طالب ضحايا الجبهة الانفصالية بجزر الكناري، حكومة مدريد بعدم الرضوخ لابتزاز جلادي ميليشيات (بوليساريو)، الذين أعلنوا، أخيرا، عن قطع علاقاتهم المفترضة مع الحكومة الإسبانية، بسبب دعم الأخيرة لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية. وقالت الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب ، إن قيادات (بوليساريو) مطالبون بالمثول أمام العدالة بسبب الجرائم التي ارتكبوها في حق ضحايا مدنيين، عوض أن يعلنوا مقاطعتهم لعلاقتهم مع الحكومة الاسبانية، بسبب تغيير موقفها تجاه النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وفق ما أوردته يومية (لاراثون) الإسبانية. ووجهت الجمعية ، التي تضم الأقارب المباشرين لضحايا الجبهة الانفصالية (بوليساريو) البالغ عددهم 289 بين عامي 1973 و 1986 ، انتقادات شديدة لمليشيات (بوليساريو) بسبب احتقارها لضحاياها والتقليل من شأن الجرائم التي ارتكبتها ضد مواطنين أبرياء. ونبهت الجمعية، وفق المصدر ذاته، الهيئات السياسية الإسبانية والكنارية ، إلى خطورة جرائم بوليساريو، منتقدة دعم بعض الأ حزاب والمؤسسات "للتناقضات المتواصلة للجبهة الانفصالية (بوليساريو)" ، على الرغم من دوسها على كرامة ضحاياها الذين تعرضوا لهجماتها ، تحت "التبرير الفاسد للكفاح المسلح للحصول على الاستقلال المزعوم". وانتقدت الجمعية السماح للجلادين بالتحدث من داخل مجلس النواب الإسباني ، وبرلمانات الجهات المتمتعة بالحكم الذاتي في اسبانيا ، في سلوك يحط من كرامة ضحايا إرهاب (بوليساريو) ، وفي صورة "تذكرنا بقادة من ظمة إيتا عندما ترأسوا مؤسسات برلمان الباسك ". وأكدت الجمعية أن ذلك يجسد "اللامسؤولية السياسية والجغرافية الدبلوماسية الجادة في إفريقيا وشمال الساحل ، التي يصاحبها" الدعم الأخرق لجبهة (بوليساريو) من قبل أحزاب تشكل جزءا من الأغلبية الحكومية ، مما يخلق مشاكل أمنية ودبلوماسية. و يثير مشاكل الإرهاب والهجرات والحدود والإفلات من العقاب أمام العدالة الدولية..." وبهذا المعنى ، طالبت الجمعية قادة ميلشيات بوليساريو بوضع أنفسهم أولاً تحت تصرف العدالة والمحكمة الوطنية العليا ، لتجنب الإفلات من العقاب على 298 اعتداءً ضد الإسبان ، قبل أن "يبيعوا" دعائياً وهم قطع العلاقات مع اسبانيا، ورفضهم لتلقي الدعم بالملايين من اسبانيا ودول أخرى" وحثت الجمعية "حكومة إسبانيا برئاسة بيدرو سانشيز ، والأمم المتحدة ، والجهات المتدخلة الأخرى ، على عدم الرضوخ ل" ابتزاز جبهة بوليساريو ، وأطروحتهم المشروخة حول تقرير المصير المزعوم". ويطالب ضحايا إرهاب " بوليساريو" الإسبان بالتعويض عن الضرر الذي لحق بهم، معبرين عن استنكارهم للإفلات من العقاب الذي يتمتع به شرذمة من الانفصاليين في إسبانيا. ودعت الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب، في أوقات سابقة، البرلمان الإقليمي لجزر الكناري إلى اتخاذ "إجراءات قوية تهدف إلى تعويض نقص الحماية والإهمال المتعمد والتغافل المؤسساتي "الذي يعاني منه ضحايا الأعمال الإرهابية التي ارتكبها الانفصاليون". وتتوخى الجمعية، التي أنشئت سنة 2006، تحقيق العدالة لعائلات ضحايا الصيادين الكناريين الذين قُتلوا خلال الفترة ما بين عامي 1973 و 1986على أيدي عناصر مسلحة من " بوليساريو" أثناء عملهم في المنطقة الواقعة بين الصحراء وجزر الكناري.