وضع حميد شباط، الأمين العام الجهوي السابق لحزب جبهة القوى الديمقراطية بجهة فاسمكناس، نفسه، في مواجهة مباشرة مع زعيم جبهة القوى الديمقراطية، مصطفى بنعلي على خلفية إقالته من منصبه كأمين عام جهوي بفاس. واندلعت هذه المواجهة بعد أسابيع من التوتر داخل الحزب بسبب تداعيات إقالة شباط. وتأتي هذه المواجهة بعد أقل من ثمانية شهور من التحاق شباط بحزبه الجديد، قادما إليه من حزب الاستقلال الذي رفضت قيادته منحه التزكية الانتخابية لدخول غمار الانتخابات بمعقله بفاس في الصيف الماضي2021. وتروم "الحركة التصحيحية" داخل الحزب الإطاحة بالأمين العام لجبهة القوى، مصطفى بنعلي، من خلال الدعوة إلى انعقاد مؤتمر وطني استثنائي للحزب بهدف إعادة ترتيب البيت الداخلي للتنظيم وتجديد القيادة. بيان "الحركة التصحيحية"، الذي وقعه حميد شباط وأعضاء في المجلس الوطني للحزب، يتقدمهم الأمين العام الجهوي بجهة مراكشآسفي، أحمد المنصوري، لم يكتف بالمطالبة بعقد مؤتمر استثنائي للحزب، بل طالب، كذلك، بافتحاص مالية التنظيم. وبحسب الموقعين على البيان، فإن جبهة القوى الديمقراطية تعيش وضعا تنظيميا سيئا يتطلب اعتماد آليات جديدة في التدبير. وتتهم الحركة التصحيحية، الأمين العام للحزب، بالاستفراد بالقرارات والعشوائية والارتجال في التدبير ، وهو ما أدى إلى الإفلاس المالي"للحزب وصحافته: المنعطف". وتحدث البيان، أيضا، عن نزيف الانسحابات من الحزب بسبب استفراد الزعيم بالقرارات وغياب الديمقراطية الداخلية للتنظيم. وانتقدت الحركة التصحيحية سلوك بنعلي ب"عدم الإفصاح عن الدعم العمومي وكذا مساهمات الدولة في تمويل الحملات الانتخابية للحزب، وحرمان عدد كبير من مستشاري وبرلماني الحزب من الدعم العمومي المخصص لهم". ودعت الحركة التصحيحية "كافة المناضلين والمناضلات في حزب جبهة القوى الديمقراطية إلى مواجهة هذه الممارسات البعيدة عن مبادئ الديمقراطية ومبادئ الحكامة الجيدة ولاسيما مبادئ الشفافية والمسؤولية والمحاسبة". والتحق شباط في غشت الماضي برفقة مجموعة من المقربين إليه من الاستقلاليين السابقين في إطار تكتل سماه ب "التكتل من أجل الوطن"، بحزب جبهة القوى الديمقراطية، الذي منح له التزكية للترشح للانتخابات السابقة. ويعيش جبهة القوى الديمقراطية وضعا تنظيميا مترديا انعكست على أدائه الباهت في الانتخابات الماضية حيث حصل فقط على ثلاثة مقاعد برلمانية بمجلس النواب. وتراجعت مكانة الحزب في المشهد السياسي الوطني منذ وفاة زعيمه السابق التهامي الخياري في 2013.