني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ولقناتها الإخبارية M24، أن هذا التمرين يندرج في إطار تفعيل المخطط الاستعجالي الوطني لمحاربة التلوث البحري الطارئ، المتعلق بإعداد والاستجابة لمكافحة التلوث البحري الطارئ. وأضاف أن الهدف من هذا التمرين، في نسخته العاشرة، هو تقييم المخطط الاستعجالي الوطني لمحاربة التلوث البحري الطارئ على المستوى التقني والعملي واللوجيستي وتدريب كافة الفرق المتدخلة في هذا التمرين، وتعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف المتدخلين المعنيين بهذا التدخل سواء كانوا عسكريين أو مدنيين وكذلك تحسيس السلطات المحلية وأرباب السفن وممثلي المجتمع المدني بأهمية هذا التمرين في مكافحة التلوث البحري الطارئ. من جانبه، قال الكولونيل البويعقوبي إسماعيل القائد الإقليمي للوقاية المدنية للمحمدية في تصريح مماثل، إنه تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، بخصوص تفعيل المخطط الاستعجالي الوطني لمحاربة التلوث البحري الطارئ، تشارك اليوم المديرية العامة للوقاية المدنية في تمرين محاكاتي تحت عنوان "SIMULEX 22" بشاطئ المحمدية المركز. وحسب الكولونيل البويعقوبي قائد العمليات الساحلية، فإن هذا التمرين يهدف إلى تقييم وتقوية آلية التنسيق والتواصل الميداني بين جميع المتدخلين في هذا المجال وكذلك تقييم المخطط الاستعجالي الوطني لمحاربة التلوث البحري الطارئ على المستويات العملي والتقني واللوجيستيكي، مضيفا أنه يعد أيضا فرصة لتعزيز وصقل المهارات المعرفية والمهنية التي تتوفر عليها الوقاية المدنية في مجال مكافحة خطر التلوث البحري الطارئ. ويشكل المخطط الاستعجالي الوطني لمحاربة التلوث البحري الطارئ خطة للتدخل في حالة حدوث تلوث بحري طارئ بواسطة الهيدروكربونات والمواد الضارة، مما يمكن من تعبئة وسائل المكافحة. ومن بين أهداف هذه المخطط الاستعداد للمكافحة وكذلك محاربة جميع أشكال التلوث البحري الطارئ وتنسيق إجراءات الوقاية والمكافحة التي تقوم بها المصالح المعنية والتدخل في حالة حدوث التلوث.