أعلنت السعودية وقف مساعداتها للجيش اللبناني بسبب “المواقف اللبنانية المناهضة” للمملكة في أزمتها مع إيران، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر مسئول. كما تم “إيقاف مساعدة لقوى الأمن الداخلي اللبناني”. وأعلنت المملكة العربية السعودية الجمعة 19 فبراير وقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، والتي تقدر بحوالي أربعة مليارات دولار سنويا. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر سعودي مسئول قوله إن “المملكة أوقفت مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوة الأمن الداخلي اللبناني نظرا للمواقف اللبنانية التي لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين”. وقال المصدر “وقفت المملكة إلى جانب لبنان في كافة المراحل الصعبة التي مر بها وساندته دون تفريق بين طوائفه وفئاته”، و”كان آخر ذلك ما أعلنته من دعم للجيش اللبناني وقوات الأمن الداخلي حرصاً منها على ما يحقق أمن لبنان الشقيق واستقراره ويحافظ على سيادته”. وتابع “رغم هذه المواقف المشرفة، فإن المملكة العربية السعودية تقابل بمواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر العربية والإقليمية والدولية في ظل مصادرة ما يسمى حزب الله اللبناني لإرادة الدولة، كما حصل في مجلس جامعة الدول العربية وفي منظمة التعاون الإسلامي من عدم إدانة الاعتداءات السافرة على سفارة المملكة في طهران والقنصلية العامة في مشهد”. وأشار المسئول السعودي إلى أن تلك الاعتداءات “التي تتنافى مع القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية” حظيت “بتنديد من كافة دول العالم ومن مجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية الأخرى، فضلا عنالمواقف السياسية والإعلامية التي يقودها ما يسمى (حزب الله في لبنان) ضد المملكة، وما يمارسه من إرهاب بحق الأمة العربية والإسلامية”. وبناء عليه، قال المصدر إن السعودية “قامت بمراجعة شاملة لعلاقاتها مع الجمهورية اللبنانية بما يتناسب مع هذه المواقف ويحمي مصالح المملكة واتخذت قرارات منها (…) إيقاف المساعدات المقررة من المملكة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق الجمهورية الفرنسية وقدرها ثلاثة مليارات دولار أمريكي”. كما أكدت “وقف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار دولار أمريكي المخصصة لقوى الأمن الداخلي اللبناني”. وأكد البيان من جهة أخرى أن السعودية ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني، معتبرا أن المواقف في المؤتمرات العربية والدولية “لا تمثل الشعب اللبناني الشقيق”. وأعلن في نهاية عام 2013 عن تقديم هبة سعودية إلى لبنان بقيمة ثلاثة مليارات دولار على أن يتم بها شراء أسلحة من فرنسا. وتسلم لبنان دفعة على الأقل من هذه الهبة. ثم أعلن في وقت لاحق عن هبة أخرى بقيمة مليار دولار إلى قوى الأمن الداخلي. ودانت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في كانون الثاني/يناير إحراق بعثات دبلوماسية سعودية في إيران خلال احتجاجات ضد الرياض بعد أن قطعت الرياض علاقاتها بطهران عقب إعدام رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر النمر. وتخلف لبنان الذي تضم حكومته وزراء من حزب الله المدعوم من إيران عن الإجماع العربي والإسلامي في هذا الموضوع.